بعد قرابة شهر ونصف الشهر على إعلان تشكيلها بمرسوم رئاسي، تواصل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب عقد اللقاءات التشاورية مع مختلف فئات المجتمع السوري، بهدف مناقشة آلية العملية الانتخابية.
وخلال هذه الفترة أجرت اللجنة زيارات إلى معظم المحافظات، وعقدت مشاورات ولقاءات مع مختلف الشرائح المجتمعية، كما التقت مع ممثلي النقابات والمنظمات المحلية، إضافة للاجتماع مع سفراء دول عدة تعزيزاً لمبدأ الشفافية والاستفادة من مختلف التجارب الدولية بشأن الانتخابات التشريعية.
زيارة معظم المحافظات
وأوضح المتحدث الإعلامي باسم اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب نوار نجمة في حديث لموقع الإخبارية حول سير عمل اللجنة أنها زارت كل المحافظات باستثناء السويداء والرقة والحسكة، مشيراً إلى أنها التقت مع أهالي من الرقة والحسكة في مقر مجلس الشعب في دمشق.
وقال إن اللجنة التقت مع السلطات المحلية في المحافظات وأجرت أيضاً لقاءات تشاورية جماهيرية مع المواطنين.
وأضاف: “على مستوى اللقاءات الأصغر التي تم عقدها في مقر مجلس الشعب، التقينا مع نقابة الاطباء واتحاد الصحفيين ونقابة المحامين والمجلس الاستشاري النسائي وبعض المنظمات النسائية”.
وبيّن نجمة أن الهدف من كل هذه اللقاءات كان اطلاع المواطنين على المسودة الأولية للنظام الانتخابي المؤقت، والحصول على توصياتهم ومقترحاتهم التي يمكن أن يجرى من خلالها تعديلات على هذا النظام، لافتاً إلى أنه بالفعل جرى تعديلات كثيرة ضمن النظام الانتخابي المؤقت بما يتناسب مع تطلعات المواطنين ورغبتهم في المشاركة.
درجة عالية من الوعي
وأكد المتحدث باسم اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب أنه “خلال جولات ولقاءات اللجنة كان واضحاً أن هناك درجة عالية من الوعي والرضا لدى المواطنين والاستجابة للآلية التي طرحتها اللجنة على أنها ربما لا تكون مثالية ولكنها الأفضل في المرحلة الانتقالية وهي الأكثر قدرة فعلاً على تشكيل مجلس شعب يستطيع القيام بوظائفه”.
وأشار إلى أنه كان هناك مستوى عالٍ من الوعي والشعور بالانتماء الوطني ورفض المحاصصة الطائفية والمناطقية والدينية.
ورأى نجمة أن هناك رغبة واندفاع شديد لدى المواطنين السوريين بأن تنجح هذه التجربة، ويكون لدى سوريا سلطة تشريعية حقيقية تكون مختلفة جذرياً عن كل ما كان من سلطات تشريعية خلال فترة النظام البائد.
وحول ما تم إنجازه منذ تشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب وحتى اليوم، أوضح نجمة أنه تم التشاور مع مختلف الشرائح الاجتماعية في سوريا، ووضع النظام الانتخابي المؤقت بالشكل الأولي الذي يمكن أن يصدر قريباً، كما عملت اللجنة على وضع رؤية كاملة لعملها بمجرد صدور النظام الانتخابي المؤقت فيما يتعلق بتشكيل اللجان الفرعية ولجان الطعون والهيئات الناخبة ولجان إجراء الانتخابات.
متى ستعقد أول جلسة للمجلس؟
وذكر أن اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب ستبدأ خلال أسبوع تقريباً بتشكيل اللجان الفرعية التي بدورها ستبدأ بتشكيل اللجان والهيئات الناخبة على مستوى كل المناطق في سوريا.
ولفت المتحدث باسم اللجنة إلى وجود فترة متاحة للطعون، وتوقع أن الأمر يحتاج إلى أسابيع عدة لتشكيل الهيئات الناخبة، ومن ثم البدء بإجراء الانتخابات مباشرة.
كما توقع أن تعقد أول جلسة لمجلس الشعب بين نهاية شهر آب وبداية أيلول المقبل، وذلك بمجرد الانتهاء من تشكيل مجلس الشعب، في حال لم يكن هناك عقبات أو تحديات جديدة، وفق قوله.
وتشكلت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب بموجب المرسوم الرئاسي رقم (66) لعام 2025، الصادر في 13 حزيران الماضي.
وبحسب المرسوم يترأس اللجنة محمد طه الأحمد، وتشرف على تشكيل هيئات فرعية ناخبة، حيث تنتخب تلك الهيئات ثلثي أعضاء مجلس الشعب.
ونصّ المرسوم على أن يكون عدد أعضاء مجلس الشعب 150 عضواً، موزعين حسب عدد السكان على المحافظات، وفق فئتي الأعيان والمثقفين، ووفق شروط تقرها اللجنة.
