الثلاثاء 17 ربيع الأول 1447 هـ – 9 أيلول 2025

مستشار الرئاسة: العلاقات بين دمشق والدوحة في أفضل مراحلها على الإطلاق

مستشار الرئيس السوري للشؤون الإعلامية أحمد موفق زيدان

كشف مستشار الرئاسة للشؤون الإعلامية، أحمد موفق زيدان، أن العلاقات بين دمشق والدوحة تعيش أفضل مراحلها اليوم على الإطلاق، وأوضح أن التحدي الأكبر أمام هذه العلاقات المميزة هو كيفية تطويرها إلى مستويات أعلى، بما يحقق التكامل بين البلدين الشقيقين.

وبيّن زيدان في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية “قنا“، الأحد 7 أيلول، أن الشعب السوري لن ينسى الموقف التاريخي لدولة قطر، التي وقفت إلى جانب قضيته في مختلف المراحل، وساندته سياسياً وإنسانياً حتى اللحظات الأخيرة.

وأفاد أن قطر كانت إحدى الدول التي زارها السيد الرئيس أحمد الشرع في إطار الانفتاح السياسي الذي شهدته البلاد مؤخراً.

وأشار إلى أن الدعم القطري لسوريا لم يتوقف يوماً، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الإنساني، حيث لعبت الشركات القطرية دوراً ريادياً، خاصة في قطاع الطاقة، كاشفاً عن تحضيرات لاتفاقيات جديدة تتعلق بإعادة الإعمار والبنية التحتية.

وأضاف أن الجانب القطري أسهم بشكل متواصل في دعم قطاعي التعليم والصحة، كما كان له حضور بارز في برامج إعادة الإعمار.

وأشار زيدان إلى أن كل دعم اقتصادي تقدمه قطر اليوم يعد تثبيتاً للدولة السورية وتعزيزاً لمشروعها العروبي النهضوي، وأكد أن عودة سوريا إلى الحضن العربي وعودة الحضن العربي إليها تمثل تكاملاً يترجم عبر الاستثمارات والمنح وبناء البنية التحتية.

وشدد على أن توفير الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء أو المساهمة في تخفيف البطالة وخلق فرص العمل هو دعم استراتيجي ينعكس بشكل مباشر على حياة السوريين، ويساعدهم على الاندماج مع أشقائهم في الخليج العربي.

وكشف أن الرئيس أحمد الشرع سيتوجه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر أيلول الجاري، في زيارة هي الأولى لرئيس سوري منذ سنوات طويلة.

ورأى أن هذه المشاركة ستمثل “فتحاً سياسياً ومدنياً” جديداً لسوريا؛ إذ ستتيح للرئيس إلقاء كلمة أمام المجتمع الدولي ولقاء الجالية والمسؤولين الأممين، بما يسهم في كسر حالة العزلة التي فرضها النظام البائد.

الاعتداءات الإسرائيلية

وفيما يخص الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، أكد زيدان أن الدولة قوية بشعبها وبحلفائها على الرغم من ضعف قدراتها العسكرية بعد عقود من التدمير الذي لحق بها.

ونوه أن السقف السوري في هذا الملف يتمثل بالعودة إلى اتفاق عام 1974 بوساطة دولية وبوجود قوات أممية، داعياً الاحتلال الإسرائيلي إلى الالتزام بهذا الاتفاق.

وأكد أن الموقف الأمريكي يلعب دوراً إيجابياً في هذا الاتجاه، إلى جانب الدور المهم الذي تضطلع به دول الخليج العربي وفي مقدمتها قطر والسعودية، فضلاً عن تركيا، في الضغط على الاحتلال لوقف توغلاته.

وكشف زيدان أن كل الحوارات التي جرت، سواء في العاصمتين “باكو” أو “باريس” أو عبر وساطات أخرى، كانت تركز على ضرورة العودة إلى اتفاق 1974 باعتباره مرجعية أساسية في هذا الملف.

وفيما يتعلق بتطوير الإعلام السوري، كشف عن خطة لإعادة ترتيب السردية الوطنية والخطاب السياسي والإعلامي، بما يجعله أكثر شمولاً وجامعية لكل السوريين في الداخل والخارج، بالتعاون مع وزارة الإعلام.

عجلة البناء

وبالنسبة للمشاريع التنموية والاستثمارية، أوضح مستشار الرئاسة أن المشاريع الكبرى، خاصة في دمشق، تسير وفق مخططات مدروسة لتحديد صورة المدينة المستقبلية.

وشدد على أن التعاون مع قطر والسعودية وتركيا وعدد من الحلفاء الغربيين سيتيح إطلاق عجلة البناء بوتيرة متصاعدة، رغم أن الدولة ما تزال في طور التأسيس بعد الخروج من أزمات متراكمة،

وأضاف أن الحرب خلفت مليون شهيد وملايين الأيتام والأرامل و14 مليون مهجر، فضلاً عن دمار آلاف المدارس والمستشفيات والمنازل، ما يجعل التنمية وإعادة بناء الاقتصاد أولوية قصوى.

وأوضح أن إطلاق صندوق التنمية السوري مؤخراً يمثل رافعة أساسية للعملية الاقتصادية، وسيجنب البلاد الكثير من الأعباء التي تفرضها البنوك العالمية، مشيراً إلى أن مشاركة الأصدقاء والأشقاء في هذا الصندوق ستعزز من فاعليته وتأثيره.