السبت 10 محرم 1447 هـ – 5 تموز 2025
دمشق
Weather
°32.9

حرائق اللاذقية.. استنفار حكومي وجهود للسيطرة عليه الليلة

حرائق اللاذقية.. استنفار حكومي وجهود للسيطرة عليها الليلة

تواصل فرق الإطفاء جهودها في إخماد الحرائق الحراجية المندلعة في غابات جبال محافظة اللاذقية، مع وصول فرق دعم إضافية من محافظات أخرى.

وأكد الدفاع المدني عبر معرفاته الرسمية أن الفرق تواجه صعوبات كبيرة في عمليات الإخماد نتيجة وعورة تضاريس المنطقة، وعدم وجود خطوط فصل نيران أو طرقات في الغابات، إضافة إلى بعد مصادر التزويد بالمياه ووجود مخلفات حرب وألغام في منطقة العطيرة في جبل التركمان شمالي اللاذقية.

وأوضح مدير مديرية الساحل في الدفاع المدني عبدالكافي كيال أن قطر الحريق بين هذه المناطق يتجاوز 20 كيلومتراً مربعاً.

وأشار مراسل الإخبارية، مساء الجمعة 4 تموز، إلى تجدد اشتعال بؤر جديدة للحرائق في أحراش ريف اللاذقية.

استنفار حكومي

وصل وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، في وقت متأخر من مساء الجمعة 4 تموز، إلى اللاذقية للإشراف على عملية السيطرة على الحرائق الضخمة.

وقال الصالح في تصريح للإخبارية، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، سيكون هناك تقدم كبير خلال الساعات القادمة والسيطرة على الحريق، مشيراً إلى أن أكثر من 62 فريقاً يعملون حالياً على إخماد الحرائق المشتعلة في ريف اللاذقية.

وأضاف أن أولويتنا دائماً حماية أهلنا المدنيين، مشيراً إلى أنهم أخلوا عدداً من العائلات من مواقع الحرائق في ريف اللاذقية.

وخلال جولة ميدانية برفقة محافظ اللاذقية محمد عثمان، أكد الصالح أن العمل مستمر للسيطرة على الحرائق التي امتدت لمساحات واسعة في ريف اللاذقية الشمالي.

وفي ذات السياق قال عثمان: “بقلوب يملؤها الأسى والحسرة، نتابع جميعًا مشاهد الحرائق المؤلمة التي تلتهم جمال جبالنا الشامخة، هذه الجبال التي طالما كانت رئة محافظتنا ورمزًا لطبيعتنا الخلابة، إنها لخسارة عظيمة أن نرى هذه المساحات الخضراء، التي هي جزء لا يتجزأ من هويتنا وجمال أرضنا، تتحول إلى رماد”.

كما استنفرت قوى الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، لمد يد العون لفرق الإطفاء والمساعدة في إخماد الحرائق التي امتدت في مساحة 20 كيلو متر مربع.

وقال وزير الداخلية أنس خطاب في تغريدة على منصة “X”: “أبطال قوى الأمن الداخلي يقفون جنباً إلى جنب مع فرق الدفاع المدني منذ ساعات طويلة لإخماد الحرائق التي انتشرت على مساحات واسعة في منطقة قسطل معاف في ريف اللاذقية، وذلك لحماية الأهالي من خطر توسع النيران باتجاه المناطق المأهولة”، مؤكداً أن ذلك يفرض مسؤولية كبيرة في حمايتهم والذود عنهم.

وتوجه خطّاب بالشكر إلى وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، ومحافظ اللاذقية محمد عثمان، على وقوفهما الميداني مع الفرق المشاركة في عمليات الإخماد وجهودهما في الحفاظ على سلامة السكان خلال الأيام الأخيرة.

تحديات ميدانية تعرقل جهود الإطفاء

أوضح مدير مديرية الساحل بالدفاع المدني عبد الكافي كيال في تصريح لموقع الإخبارية، أن كثرة الألغام التي خلفها النظام البائد تعرقل عمليات إخماد الحرائق في ريف اللاذقية، مضيفاً أن وصول مؤازرات من فرق الإطفاء من المحافظات يعزز الأمل بتحقيق نسبة سيطرة جيدة على النيران.

وأشار كيال إلى تسجيل أربع حالات اختناق بين عناصر فرق الإطفاء ومدنيين، مؤكداً تواجد سيارات الإسعاف وفرق الهلال الأحمر وفريق الاستجابة الطارئة في الميدان، للمشاركة في عمليات مكافحة الحريق خلال الليل.

وأوضح كيال أن النيران امتدت إلى قرى الميدان وبيت فارس وبلدة قسطل معاف وقراها، لافتاً إلى وجود ستة محاور عمل يشارك فيها 350 متطوعاً في عمليات إطفاء الحرائق في اللاذقية.

وساهمت سرعة الرياح ووعورة التضاريس الجبلية في تسارع انتشار النيران المندلعة في مناطق قسطل معاف وزنزف وربيعة في ريف اللاذقية وسط ظروف ميدانية معقدة تعيق جهود الإطفاء، حيث حالت الطبيعة الجغرافية دون وصول فرق الإطفاء والآليات إلى جميع بؤر النيران.

وختم كيال كلامه: “نأمل مع كل الدعم الذي وصل أن نتمكن الليلة من السيطرة على الحريق وإخماده”.

وسبق أن قال مدير منظمة الدفاع المدني منير مصطفى، إن “سوريا تشهد يومياً اندلاع عشرات الحرائق، معظمها في المناطق الحراجية والغابات، مشيراً إلى أن الظروف المناخية القاسية التي تتسم بارتفاع درجات الحرارة واشتداد سرعة الرياح، تزيد من سرعة انتشار النيران.