شكّلت محافظة درعا، اليوم 11 حزيران، لجنة مختصّة لدرء مخاطر مرض الكوليرا وتحديد المناطق ذات الأولوية بالتدخل الصحي العاجل استناداً إلى مؤشرات علمية مدروسة، وذلك بإشراف المحافظ أنور طه الزعبي.
واعتمدت اللجنة في عملها على معايير شملت الكثافة السكانية، وضعف الواقع الصحي، وسجلّ التجارب السابقة في التعامل مع أوبئة مشابهة ضمن مناطق عالية الخطورة.
وحدّدت اللجنة ثلاث مناطق مبدئية للتدخل، تشمل مدينة درعا والصنمين ومنطقة حوض اليرموك، كما أدرجت مناطق إضافية ضمن خطة التدخل اللاحق، وهي قرى الريف الشرقي المحاذية لوادي الزيدي، ومنطقة اللجاة.
وتعمل اللجنة على تشكيل فريق طوارئ من كوادر مديرية الصحة في درعا، لضمان الجاهزية والاستجابة السريعة في حال تسجيل أي إصابات أو مؤشرات تفشٍّ.
وتأتي هذه الإجراءات في سياق الخطة الوطنية لمكافحة مرض الكوليرا، والتي تعمل عليها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، استناداً إلى ورشة عمل موسعة أجريت الشهر الفائت وتمحورت حول تحديد المناطق ذات الأولوية للتدخلات متعددة القطاعات.
وتستند الخطة إلى مراجعة بيانات الجائحتين السابقتين والاستفادة من التجارب لضبط العدوى وتحسين البنية التحتية، بهدف القضاء على المرض خلال السنوات الخمس القادمة.
وشهدت عدّة مناطق في البلاد موجات تفشٍّ للكوليرا منذ عام 2022، وحصدت عشرات الوفيات ومئات الإصابات المؤكدة، خاصةً في شمال البلاد، في ظل إهمالٍ متعمّد من حكومة النظام البائد في ذلك الوقت.
ويُعدّ تلوّث مصادر المياه وتراجع خدمات الصرف الصحي من أبرز أسباب انتشار الكوليرا في سوريا، إذ تعتمد آلاف العائلات على مصادر مياه غير مراقبة، ولا سيما في المناطق الريفية والحدودية.
