تحمل الهوية البصرية الجديدة للجهورية العربية السورية دلالات تعد بطي واحدة من أكثر الصفحات سوداوية في تاريخ البلاد، واجتمعت في شعار العقاب الذهبي رموز القوة والتاريخ، ليصبح التصميم أكثر من مجرد صورة، ويجسد العهد الجديد لسوريا التي تُبنى بسواعد أبنائها.
وأطلقَت الجمهورية العربية السورية شعارها الوطني الجديد ليحكي قصة شعبٍ عرف كيف يحوّل المحن إلى محفزات للانبعاث، راسماً في ألوانه معاني الانتماء والتماسك، ومؤكداً أن التصميم لا يكتفي بالجمال بل يحمل رسالة تاريخية ووطنية.
الشعار ليس مجرد رسم بل قصة وهوية
كل دولة ذات سيادة، لها شعار يحمل معانيها وتاريخها، ويرتبط بكيانها، أهميته من شكله، بل من مكانته ورسميّة اعتماده، ليكون رمزاً للوحدة والانتماء.
ويحمل الشعار الجديد خمس رسائل أساسية، هي:
– الاستمرارية التاريخية: العقاب ليس انقطاعاً، بل هو امتداد لتصميم 1945، وتأكيد أصالة الهوية السورية عبر الزمن.
– تمثيل الدولة الجديدة: العقاب هو سوريا الجديدة، دولة حديثة منبثقة من إرادة شعبها.
– تحرر الشعب وتمكينه: تحرر النجوم هو تحرر الشعب.
– وحدة الأراضي السورية: إذ يشير ذيل العقاب، المكوّن من خمس ريش، إلى المناطق الجغرافية، التي لا تفاضل بينها، ولا إقصاء، بل تكامل.
– عقد وطني جديد يحدد العلاقة بين الدولة والشعب.
شعار يعبر عن سوريا بعد التحرير
بعد عقود من حكم نظام الأسد، ومع ما حدث بعد عام 2011 وحتى لحظة التحرير، كان لا بد من كسر موروث الماضي، واعتماد شعار يعكس سوريا الجديدة وطموحاتها.
العقاب الذهبي رمز متجذّر في التاريخ السوري
العقاب استخدم في مراحل مفصلية من التاريخ، وهو يرمز للقوة والرفعة، كما أن اسم “العقاب” ورد ضمن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، مما يضفي عليه مكانة دينية وتاريخية.
تميّز عن الشعارات الأخرى في المنطقة
تم اختيار العقاب الذهبي لتمييز سوريا عن دول أخرى مثل مصر التي تستخدم شعار صلاح الدين، مع الاحتفاظ بروح الطير الجارح الذي اعتمدته جمهوريات ما بعد الاستعمار.
رمز للعلاقة بين الدولة والشعب
في الماضي، كان يصوّر الدولة فوق الشعب، بينما الشعار الجديد يضع العقاب في موقع خادم للشعب وخاضع له، كما غير عن ذلك فخامة رئيس الجمهورية.
تحرير الشعب
في التصميم الجديد لم يعد الشعب داخل ترس الدولة، بل صار هو الأعلى، حاملو العقاب بذلك نجوم ترفرف، في إشارة للتحرر وعلو مكانته.
الدولة الحارسة بدل الدولة المتحكّمة
الدولة أصبحت حامية تسهّل حياة الناس وتوفّر الشروط الأساسية للنهوض مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، لا دور تتحكم بكل شيء وتقيّده وتفشله.
أجنحة العقاب تعبّر عن التوازن والاستعداد
الأجنحة ليست هجومية ولا منغلقة، بل تشير إلى استعداد دائم، والمخالب الثلاثة تمثل القوات البرية والبحرية والجوية في إشارة إلى الجاهزية المتوازنة.
وحدة سوريا حاضرة في تفاصيل الشعار
بلغ عدد الريش في الجناحين أربعة عشر ريشة، ويوازي هذا العدد المحافظات السورية، في تعبير عن وحدة الأرض، والخطوط الرأسية دليل ذلك في درع الشعار الوطني السوري.
الشعار يحمل رسائل قوية وواضحة
من أبرز هذه الرسائل الاستمرارية وثبات المنطلقات، مع تصميم متكامل لتمكين الإنسان وبناء دولة حديثة، تكامل بين السيادة والعدالة، وصادقة في النهوض بسوريا من جديد.
وينهي شعار العقاب الذهبي رحلته البصرية في قلوب السوريين ليس كأيقونة جامدة، بل كنبضٍ حيّ يعلن عن مرحلة النهوض والبناء.
فهو ليس مجرد رمز يزيّن واجهة المؤسسات، بل خريطة طريقٍ بصريّةٍ لرؤية وطنية تؤمن بأن النهوض يكتمل حين يتحد الشعب والدولة في وجهةٍ واحدةٍ نحو مستقبلٍ يستحق الكفاحَ والترحالَ من أجل بنائه.