السبت 28 ربيع الأول 1447 هـ – 20 أيلول 2025

زيارة الشيباني إلى واشنطن.. بوابة لإلغاء العقوبات وفتح قنوات دبلوماسية جديدة

زيارة الشيباني إلى واشنطن.. بوابة لإلغاء العقوبات وفتح قنوات دبلوماسية جديدة

شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن خلال اليومين الماضيين سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية المكثفة لوزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، في الزيارة الأولى من نوعها منذ 25 عاماً لوزير خارجية سوري إلى واشنطن.

وحملت زيارة الشيباني التاريخية أبعاداً سياسية ودبلوماسية عميقة، وأعادت فتح قنوات الحوار المباشر بين دمشق وواشنطن بعد عقود من الانقطاع.

وواكبت وزارة الخارجية والمغتربين نشاطات الوزير الشيباني، الذي عقد لقاءات مع مسؤولين أمريكيين في وزارتي الخارجية والخزانة، ومع عدد كبير من أعضاء الكونغرس.

لقاءات مع أعضاء الكونغرس

وكثف الوزير الشيباني نشاطاته، حيث التقى عدداً من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بينهم السيناتور ليندسي غراهام والسيناتوركريس فان هولن، إضافة إلى جين شاهين، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.

وبحث الوزير مع المسؤولين الأمريكيين سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ورفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، ولا سيما قانون قيصر.

وأكدت السيناتور شاهين في بيان رسمي، أن الوقت قد حان لمجلس الشيوخ للتحرك نحو إلغاء العقوبات، محذرة من أن استمرارها يعيق الاستثمار اللازم لإنعاش الاقتصاد السوري، ويهدد بدفع البلاد مجدداً نحو الصراع، وشددت على أن استقرار سوريا يصب في مصلحة الأمن الإقليمي والدولي.

الاقتصاد ورفع العقوبات

وفي الصدد، عقد الوزير الشيباني اجتماعاً موسعاً مع مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين ضمّ روجر ويكر، كريس كونز، جوني إرنست، جاكي روزن، ماركوين مولين، وريتشارد بلومنثال.

وأكد المسؤولون الأمريكيون على المصلحة المشتركة في بناء سوريا مستقرة ومزدهرة اقتصادياً، وشددوا على أن العقوبات الحالية تعيق هذا المسار.

إلى ذلك، التقى الوزير الشيباني بالنائب الأمريكي جو ويلسون، الذي قال إنه تشرّف بلقاء الشيباني، مؤكداً أن الكونغرس يجب أن يتحرك لإلغاء قانون قيصر بالكامل.

وبدوره، قال السيناتور جيم ريتش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنه عقد اجتماعاً مثمراً مع الشيباني، ناقش خلاله الخطوات الضرورية لدمج سوريا مجدداً في الاقتصاد العالمي.

محادثات مع وزارة الخزانة الأمريكية

وفي السياق، التقى الشيباني بعدد من مسؤولي وزارة الخزانة الأمريكية، بحضور المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك. وتركزت المحادثات على سبل إعادة ربط الاقتصاد السوري بالنظام المالي العالمي بشكل مسؤول وآمن، وتعزيز التعاون في مكافحة تمويل الإرهاب.

كما التقى الوزير بالنائب الأمريكي إيب حمادة، وناقشا العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.

هذه اللقاءات عكست رغبة متبادلة في استكشاف فرص التعاون الاقتصادي والسياسي، بما يخدم مصالح الشعب السوري ويعزز الاستقرار في المنطقة.

الخارجية الأمريكية: بدأ الوضع يتغير

واجتمع الشيباني مع نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لاندو، الذي أكد أن الولايات المتحدة لم تكن على علاقة حقيقية مع سوريا لعقود، لكن بقيادة الرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو بدأ الوضع يتغير.

وأوضح لاندو أن اللقاء تناول مستقبل سوريا، العلاقات السورية – الإسرائيلية، وتنفيذ اتفاق 10 آذار مع قوات سوريا الديمقراطية، إضافة إلى ملفات مكافحة الإرهاب والفرص الاقتصادية، وأكد أن هذه “فرصة تاريخية لسوريا لبناء دولة سلمية ومزدهرة وذات سيادة”.

لحظة تاريخية.. رفع العلم السوري في واشنطن

وتكللت زيارة الشيباني برفع العلم السوري فوق مبنى سفارة دمشق في واشنطن، في مشهد رمزي وصفته وزارة الخارجية والمغتربين بأنه “لحظة تاريخية”.

وأكد الشيباني في تصريحاته عبر منصة” “إكس” عقب رفع العلم السوري فوق مقر السفارة، أن سوريا “تعود بعد عقود من الغياب”، وأعرب في تصريحات للصحفيين عن تفاؤله برفع كامل العقوبات الأمريكية، بما فيها قانون قيصر.

وتجدر الإشارة إلى أن زيارة الشيباني إلى واشنطن بهذه النشاطات الدبلوماسية المكثفة، شكّلت محطة فارقة في مسار العلاقات السورية – الأمريكية، في وقت تستعد فيه سوريا ممثلة بالسيد الرئيس أحمد الشرع للمشاركة في اجتماعات الدورة ال80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في أول مشاركة لرئيس سوري منذ عام 1967.