الأحد 25 محرم 1447 هـ – 20 تموز 2025
دمشق
Weather
°35.5

الجهات الحكومية تشكّل غرفة عمليات لمساعدة النازحين والمتضررين في السويداء

سيارات اسعاف تابعة لمنظمة الخوذ البيضاء على أطراف مدينة السويداء

خلّفت الانتهاكات التي ارتكبتها مجموعات خارجة عن القانون في محافظة السويداء خلال الأيام الماضية، أزمة إنسانية تمثلت بموجة نزوح لمئات العائلات من العشائر إلى درعا ومحافظات أخرى، ما دفع بالمؤسسات الحكومية للاستجابة الطارئة للكارثة الإنسانية ومساعدة النازحين والمتضررين ودعم ومساندة ذوي الضحايا.

وأعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح في 18 تموز الجاري، تشكيل غرفة عمليات مشتركة خاصة بمحافظة السويداء تعمل على مدار الساعة لتقديم خدمات الإغاثة والإخلاء والإسعاف للمواطنين.

وضمت الغرفة ممثلين عن الوزارات والمؤسسات الحكومية والدفاع المدني والمنظمات المحلية الإنسانية والمؤسسات الخدمية.

وبحسب آخر إحصائية نشرتها وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، فإنّ الغرفة نفذت أكثر من 570 عملية إسعاف، ونقلت 87 من الضحايا الذين قتلوا جرّاء التصعيد منذ يوم الخميس الماضي، كما أخلت مئات العائلات إلى مناطق أكثر أماناً.

وشارك في الاستجابة 90 متطوعاً مدرّباً ومجهّزاً من فرق الدفاع المدني، إلى جانب أسطول ميداني ضمّ 17 سيارة إسعاف، وأكثر من 22 حافلة إخلاء، و10 سيارات نقل متنوعة، و6 ملاحق إطفاء وآليات للنقل اللوجستي.

كذلك شاركت غرف التنسيق الداخلية برصد نداءات الاستغاثة وتنظيم عمليات نقل العائلات إلى الأماكن التي تحددها العائلات نفسها أو إلى مراكز إيواء مخصصة.

مراكز إيواء مؤقتة

ومنذ لجوء آلاف العائلات من ريف السويداء إلى الريف الشرقي لمحافظة درعا، أعلنت المحافظة تشكيل لجنة طوارئ بهدف تنسيق جهود المنظمات والمجتمع المحلي لتأمين احتياجات هذه العائلات.

وامتدت الجهود لتأمين العائلات التي لا تملك مأوى، إذ أكد مراسل الإخبارية هناك: أنّ الجهات الحكومية أسست 17 مركز إيواء متوزعة في قرى الريف الشرقي والغربي لمحافظة درعا مخدمة بالأغطية والأفرشة وغيرها من المستلزمات الأساسية.

وتنتشر المراكز في بلدات معربة وغصم وسمج وصماد، فضلاً عن الغارية الشرقية والسهوة والكرك الشرقي وطفس.

ويشرح المراسل أن الجهات الحكومة قدمت الأدوية اللازمة لبعض كبار السن ممن يعانون من أمراض مزمنة، بينما أسعف بعضهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج المناسب.

أدوية وطبابة

وتكفلت الجهات الحكومية بتوفير الاحتياجات الطبية للحوامل والرضع أيضاً، ومن ناحية أخرى، أضاف المراسل أن بعض الأطفال تعرضوا لضربات شمس (الحر) بعد أن باتوا في العراء في اليوم الأول للتهجير ما استدعى إسعافهم إلى المستشفيات أيضاً.

وتضافرت الجهود بين وزارة الصحة ومنظمة الخوذ البيضاء في هذه المحنة الإنسانية، وهنا يشير المراسل بأن الوزارة زودت المركز الصحي في بلدة بصر الحرير بسيارات إسعاف، في حين عملت فرق الإنقاذ والإسعاف على نقل المصابين والعائلات التي تحتاج إلى إخلاء إلى هذا المركز لتلقي الخدمات الصحية الأولية، ومنه يتم نقل الحالات حسب احتياجها إلى المشافي في محافظات درعا ودمشق وريف دمشق.

خطة صحية على مستوى المحافظات

ومنذ بداية التصعيد وضعت وزارة الصحة كامل طواقمها في حالة جهوزية قصوى، وجاء ذلك نتيجة تفعيل خطة طوارئ صحية، مع العلم أن الوزارة شكّلت فريق متابعة تقني يعمل على تأمين الاستجابة السريعة، بما يشمل الأدوية ووحدات الدم إلى جانب التجهيزات الطبية والطواقم المختصة.

وتعاضدت الكوادر الصحية في عدة محافظات، وفي هذا الصدد، نسقت الوزارة مع مديريات الصحة في السويداء ودرعا ودمشق وريفها لتقديم الرعاية الإسعافية، ونقل الحالات الحرجة إلى المشافي المتخصصة.

كما رفعت الوزارة جاهزية مديريات الصحة في المحافظات الأخرى بالتعاون مع الجهات المعنية، تحسباً لأي تطور ميداني يستدعي دعماً إضافياً.

ولم تكتف الوزارة بذلك بل جهزت قافلة طبية طارئة مكونة من 20 سيارة إسعاف وفرق طبية وأدوية، إلا أن انتشار المجموعات الخارجة عن القانون حال دون دخولها إلى محافظة السويداء، حرصاً على سلامة الكوادر، مع استمرار جاهزيتها للدخول فور توقف إطلاق النار.