أكد مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط الباحث تشارلز ليستر، في مقال نشره على موقع “The Times of Israel”، الثلاثاء 25 تشرين الثاني، أن سوريا الجديدة بعد سقوط النظام البائد تمثل فرصة تاريخية للسلام والاستقرار الإقليمي.
وأشار إلى أن إسرائيل وإيران وحدهما ما زالتا معاديتين لسوريا، في وقت تكافح فيه الحكومة الإرهاب وتفكك شبكات تهريب السلاح، وتنفتح على المجتمع الدولي.
وقال ليستر إن سوريا كانت خلال أكثر من خمسين عاماً مركز النفوذ الإيراني الإقليمي، حيث أنفقت طهران عشرات المليارات من الدولارات ووفرت آلاف المقاتلين لدعم نظام بشار الأسد وإبقائه في السلطة.
وأضاف أنه مع انهيار النظام البائد أواخر عام 2024، تكبدت إيران وحزب الله خسائر فادحة على الخطوط الأمامية، وسرعان ما سحبت طهران قواتها إلى لبنان والعراق وإيران، ما ترك سوريا أمام مرحلة انتقالية حرجة لكنها تاريخية.
وعن الحكومة السورية، أوضح أنها تضم وزراء تكنوقراط من أبناء الشتات السوري في الولايات المتحدة وأوروبا والخليج، يشغلون نحو 80% من الوزارات، لافتا إلى أنها تمكنت خلال أقل من عام من إعادة دمشق إلى دائرة العلاقات الدولية، واستقبال زيارات رسمية تفوق ما تلقاه النظام البائد على مدى 53 عاما.
وفيما يخص العقوبات المفروضة على سوريا، أشار إلى أنها حصلت على تخفيف سريع للعقوبات الدولية، رغم أن سوريا كانت خاضعة لنظام عقوبات معقد منذ عام 1979، ما يعكس ثقة المجتمع الدولي بقدرة الحكومة الجديدة على إدارة المرحلة الانتقالية بكفاءة.
وتحدث ليستر خلال مقالته عن سلسلة خطوات أمنية حاسمة نفذتها الحكومة ضد إيران وحزب الله، تضمنت مصادرة آلاف القطع من الأسلحة الموجهة للتهريب إلى لبنان، بالتعاون مع المخابرات السورية ووزارة الداخلية، ومع دعم استخباراتي أمريكي.
وشملت المصادرات قذائف هاون 910، ألغام أرضية 721، بنادق 614، صواريخ غراد 496، قذائف دبابة ومدفعية 461، قاذفات RPG 285، صواريخ مضادة للدروع 280، صواريخ موجّهة مضادة للدروع 148، رشاشات ثقيلة 99، صواريخ محمولة مضادة للطائرات 11، وقاذفات قنابل أوتوماتيكية 4.
وأكد أن هذه المصادرات أعاقت قدرة حزب الله على تعزيز وجوده العسكري في لبنان، وأظهرت جدية سوريا في حماية الأمن الإقليمي.
وعن التعاون السوري – الأمريكي في سلسلة عمليات ضد داعش، أشار إلى أنها شملت تقديم حزمة استخباراتية أمريكية حول شبكة أنفاق ومخازن أسلحة للحرس الثوري الإيراني في البوكمال، أعقبها مداهمات ومصادرات واعتقالات للمتورطين.
كما شمل التعاون المشترك 6 عمليات ضد داعش، بما فيها القضاء على أعلى قياداته، إضافة إلى عدة عمليات أخرى ضد أهداف مرتبطة بإيران وميليشياتها، مؤكداً فعالية التعاون الدولي مع الحكومة السورية الجديدة.
وعن الموقف العدائي لإسرائيل تجاه سوريا الجديدة، أكد أن ذلك يثير الاستغراب، خاصة مع استعداد الحكومة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 كأساس لعلاقة جديدة، مع ضمانات أمريكية للأمن المتبادل.
ويرى ليستر في مقاله أن الفرصة الحالية تمثل لحظة تاريخية للمنطقة، وأن انخراط إسرائيل في المسار الجديد سيمكن سوريا من تعزيز الاستقرار الداخلي، واستكمال جهود إعادة الإعمار، وتحقيق مصالح مشتركة للأمن الإقليمي، مضيفاً أن رفض الانخراط سيكون خطأ تاريخياً يحرم المنطقة من فرص مهمة لإعادة الأمن والتنمية



