الأربعاء 22 جمادى الأولى 1447 هـ – 12 تشرين الثاني 2025

الرئيس الشرع لـ”واشنطن بوست”: الولايات المتحدة تدعمنا والاتفاق مع إسرائيل مرهون بانسحابها

الشرع لـ"واشنطن بوست": الولايات المتحدة تدعمنا والاتفاق مع إسرائيل مرهون بانسحابها

أكد السيد الرئيس أحمد الشرع أن التوصل إلى اتفاق نهائي مع الجانب الإسرائيلي يتطلب انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل 8 كانون الأول، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب يدعم هذا الطرح ويمارس ضغوطاً لتحقيقه.

وأشار الرئيس الشرع خلال مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست”، نشرتها اليوم الأربعاء 12 تشرين الثاني، إلى أن إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة منذ 8 كانون الأول، منها قصف القصر الرئاسي ووزارة الدفاع، معتبراً أن التقدم الذي أحرزته إسرائيل داخل سوريا لا ينبع من مخاوف أمنية بل من طموحات توسعية لها.

وحول الحديث عن منطقة كاملة منزوعة السلاح جنوبي البلاد، وصف الرئيس الشرع الأمر بـ”الصعب”، متسائلاً “من سيقوم بحمايتها إذا حدث فيها أي نوع من الفوضى، ومن المسؤول إذا استخدمت بعض الأطراف هذه المنطقة منصة انطلاق لضرب إسرائيل”.

وقال الرئيس الشرع، إن “إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان لحماية نفسها والآن تفرض شروطا في جنوب سوريا لحماية مرتفعات الجولان”، مضيفا بتهكم “أنه بعد بضع سنوات ربما سيحتل الإسرائيليون وسط سوريا لحماية جنوب سوريا وبهذه الطريقة سيصلون إلى مدينة ميونيخ”.

ورداً على سؤال تطرق إلى الحرب على “داعش”، أفاد الرئيس الشرع أن سوريا خاضت حرباً ضد التنظيم لمدة عشر سنوات دون دعم خارجي، وما تزال قادرة على تحمل هذه المسؤولية، مشدداً على أن إبقاء سوريا منقسمة أو وجود أي قوة عسكرية غير خاضعة لسيطرة الحكومة يمثل البيئة الأمثل لازدهار داعش.

ورأى الرئيس الشرع أن الحل الأفضل هو أن تشرف القوات الأمريكية الموجودة في سوريا على دمج قوات قسد في القوات الأمنية التابعة للحكومة المركزية التي تتولى حماية الأراضي السورية.

وفي ملف العقوبات والعلاقات الأمريكية، أوضح الرئيس الشرع أن العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة كانت سيئة طوال قرن، لكن هناك مصالح أمنية واقتصادية مشتركة يمكن البناء عليها، مضيفاً أن استقرار سوريا سينعكس على المنطقة بأكملها.

وتناول اللقاء الصحفي قضية الصحفي الأمريكي أوستن تايس، حيث بيّن الرئيس الشرع أن سوريا أنشأت لجنة خاصة للمفقودين من حاملي الجنسية الأميركية، وأنه التقى والدة تايس ورتب لها لقاءً مع والدته التي عاشت تجربة فقدانه لسبع سنوات.

وأشار الرئيس الشرع إلى أنه خلال الحرب التي شنها النظام البائد ضد الشعب السوري بات هناك حوالي 250 ألف سوري مفقود، منهم أشخاص يحملون جنسيات أخرى على غرار أوستن تايس.

ونوه الرئيس الشرع بإطلاق سراح مواطن أمريكي من السجون وتسليمه فورا إلى السلطات الأمريكية بعد إسقاط النظام والدخول إلى دمشق في كانون الأول الفائت.

وفي ملف الأقليات، شدد الرئيس الشرع على أن سوريا تعيش مرحلة انتقالية بعد أن خرجت من حرب شرسة وحكم ديكتاتوري دام 60 عاماً، موضحاً أن بعض الجماعات التي تريد الاستقلال أو الحكم الذاتي تستخدم الطائفية لتبرير مصالحها، رغم أن السوريين تعايشوا معاً لأكثر من 1400 عام.

أما عن العلاقة مع روسيا، قال الرئيس الشرع “كنا في حرب قاسية ضد روسيا دامت عشر سنوات، وأكد الحاجة إلى روسيا وتصويتها الإيجابي ببعض القضايا كونها عضواً دائماً في مجلس الأمن، مع الحفاظ على حق السوريين في المطالبة بمحاكمة بشار الأسد.

وكان الرئيس أحمد الشرع قد وصل صباح أمس الثلاثاء إلى البيت الأبيض، حيث عقد اجتماعاً مغلقاً مع نظيره الأمريكي، بحضور وزيري الخارجية في البلدين، وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

المصدر: الإخبارية