اختتم مجلس الأمن الدولي، الأربعاء 22 تشرين الأول، جلسة مخصصة لمناقشة آخر التطورات السياسية والإنسانية في الجمهورية العربية السورية، ضمن جهود المجلس لمتابعة سير العملية الانتقالية وتعزيز الاستقرار في سوريا.
وافتتحت الجلسة نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، نجاة رشدي، بتأكيدها على أن الأمم المتحدة تتطلع إلى مشاركة نسائية أوضح في العملية السياسية في سوريا.
وقالت رشدي إن رفع العقوبات المفروضة على سوريا يجب أن يتم على نطاق أوسع وبوتيرة أسرع، لمنح المرحلة الانتقالية فرصة للنجاح، مرحّبة في الوقت ذاته بإلغاء قانون “قيصر” ومتابعة التطورات العملية المرتبطة به.
وأضافت أن الأمم المتحدة ستبقى على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم والمساعدة لسوريا وفق احتياجاتها، مرحبة بالمحادثات الجارية بين الحكومة السورية و”قسد” لتنفيذ اتفاق 10 آذار.
وشددت رشدي على ضرورة تجنب أي تصريحات أو ممارسات قد تهدد السيادة السورية، مؤكدة أن أي حل في محافظة السويداء يجب أن يضمن وحدة الأراضي السورية واستقلالها الكامل.
الجزائر: سوريا مفتاح استقرار الشرق الأوسط
أكد مندوب الجزائر في مجلس الأمن، عمار بن جامع، أن الاستقرار في سوريا يشكل شرطاً أساسياً لضمان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على دعم بلاده المتواصل لوحدة وسلامة واستقلال الأراضي السورية.
ودعا المندوب إلى ضرورة أن تتحمل جميع الأطراف مسؤولياتها وأن تضع مصالح سوريا وشعبها فوق أي اعتبار، مؤكداً أن الشمول هو حجر الزاوية لأي عملية سياسية بقيادة سورية.
وأبدى بن جامع ترحيب بلاده بإجراء انتخابات مجلس الشعب في سوريا، وأعرب عن أمل بلاده في أن يعكس المجلس التنوع في أطياف الشعب السوري.
وجدد المندوب الجزائري على موقف بلاده الثابت من قضية الجولان السوري المحتل، مؤكداً على أنه جزء لا يتجزأ من أراضي الجمهورية العربية السورية.
الدنمارك: العدالة أساس التقدم في سوريا
رحبت مندوبة الدنمارك في مجلس الأمن، كريستينا ماركوس، خلال الجلسة، بالانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب في سوريا، مؤكدة أهمية تعزيز مشاركة جميع أطياف المجتمع في العملية السياسية.
وحثت المندوبة الحكومة السورية على مواصلة حوارها مع منظمات المجتمع المدني، معتبرة أن العدالة الانتقالية والمساءلة عاملان أساسيان لتحقيق تقدم مستدام في البلاد.
وطالبت إسرائيل بوقف هجماتها على الأراضي السورية وسحب قواتها، مشيرة إلى استعداد الدنمارك لتقديم الدعم والمساعدة في المساهمة بكتابة فصل جديد في مسار إعادة البناء والاستقرار في سوريا.
فرنسا: العملية الانتقالية تبشر بالأمل
أكد المندوب الفرنسي في مجلس الأمن، جيروم بونافونت، أن العملية الانتقالية في سوريا تبشر بالأمل، داعياً الأمم المتحدة لدعم هذه العملية.
وأشار إلى أن تنوع الشعب السوري يمثل أعظم رصيد للبلاد، مرحباً بوقف إطلاق النار بين الحكومة السورية و”قسد”.
وشدد على أن العدالة الانتقالية وعدم التساهل مع الإرهاب يمثلان الأساس في هذه المرحلة، مؤكداً ضرورة دعم المجتمع الدولي لتحويل المساعدات نحو التعافي المبكر في سوريا.
بريطانيا: الانتخابات خطوة نحو الاستقرار
أوضح المندوب البريطاني جيمس كاريوكي، خلال كلمته، أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة شكّلت معلماً هاماً في سوريا، لافتاً إلى أن التعددية السياسية ضرورة لإقامة دولة أكثر استقراراً وسلاماً.
ورحب المندوب البريطاني بوقف إطلاق النار بين الحكومة السورية و”قسد”، مؤكداً استعداد المملكة المتحدة لدعم سوريا خلال المرحلة الانتقالية.
أمريكا: سوريا أمام فرصة تاريخية
أشادت المندوبة الأمريكية، دوروثي شيا، بخطوات الحكومة السورية نحو تجاوز آثار عقود من القمع، مؤكدةً أن سوريا تقف اليوم أمام فرصة تاريخية لبناء مجتمع مستقر، يتمتع بالسيادة ومفعم بالحياة.
وأثنت المندوبة على تعاون الحكومة السورية مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ورحبت بالجهود الإقليمية التي تبذلها دول مثل السعودية وقطر والأردن وتركيا لدعم العملية السياسية في سوريا، وأشادت أيضاً بجهود سوريا لتعزيز العلاقات مع جيرانها.
اليونان تؤكد على سيادة سوريا واستقلالها
قالت مندوبة اليونان، ماريا ثيوفيلي، إن بلادها تتطلع لتقديم دعم إضافي لتغطية الاحتياجات الإنسانية وجهود إعادة الإعمار في سوريا.
وأكدت حرص بلادها على سيادة واستقلال سوريا، مشددة على أن الشعب السوري يستحق دولة مزدهرة تحت سيادة قانون يحفظ حقوق جميع المواطنين.
بنما تدعو المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته
أكد مندوب بنما، إيلوي ألفارو دي ألبا، دعم بلاده للمبادرات الأمريكية لرفع العقوبات عن سوريا، داعياً المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته تجاهها
وشدد على ضرورة احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وضمان ظروف معيشية لائقة لشعبها الذي أظهر روح مقاومة عظيمة خلال السنوات الماضية.
الصين: سوريا دولة مهمة في الشرق الأوسط
أوضح المندوب الصيني دعم بلاده للحكومة السورية لضمان مصالح الشعب وتسوية الخلافات بطريقة سلمية، مشدداً على أن استعادة الهدوء والسلام في سوريا يجب أن يكون هدفاً للمجتمع الدولي.
وأكد أن سوريا دولة مهمة في الشرق الأوسط وأن التطورات فيها سيكون لها أثر على الاستقرار والأمن الإقليميين.
كوريا تدعو إسرائيل إلى التوقف عن التوغلات في سوريا
أعرب مندوب كوريا عن أمله في تحقيق التوافق بين الحكومة السورية و”قسد” لتطبيق اتفاق 10 آذار، داعياً إسرائيل إلى التوقف فوراً عن التوغلات والتدخلات في الأراضي السورية.
مندوب سوريا: نعمل على بلسمة الجرح في السويداء الحبيبة
أكد مندوب الجمهورية العربية السورية لدى مجلس الأمن، إبراهيم علبي، على مواصلة الحكومة السورية بلسمة الجرح في محافظة السويداء الحبيبة.
وأوضح علبي في إحاطته أمام المجلس، الأربعاء 22 تشرين الثاني، أن سوريا اليوم حاضرة وفاعلة في جميع المناقشات الدولية، حيث تنصت وتحاور وتتخذ القرارات.
وأشار إلى أن أكثر من مليون لاجئ عادوا إلى البلاد منذ تحريرها، ولفت علبي إلى أن السوريين أتيحت لهم للمرة الأولى منذ عقود فرصة المشاركة في انتخابات حرة ونزيهة، مؤكداً على مواصلة الحكومة السورية بلسمة الجرح في محافظة السويداء الحبيبة.
وشدد على استمرار الحكومة في مكافحة آفة المخدرات التي استغلها النظام البائد لاستهداف شعوب المنطقة، ومواجهة الإرهاب، وعلى رأسه تنظيم داعش.
وأكد علبي أيضا على ضرورة أن يضع المجتمع الدولي حداً للتجاوزات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
باكستان وروسيا وتركيا: دعم سوريا أولوية
أشار المندوب الروسي، فاسيلي نيبينزيا، إلى أن سوريا تمر بمرحلة دقيقة وتواجه تحديات كبيرة، موضحاً الحاجة لدعم دولي جماعي لإنجاح العملية السياسية فيها، ودعوة روسيا لاحترام وحدة وسلامة أراضي البلاد.
وشدد على أن استقرار سوريا واستعادة دورها يصب في مصلحة المجتمع الدولي، وأن القضايا الداخلية يجب أن تحل من قبل السوريين أنفسهم دون تدخلات خارجية.
ونوّه المندوب الروسي إلى أن تأثير العقوبات يعرقل عملية إعادة الإعمار وجهود التعافي، وأن الوضع الإنساني في سوريا ما زال صعباً، خاصة في مجال الأمن الغذائي، مؤكداً أن إعادة الإعمار تتطلب دعماً دولياً واسعاً ومنسقاً بعيداً عن التسييس.
بدوره، قال المندوب التركي إن انخراط سوريا في المجتمع الدولي يسير بخطوات ثابتة وبناءة، وأن البلاد تحقق تقدماً كبيراً رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهها.
من جانبه، شدد مندوب باكستان لدى مجلس الأمن، عاصم افتخار أحمد، على ضرورة تخفيف العقوبات الأممية المفروضة على سوريا، مديناً الانتهاكات المتكررة لاتفاق فض الاشتباك من قبل إسرائيل.
وتأتي الجلسة بالتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لقرار مجلس الأمن رقم 1325 حول “المرأة والسلام والأمن”.


