أكّد القيادي في حركة رجال الكرامة، الشيخ ليث البلعوس، يوم الإثنين 21 تموز، أن حقيقة ما جرى في محافظة السويداء تعرّضت للتشويه بالأكاذيب والتلاعب بالمصالح.
وأكّد في لقاء مصوّر عبر قناة الإخبارية، أن الحركة لم تقف على الحياد، ولم تغادر الساحة منذ سقوط النظام البائد في السويداء، بل تحمّلت مسؤوليتها ووقفت مع أهلها في أصعب الظروف.
وأوضح أن الحركة سعت للتهدئة، ودعت إلى الحوار، وحاولت حماية المدنيين عندما اختلطت الأوراق واضطرب المشهد.
وأكد أن الحركة لم تكن يومًا ضد أهلها في المحافظة، ولم تخذلهم، وقلنا منذ اللحظة الأولى: كفى دماءً، ومتاجرةً بكرامة الجبل، وكفى تحويل أبناء السويداء إلى وقودٍ لمعـارك لا تمثّلهم.
وقال: “تواصلنا مع جميع الأطراف، وقلنا لهم: لا نريد إلا كرامة هذا الجبل، ولا نطلب إلا دولة قانون ومؤسسات، لا تسحق الكرامة ولا تصمت على الفوضى”.
وأضاف: “كنّا نعلم أن صوتنا لن يُرضي الجميع، وسندفع ثمنًا باهظًا لوقوفنا في المنتصف، ولم نتراجع حتى حين هُدّدنا، واحترقت بيوتنا، وسُرقت ممتلكاتنا، وانتهك قبر والدنا الشهيد الشيخ أبي فهد وحيد البلعوس، بل وقفنا صامتين، لا عن ضعف بل عن حكمة”.
وأشار إلى أن الحركة كانت أول من رفض استخدام الجبل كورقة ضغط، وأول من رفض طريق العنف، وأنها أول من بادر إلى التهدئة وصياغة اتفاقات إطلاق سراح المحتجزين من الطرفين، وإرسال الرسائل إلى القيادة، وطلب حضور الدولة لا غيابها.
وفي هذا الأثناء، طالب البلعوس المجتمع الدولي بالخروج من حالة الصمت، والعمل بجدية وفق ميثاق الأمم المتحدة لردع محاولات تقسيم سوريا، مؤكدًا أن التردد الدولي يُفسَّر كضوء أخضر للفوضى.
وقال: “سنمدّ يدنا لكلّ من يريد حوارًا يحفظ الكرامة، ويعيد الاستقرار إلى جبل العرب، ويصون وحدة سوريا”.
وأكد البلعوس أن ما تشهده السويداء من دماء ونار هو نتيجة تعنّت الطرف الآخر، وانفراده بقرار الطائفة، واعتماده منطق السلاح لتنفيذ أجندات خارجية.
وأضاف: “نحن مع سوريا، إيمانًا بوحدتها ودورها. نحن مع الحل السياسي العادل، لا الدموي، نحن مع سيادة القانون، وأن يُحاسب كل من امتدت يده على الأبرياء، أيًّا كانت الجهة التي ينتمي إليها”.
ووجّه البلعوس رسالة دعا فيها إلى فتح أبواب الحوار، ومنع العنف والانقسام، مؤكدًا لأهالي السويداء أن الحركة لن تخذلهم.
يُشار إلى أن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، العميد أحمد الدالاتي، قال إنه بعد جهود حثيثة بذلتها وزارة الداخلية، تمّ التوصّل إلى اتفاق يقضي بإخراج جميع المدنيين الراغبين في مغادرة محافظة السويداء، بسبب الظروف الراهنة، إلى حين تأمينهم وضمان عودتهم الآمنة إلى ديارهم.
وأضاف الدالاتي لوكالة سانا: “نؤكّد التزامنا الكامل بتأمين خروج العائلات المحتجزة، والراغبين بمغادرة محافظة السويداء من جميع الشرائح، وسنوفر إمكانية الدخول إليها للراغبين بذلك، وذلك في إطار جهودنا المتواصلة لترسيخ الاستقرار وإعادة الأمان إلى المحافظة”.
وقال: “فرضنا طوقًا أمنيًا في محيط السويداء لتأمينها، وإيقاف الأعمال القتالية فيها، للحفاظ على المسار الذي سيؤدي إلى المصالحة والاستقرار في المحافظة”.