الاثنين 26 محرم 1447 هـ – 21 تموز 2025
دمشق
Weather
°30.5

المؤسسة العامة للكهرباء للإخبارية: اشتباكات السويداء عطّلت خطوط التغذية وأدّت إلى استشهاد ثلاثة موظفين

اشتباكات السويداء عطّلت خطوط التغذية وأدّت إلى استشهاد ثلاثة من العاملين

أكّد مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء في سوريا، خالد أبو دي، الأحد 20 تموز، أن محافظة السويداء خرجت عن الخدمة نتيجة اشتباكات مسلّحة عطّلت خطوط التغذية الرئيسية وأدّت إلى استشهاد ثلاثة موظفين من كوادر المؤسسة.

أعمال تخريبية

وقال أبو دي في تصريح خاص لموقع الإخبارية إنّه بالنسبة لموضوع الكهرباء في محافظة السويداء، فإنّ المحافظة تعتمد في تغذيتها الكهربائية على خط توتر 230 كيلو فولت قادم من محافظة درعا عبر خط “غزال – الكوم”، والذي يمر بمنطقة كناكر، وهي منطقة غير آمنة شهدت اشتباكات يوم الاثنين 14 تموز، ما أدّى إلى انقطاع التيار.

وأوضح أن ورشات دائرة التشغيل في السويداء، بالتعاون مع إدارة التشغيل في درعا، إضافة إلى فريق من المؤسسة، حاولت التوجّه إلى المنطقة لإصلاح العطل، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل بسبب خطورة الوضع الأمني وعدم قدرة الفرق الفنية على الدخول.

وأشار إلى اتخاذ إجراءات إسعافية عبر خط 66 كيلو فولت المعروف بـ”خط المسافر – الكوم”، حيث جرى وصله بعد دقائق من انقطاع خط 230، لتأمين الأحمال الأساسية في مركز محافظة السويداء، واستمر هذا الحل حتى مساء الثلاثاء 15 تموز.

ولفت إلى أنه بعد وصله بدقائق، تجددت اشتباكات قرب الخط المذكور قرابة الساعة الثامنة مساءً، ما أدّى إلى انقطاع التيار مرة أخرى، وعلى إثرها توجّهت فرق الصيانة إلى الموقع، لكنها لم تتمكن من الدخول نتيجة إغلاق الطرقات من قبل مجموعات خارجة عن القانون.

وحرصًا على سلامة الكوادر الفنية، منعت وزارتا الداخلية والدفاع دخولهم إلى المنطقة غير الآمنة، وفقاً لأبو دي.

وقال: “رغم ذلك، حاول بعض الموظفين التوجه إلى المنطقة، ما أدّى إلى استشهاد أحدهم، كما تعرضت محطة (السميع) لهجوم من قبل مجموعات خارجة عن القانون، حيث كان هناك أحد المناوبين الذي لم يتمكن من مغادرة المحطة، فتمت تصفيته بطريقة وحشية، إذ أجاب أحد المسلحين عند تواصل مركز التنسيق الرئيسي مع المحطة بأنهم قاموا بتصفية الموظف”.

وفيما يتعلّق بالخسائر البشرية، أكّد أبو دي استشهاد ثلاثة من موظفي الشركة العامة لكهرباء السويداء؛ اثنان منهم جرت تصفيتهما على يد مجموعات خارجة عن القانون، والثالث استشهد نتيجة الاشتباكات الدائرة في المنطقة، مشيراً إلى تعرض المنشآت التابعة للمؤسسة وموظفيها لانتهاكات جسيمة كنهب الممتلكات وتخريبها من قبل المجموعات الخارجة عن القانون.

الضربات الإسرائيلية

وبالنسبة للقصف الإسرائيلي، نوّه أبو دي إلى أنّه، إضافةً إلى ما سبق، فقد استهدفت الضربات يوم الخميس الماضي خط “الشيخ مسكين – الكسوة”، وهو الخط الرئيسي الذي يغذي محافظتي درعا والسويداء، ما أدّى إلى خروج محطتي العلاق في درعا والسويداء عن الخدمة بالكامل.

وعملت الورشات على إصلاح الأعطال، وتمكنت يوم البارحة من إتمام عمليات الصيانة، بما في ذلك استبدال أحد الأبراج بشكل كامل.

وذكر أبو دي أن إحدى الغارات استهدفت محيط شركة الكهرباء في محافظة السويداء، ما أدّى إلى تضرر عدد من ممتلكات الشركة، بينها سيارات ومحتويات مكتبية، كما تسبب القصف بعدم قدرة الموظفين على استكمال دوامهم.

واعتبر المتحدث، في ختام حديثه مع لموقع الإخبارية، أن ما جرى في السويداء مأساة كبيرة، وأن وزارة الطاقة والكهرباء بذلت كل ما بوسعها لضمان إيصال التيار الكهربائي إلى المحافظة، إلا أن الأوضاع الأمنية حالت دون ذلك.

وأكّد أيضاً استعداد الوزارة الكامل للعمل فور توفّر الظروف الأمنية المناسبة، منوّهًا إلى أن فرق التشغيل في المنطقة في حالة جاهزية تامة، وستُعزَّز بورشات إضافية لضمان تسريع استعادة التغذية الكهربائية لمحافظة السويداء.

جهود حكومية لإيصال الخدمات

ونفى مدير الاتصال الحكومي في وزارة الطاقة، أحمد السليمان ما يُشاع عبر بعض وسائل الإعلام حول وجود قطع متعمّد للكهرباء والمياه عن محافظة السويداء.

وأوضح السليمان أن أبرز هذه الأسباب تعود إلى استهداف الاحتلال الإسرائيلي للبُنى التحتية في المحافظة، إضافة إلى أعمال تخريب تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون.

وشدّد السليمان على حرص الوزارة على تأمين أفضل الخدمات لأهالي السويداء، والعمل على إعادة الاستقرار إلى الشبكات الكهربائية والمائية بأسرع وقت ممكن.

وأكّد مراسل الإخبارية تضرر خطوط الكهرباء خلال الاشتباكات والغارات الإسرائيلية التي استهدفت المحافظة ومحيطها، والتي أدّت حينذاك إلى انقطاع الكهرباء على نطاق واسع في السويداء.

وأضاف حينها أنه مع غياب التيار الكهربائي توقفت مضخات المياه عن العمل، مما جعل السكان غير قادرين على الوصول إلى مياه الآبار.