الخميس 23 جمادى الأولى 1447 هـ – 13 تشرين الثاني 2025

الرئيس الشرع مخاطباً العالم في مؤتمر المناخ في البرازيل

الرئيس الشرع في مؤتمر المناخ

كشف مصدر في وزارة الخارجية البرازيلية أن السيد الرئيس أحمد الشرع سيحضر قمة المناخ COP30 في البرازيل يومي السادس والسابع من تشرين الثاني الجاري.

وتعد هذه أول مشاركة لرئيس سوري في قمة المناخ منذ انطلاقها حتى النسخة الحالية، وتأتي مشاركة السيد الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في المؤتمر الثلاثين للأمم المتحدة بشأن المناخ، الذي سيجمع قادة العالم والعلماء والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني لمناقشة الإجراءات ذات الأولوية للتصدي لتغير المناخ.

وستكون هذه المرة الأولى التي يخاطب فيها رئيس سوري مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP30، والذي يعني مؤتمر الأطراف، أي قمة المناخ السنوية التي تعقدها الأمم المتحدة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهي المعاهدة الدولية التي أنشئت عام 1992، وتشارك حالياً فيها 198 دولة.

حدث استراتيجي

تشكل مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP30 بالبرازيل منعطفاً تاريخياً في مسيرة الدبلوماسية السورية.

فليست هذه المشاركة مجرد حضور شكلي، بل هي إعلان واضح للعالم بأن سوريا قد تجاوزت مرحلة العزلة الدولية التي فرضت عليها لأكثر من عقد من الزمن.

وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية دبلوماسية شاملة تهدف إلى إعادة إحياء الدور السوري الفاعل على الساحة الدولية، وتأكيد قدرة سوريا على الانتقال من مرحلة الصمود في وجه الحرب والإرهاب إلى مرحلة البناء والتعاون الدولي.

سوريا تخاطب الشعوب في أمريكا اللاتينية والشمالية

يرى الإعلامي الاقتصادي أحمد العمار أن زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى البرازيل لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ تعد مسألة مهمة وخطوة في الاتجاه الصحيح لاعتبارات عديدة، أهمها أن هذه الزيارة تشكل نافذة جديدة لسوريا على المجتمع الدولي، ولا سيما أن السياسة الخارجية السورية في الفترة الأخيرة بدأت تتوسع في علاقاتها الدولية، وتتمثل في منصات عالمية وإقليمية وعربية مهمة تعيد سوريا إلى المجتمع الدولي الذي حرمت منه لأكثر من 62 عاماً لإقامة علاقات طبيعية ومتوازنة.

وأشار العمار  في تصريح لموقع الإخبارية إلى أن هذه الزيارة تسبق زيارة السيد الرئيس إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء الرئيس دونالد ترامب، وبالتالي تدخل سوريا إلى المجتمعات وتخاطب القيادات والشعوب في أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية عبر وجهة جديدة للسياسة الخارجية السورية القائمة على بناء صداقات كبيرة مع العالم وترسيخ ذلك عبر المصالح المشتركة التي تخدم سوريا والأطراف الأخرى.

ويجيب الإعلامي الاقتصادي عما يمكن أن تستفيده سوريا مناخياً واقتصادياً وبيئياً من حضور مثل هذه الفعالية العالمية الكبيرة قائلاً: بداية، “كوب” هو فعالية عالمية ترعاها الأمم المتحدة وتشارك فيها نحو مئتي دولة، وكانت النسختان الأخيرتان من المؤتمر فاعلتين، وبالتالي فإن سوريا تحتاج من هذا المؤتمر أن تبين للعالم أن بلادها مدمرة، وأن بنيتها التحتية تضررت بفعل جرائم النظام البائد، وهي أحوج ما تكون الآن إلى تعزيز قضايا المناخ والبيئة والتغير المناخي.

وذكر العمار -على سبيل المثال- حقول النفط والغاز الخارجة عن الخدمة، وربما المتهالكة والقديمة، ومعامل الإسمنت في الحالة نفسها، بينما يعمل العالم اليوم على إنتاج الإسمنت عبر مصانع محدودة التلوث أو عديمة التلوث اعتماداً على تعزيز جانب التطور التكنولوجي المتقاطع مع قضايا الاستدامة والمحافظة على البيئة ومراعاة التغير المناخي.

ونوه إلى أهمية المؤتمر في دعوة المجتمع الدولي والمستثمرين للاستثمار في سوريا في الجوانب التي تتعلق بالقضايا التي ذكرت سابقاً، مبيناً أن هذا أمر مهم جداً، وخصوصاً أن سوريا الآن تتحول إلى بيئة جاذبة للاستثمار عبر تحديث منظومة القوانين والتشريعات الجاذبة لرؤوس الأموال، سواء رؤوس الأموال للسوريين حول العالم أو للعرب والأجانب.

فمثلاً، في الإمارات خلال مؤتمر “كوب 28” وصل إجمالي قيمة الاستثمارات التي وقعت خلال هذا الحدث الكبير إلى 85 مليار دولار.

مستقبل الاستثمار في سوريا

يؤكد العمار إمكانية الاستثمار في سوريا بما يراعي الاشتراطات البيئية والمناخية، مشيراً إلى وجود مستقبل واعد للاستثمار في مجال الطاقات المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية، مبيناً أن سوريا تتمتع بـ 301 يوم سطوع شمسي جيد، ما يجعلها بيئة مناسبة للاستثمار في هذا القطاع.

ويبين الصحفي المختص بالشأن الاقتصادي أن هذه الزيارة مهمة لكل سوري لأنها تفتح آفاقاً جديدة لسوريا نحو العالم، وتعيد تهيئة دخولها المناسب والمشرف إلى المجتمع الدولي، لا سيما أنها من ضمن الدول القليلة التي أسست عصبة الأمم التي تحولت بعد الحرب العالمية الثانية إلى الأمم المتحدة، فسوريا ليست دولة عابرة في التاريخ، بل هي دولة ذات وزن حضاري وثقافي وتنموي كبير.

زيارة رسمية

كشفت مديرية الإعلام في رئاسة الجمهورية أن السيد الرئيس أحمد الشرع سيشارك في قمة المناخ COP30 التي تستضيفها مدينة “بيليم” البرازيلية بين السادس والحادي والعشرين من تشرين الثاني الجاري.

وقالت مديرية الإعلام في الرئاسة إن الرئيس الشرع سيجري زيارة رسمية إلى البرازيل يومي السادس والسابع من الشهر الجاري للمشاركة في أعمال القمة التي تعقد بمشاركة عشرات القادة والزعماء من مختلف دول العالم.

وبينت المديرية أن زيارة الرئيس الشرع تتضمن لقاءات ثنائية مع قادة ووفود الدول المشاركة على هامش القمة، بحسب وكالة “سانا”.

وتعد هذه المشاركة الأولى لرئيس سوري في مؤتمر المناخ منذ تأسيسه عام 1995.

وبحسب موقع الأمم المتحدة، فإن المؤتمر سيجمع قادة العالم والعلماء والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني لمناقشة الإجراءات ذات الأولوية للتصدي لتغير المناخ، ويركز على الجهود اللازمة لحصر الاحترار العالمي في 1.5 درجة مئوية، وعلى عرض خطط العمل الوطنية الجديدة (المساهمات المحددة وطنيًا)، وعلى التقدم المحرز في التعهدات المالية التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين.

المصدر: الإخبارية