أعلنت وزارة التربية والتعليم مطلع تشرين الأول الجاري عن إطلاق النسخة الرقمية من الكتاب التفاعلي للطلاب السوريين داخل البلاد أو خارجها، بهدف تنمية مهارات التفكير العليا لديهم وتمكينهم من التعلم الذاتي عبر الإنترنت.
ويتيح الكتاب التفاعلي وصولاً مفتوحاً لأي طفل في العالم، ويعد مصدراً تعليمياً داعماً للطلاب والمعلمين على حدٍّ سواء، لما يقدمه من أدوات تعزز الاستقلالية والثقة بالنفس وتقوّي الذاكرة، إضافةً إلى إتاحة التفاعل الشخصي عبر الرسم والتلوين والكتابة والحفظ.
الكتاب التفاعلي يشمل جميع المراحل الدراسية
قال وزير التربية والتعليم محمد عبد الرحمن تركو في وقت سابق إنّ الإطلاق يهدف إلى ضمان حق الطفل في الوصول إلى التعليم النوعي داخل سوريا وخارجها عبر الكتاب والمنصة التفاعلية.
وأكد تركو أن الوزارة تعمل بالتوازي على ترميم المدارس المدمرة وتأمين المناهج، مع إدخال التعليم الرقمي المرتبط بالذكاء الاصطناعي لتنمية المهارات الذاتية لدى الطلاب.
أوضح مدير مركز تطوير المناهج التربوية عصمت خليل، في حديثٍ خاص لموقع الإخبارية أن الكتاب التفاعلي سيشمل جميع المواد في المراحل الدراسية من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، ويتوفر بصيغتين على موقع المنصة التربوية السورية.
وتتوفر الصيغة الأولى بشكل رقمي (PDF) قابلة للتحميل والحفظ على الأجهزة المحمولة أو الحواسيب، والصيغة الثانية تفاعلية تتيح تصفح الكتب مباشرةً عبر الإنترنت دون الحاجة إلى تحميلها، ويمكن الوصول إليها من داخل سوريا وخارجها.
وأضاف خليل أن الكتب متاحة للتحميل المجاني دون استهلاك من باقة الإنترنت المنزلية (ADSL)، لافتاً إلى أهمية الكتاب التفاعلي في تخفيف عبء الحقيبة المدرسية عبر استخدامه بديلاً عن الكتاب الورقي.
وعن طريقة توزيع الكتب على مديريات التربية، أوضح خليل أن التوزيع سيتم عبر وسائط تخزين مختلفة لتأمين وصولها إلى المناطق النائية التي تعاني من ضعف في خدمة الإنترنت، إضافةً إلى أنها قابلةٌ للتشغيل على مختلف الأجهزة وأنظمة التشغيل، مع توافق تام مع أحجام شاشات الهواتف والأجهزة اللوحية والحواسيب.
الهدف من الكتاب التفاعلي
يهدف المشروع إلى تقديم تجربة تعليمية رقمية ممتعة وشاملة، حيث تتضمن النسخة الأولى من الكتاب، المسماة “النسخة زيرو“، مجموعة أدوات تعليمية مثل التحديد والرسم وتدوين الملاحظات والكتابة على الصفحات، مع حفظ جميع التغييرات لكل متعلم على حدة، بحيث يمتلك كل طالب نسخته الخاصة من الكتاب.
ويراعي تصميم الكتاب التفاعلي أنماط التعلم المختلفة، ويسهم في تنمية مهارات رقمية وحركية وإدراكية، إلى جانب تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية لدى المتعلمين، تبعاً لما ذكره مدير مركز تطوير المناهج التربوية في وزارة التربية والتعليم.
موعد إطلاق النسخة المحسنة
وحول الخطة الزمنية لإطلاق النسخة المطورة من الكتاب، كشف مدير مركز تطوير المناهج التربوية، عصمت خليل، أنها ستتضمن تكاملاً مع المختبرات الافتراضية ثلاثية الأبعاد (3D Virtual Labs)، مشيراً إلى أن أغلب المحتوى التفاعلي موجود على المنصة التربوية السورية، وسيجرى ربط الكتب التفاعلية بهذا المحتوى وتحديثها بما يتوافق مع المناهج المعتمدة للعام الدراسي 2025-2026.
ويرى عصمت خليل أن النسخة القادمة لها دور محوري؛ إذ سيتم ربط المواد الوثائقية والفيديوهات التعليمية المصوّرة في المختبر مع محتوى الكتب لتوفير تجربة تعلم أكثر تفاعلاً، وسيتم تدريب المعلمين على دمج هذه الأدوات في طرق التدريس الحديثة عبر حقائب تدريبية متخصصة.
كما تشمل الخطوات القادمة في مسار التحول الرقمي للتعليم في سوريا إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن الكتب التفاعلية، وتوفير بنية تحتية رقمية أفضل في المدارس، ودمج تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي (AR وVR) في مصادر التعلم.
وأطلقت وزارة التربية والتعليم نهاية أيار الماضي خطة استجابة طارئة لتطوير المنظومة التعليمية تشمل ثمانية محاور وتستهدف الطالب والمعلم والبنية التحتية والتحول الرقمي، وتتضمن خطة الوزارة إجراءات عاجلة للعام الحالي، إضافةً إلى استراتيجية طويلة الأمد تمتد حتى عام 2030.
وتأتي هذه الخطوات في إطار رؤية وزارة التربية لتطوير بيئة تعليمية رقمية شاملة تتناسب مع متطلبات المستقبل للطلاب في سوريا.