أعلن مدير الحراج في وزارة الزراعة مجد سليمان، الجمعة 8 آب، تشكيل لجان فنية متخصصة عقب إطفاء الحرائق في ريف اللاذقية، تضم مجموعة من الخبراء والأكاديميين الحراجيين لتحديد الأضرار الناجمة عنها في المساحات الزراعية والحراجية، ووضع الرؤية المناسبة لكيفية استعادة النظم البيئية فيها.
وبين سليمان في تصريحات لوكالة “سانا” أن المديرية تتدخل في المدى القصير، بالمواقع الحراجية القريبة من القرى المتضررة عبر زراعة أنواع حراجية مناسبة بيئياً لتلك المناطق، متعددة الأغراض واقتصادية مثل (الخرنوب، والسماق، والبطم، والغار).
وأوضح سليمان أن المديرية تسعى إلى حماية المواقع التي تعرضت للحرائق، وإعطائها الفترة المناسبة للتجدد بشكل طبيعي وخاصة أن الحريق نشب في الفترة التي يوجد فيها الحمل البذري مثل أنواع من المخروطيات كالصنوبر، والبيوتي، وأنواع من عارضات الأوراق.
ودعا إلى ضرورة تأمين حماية الغراس والأشجار الحراجية من القطع، فضلاً عن حماية التنوع البيولوجي الحيواني والنباتي والمياه الجوفية ومساقط المياه فيها وتأمين حماية التربة من الانجراف خلال مدة سنتين.
وأكد سليمان أنه بعد حماية هذه المواقع خلال السنتين القادمتين، تكون وزارة الزراعة عملت على جمع البذور الحراجية من الأشجار السليمة في موقع الحريق، أو الموازية للحريق للحفاظ على الطرز الوراثية الموجودة في تلك المنطقة.
وبين أن مناطق الحرائق غنية بالطرز الوراثية النباتية، حيث يوجد فيها 630 طرازاً وراثياً.
وأوضح مدير الحراج أن الغطاء النباتي الحراجي يستعيد نفسه بنفسه، وقادر على التجدد، ويحتاج إلى حماية هذه المواقع المحروقة، حيث تتحدد مدة تعافي النظام البيئي الحراجي بناء على شدة الحريق وتكراره.
ولفت إلى أن المواقع الحراجية المحروقة التي تعرضت لشدة متوسطة من الحريق تجدد نفسها بنفسها، عن طريق إنبات البذور الحراجية الموجودة في الفرشة الغابية أو عن طريق البصيلات والريزومات أو الأعضاء الحية في التربة، أما المواقع الحراجية التي تعرضت لحرائق عالية الشدة فتكون عن طريق نثر البذور الحراجية أو نثر البذور بكرات الطين.
وكشف مدير الحراج أن وزارة الزراعة وضعت خطة لإنتاج الغراس والتحريج الاصطناعي، لاستصلاح الأراضي وزراعة أكثر من 53 نوعاً حراجياً، فضلاً عن تحريج مواقع في مختلف المحافظات، حيث تشمل الخطة المقترحة للموسم (2025-2026) نحو 1000 هكتار.
وفي السياق، أشار رئيس دائرة التنوع الحيوي في مديرية الحراج عمر زريق، إلى حماية محمية الفرنلق التي تتضمن أنواعاً متعددةً من السنديانيات.
وأكد أن الفرق عملت على منع تمدد النيران ووصولها إليها، وتتميز هذه المحمية بتنوع وغزارة وتفرد المناظر الطبيعية وتعدد المكونات الحيوية، وتعد منطقة لحفظ الأصول الوراثية للسنديان.
وأشار زريق إلى أن الحرائق تسببت بفقدان العوائد السياحية البيئية التي كانت توفرها هذه المساحات بالساحل، والتي تدعم الاقتصاد والمجتمع المحليين.
لفت إلى أن الحرائق أثرت في الخدمات البيئية التي تقدمها الغابات، وحفظ مكونات التنوع الحيوي، والتصدي لظاهرة التغيرات المناخية، وبخسارة المناطق لمراعي النحل والنباتات الطبية والعطرية التي تشكل مصادر دخل للمجتمعات المحلية.
وشدد على أن الحرائق أدت إلى نفوق كائنات حية دقيقة في الطبقة السطحية العلوية من التربة، والعديد من الكائنات الحية بطيئة الحركة، وتسببت بهجرة الكائنات الحية القادرة على الحركة بسرعة.
وذكر رئيس دائرة الحماية في مديرية الحراج مهيدي اليوسف أن الحرائق أسهمت في غياب الغطاء النباتي والتأثير في مكوناته المختلفة، وزيادة تركيز غاز ثاني أوكسيد الكربون، بالإضافة إلى احتراق العديد من الأشجار المعمرة، وزيادة التعرية المائية والريحية، وغياب التنوع الحيوي.
وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح ومحافظ اللاذقية محمد عثمان، أعلنا في 15 تموز الماضي، السيطرة الكاملة على الحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية على مدار 12 يوماً، وبدء الانتقال لمرحلة التعافي.
وواجهت فرق الإطفاء والدفاع المدني تحديات كبيرة في السيطرة على النيران التي التهمت مساحات حراجية واسعة في اللاذقية، ما اضطرهم للاستعانة بجهود دول شقيقة.