قال مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون علاء برسيلو، إن قناة الإخبارية السورية هي أول قناة رسمية سورية، وأول قناة فضائية تبث محتواها من داخل سوريا بعد التحرير.
وأكد برسيلو في تصريح خاص لموقع الإخبارية أن هذا الأمر يضع على عاتق كوادر القناة ومشغليها عبئاً كبيراً، يتمثل في الموازنة الدقيقة بين صوت الشارع الذي كان ولا يزال منطلقاً لكل إعلام حر في العالم، وبين رؤية وتوجهات السلطة وسياساتها العامة، والتي تتسم بالحذر والدقة والجدية وما إلى هنالك من محددات الإعلام الرسمي.
وأضاف: “أول ما حرصنا عليه هو تحسين صورة البث، كما تعلمون، فإن معدات التلفزيون السوري متهالكة وقديمة للغاية، ولكننا أبينا إلا أن نخرج بمحتوى بصري مميز يتسق مع رؤيتنا لإعلام حداثي”.
وأشار إلى أن قسم الإعلام الرقمي كان له حصة كبيرة من اهتمامنا في إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ليتسنى لنا مواكبة التطور المهول في الإعلام الرقمي، سواء من ناحية المحتوى أم من ناحية الجودة.
وتابع بالقول: “ثمة تحدٍ آخر واجهنا في هذه الانطلاقة المحفوفة بالصعوبات، فنحن نمثل رؤية القيادة في الحفاظ على المؤسسات بما فيها من موظفين وعدم المساس بالأمان الوظيفي على ما فيه من ضعف وتهالك، ومن جهة أخرى لدينا الآلاف من أبناء الشعب السوري الذين يحلمون بالمرور من ساحة الأمويين والعمل في هذه المؤسسة السورية”.
وقال: “اجتهدنا في تطعيم الكادر على أسس الكفاءة والخبرة، واليوم نستطيع أن نسير في أروقة المبنى لنرى موظفي التلفزيون أصحاب الخبرة جنباً إلى جنب مع كوادر شابة من تلفزيونات ومؤسسات إعلامية ثورية متنوعة”.
وأشار إلى أن إذاعة دمشق من اليوم الأول للتحرير وزوال النظام البائد، تم العمل على إعادة إطلاقها والعمل على إجراء بعض التعديلات على المحتوى، وجرى وضع خطة مستقبلية لإعادة إطلاق الإذاعة بحلتها الجديدة من خلال العمل على إنتاج محتوى جديد وتطوير أدوات العمل الإعلامي وإنتاج هوية بصرية وسمعية جديدة للإذاعة، والانفتاح على منصات السوشيال ميديا .
وشدد على أن الهدف هو العمل على جعل إذاعة دمشق، إذاعة الجمهورية العربية السورية بحق، وإعادتها إلى مكانتها الحقيقية بعد تهميشها من قبل النظام البائد.
وأكد برسيلو أنه فور إطلاق الإخبارية، ستسلم رايتها إلى الكادر الذي عمل على إطلاقها منذ اللحظة الأولى، والالتفات في إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لإطلاق قنوات وإذاعات سورية أخرى، تؤدي وظائف هامة وضرورية للأسرة السورية، وستكون القناة الفضائية الأولى هي المشروع التالي، كقناة للأسرة والبيئة السورية، ذات جرعة اجتماعية أكبر، على حساب الجرعة السياسية والإخبارية في سالفتها الإخبارية السورية.
ولفت إلى أن أحد أكبر التحديات التي سلبت النوم من أعيننا هو آلية تعاطينا مع مثل هذه الأحداث، فمن جهة نحن بحاجة للسرعة في المواكبة والسبق في نقل الخبر، ومن جهة أخرى نحن بحاجة لأن نكون دقيقين للغاية في كل حرف يُنطق به، وفي كل صورة تصدر من شاشتنا الوليدة.
وأضاف أن كل ما تركه نظام الأسد من موروثات كانت ثقيلة جداً على عاتقنا، فالإعلام السوري لم يكن سوريا، بل أسدياً، وعلينا أن نسترده ونعيده إلى حقيقته، إعلام سوري للشعب السوري وهذا ما نعمل عليه من خلال وضع الرسالة بأيدي أهلها من مراسلين ومذيعين ومحررين، وأكد أن الإخبارية وكوادرها هم أبناء هذا الشعب، لا ينتمون للسلطة ولا ينطقون باسمها، بل يقولون ما يريد أهلهم أن يقولوه.
وأوضح أن البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يُعد من أبرز دعائم العمل الإعلامي للإخبارية، وقال: “كنا نبث من قبل إطلاق التلفزيون وما زلنا وسنتابع، أما بخصوص التطبيقات الذكية، فهذا يعتمد على نتائج دراسة نجريها للسوق واحتياجاته، وأهمية هذه الخطوة لدى المواطن التي تعد ركيزتنا الأساسية في العمل، ومنطلقنا في كل ما قمنا وسنقوم به.
ونوه برسيلو إلى أنهم وجهوا الكادر لدراسة إمكانية تفعيل مركز تدريب في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، يكون أشبه بالمشفى الجامعي، يمارس فيه المتدربون العمل الصحفي بشكل مباشر، ليطبقوا ما يتلقونه من تدريبات نظرية.
ولفت إلى أن الإخبارية تضطلع بجملة من المهام أمام الرأي العام العالمي، عبر جملة من الخطط البرامجية التي ستبصر النور تباعاً، وتعكس للعالم الصورة الحقيقية لسوريا الحديثة، التي نأمل جميعنا المحافظة عليها وتطويرها لتكون نموذجاً نفاخر به الأمم.
يأتي ذلك في وقت تستعد فيه قناة الإخبارية السورية للانطلاق يوم غد الاثنين، عند الساعة الخامسة مساء في أول بث رسمي لها بحلتها البصرية الجديدة في إطار خطة وزارة الإعلام لإعادة إطلاق وتفعيل الإعلام الرسمي السوري.
وقال مدير الإخبارية السورية جميل سرور، إنه يمكن لمتابعي الإخبارية السورية أن يشاهدوها على قمر “النايلسات” وفق الترددين 12303 H 27500 و11938 V 27500، والقمر سهيل سات على التردد 11310 بالإضافة لتقنية الـ IPTV ومنصاتنا على السوشل ميديا.
وكان وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى، كشف في 20 نيسان الماضي، عن موعد إطلاق الإخبارية السورية، وأكد أنها ستنطلق بتاريخ الخامس من شهر أيار 2025.