الثلاثاء 8 ربيع الآخر 1447 هـ – 30 أيلول 2025

محافظة حلب تكشف للإخبارية كلفة مشروع تأهيل الطرق ومدة انتهاء التنفيذ

مشروع إعادة تأهيل وترميم الطرق في حلب

انطلقت أعمال مشروع تأهيل وصيانة الطرق الرئيسة والمداخل الحيوية في مدينة حلب منتصف شهر أيلول الحالي، بتمويل يقدَّر بنحو 10 ملايين دولار من المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين، وبإشراف مجلس المدينة ووزارة الإدارة المحلية، في خطوة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتحريك النشاط الاقتصادي في المحافظة.

ويشكل المشروع خطوة أساسية ضمن خطة شاملة لتطوير البنية التحتية وتسهيل حركة النقل داخل المدينة وخارجها، وفق ما أكّده محافظ حلب المهندس عزام الغريب، الذي أشار إلى أن المحافظة تتابع مراحل التنفيذ بشكل يومي لضمان الالتزام بالجداول الزمنية المقررة وإنجاز المشروع قبل نهاية العام الجاري.

ويأتي التمويل لدعم الأهالي والقطاعات الاقتصادية، وتعزيز جهود إعادة الإعمار في المحافظة، بحسب ما ذكره ممثل المنظمة الدولية الدكتور مروان محمد كنجو، الذي شدّد أيضاً على أهمية المشروع في تحسين الخدمات الأساسية وتسهيل الحركة بين المدينة ومحيطها الريفي.

الأعمال تقتصر على الطرق الرئيسة

بدوره أكد مدير المديرية العامة للإدارة المحلية والبيئة في محافظة حلب محمد علي العزيز، في حديث خاص لموقع الإخبارية، أن المشروع يشكل خطوة محورية لإعادة ربط المدينة بمحيطها الريفي وشبكة الطرق الدولية، إلى جانب تحسين البنية التحتية المتضررة وتسهيل حركة السير داخل المحافظة.

وأشار العزيز إلى أن المشروع يتضمن أعمال صيانة وتزفيت وتأهيل متكاملة للمحاور الحيوية للمدينة، مع التركيز على المداخل الرئيسة التي تخدم حركة النقل التجاري والمسافرين، بما في ذلك أعمال الإنارة والتشجير وتجميل المنصفات، موضحاً أن الأعمال تقتصر على الطرق الرئيسة ولا تشمل شوارع الأحياء الداخلية.

وأضاف أن خطة التنفيذ أُعدت بعد دراسة مفصلة من لجان متخصصة، تضمنت إعداد دفاتر الشروط والجداول الزمنية لكل مرحلة من مراحل المشروع.

أبرز الطرق في حلب

وأوضح العزيز أن المشروع يتضمن أعمال صيانة وتزفيت وتأهيل متكاملة لعدد من المحاور الحيوية، أبرزها:
⊚ طريق إعزاز – حلب: أعمال صيانة.
⊚ طريق حلب – دارة عزة: صيانة.
⊚ طريق حلب – الأتارب: تزفيت كامل.
⊚ المدخل الغربي من خان العسل حتى دوار الموت: تأهيل وتجميل وإنارة وتشجير ومنصفات.
⊚ مدخل دوار السلام حتى جامع العباس: إعادة تأهيل وتجميل.
⊚ مدخل دوار الليرمون من مبنى الكارفور حتى الدوار: صيانة وإنارة وتشجير.
⊚ طريق المطار من محطة بغداد حتى مطار حلب الدولي: تأهيل كامل مع أرصفة وإنارة وتشجير.

الكلفة التقديرية حوالي 67 مليون دولار

ولفت مدير المديرية العامة للإدارة المحلية والبيئة في محافظة حلب محمد علي العزيز في حديثه إلى موقع الإخبارية إلى أن مدة التنفيذ المتوقعة تتراوح بين شهرين ونصف وثلاثة أشهر، فيما تبلغ الكلفة التقديرية لتأهيل كامل شبكات الطرق في المحافظة نحو 67 مليون دولار، نُفذ منها حتى الآن حوالي 10 ملايين دولار.

وأكد أن إنجاز المشروع سيؤدي إلى تسهيل وصول القادمين من الريف إلى المدينة وربط المراكز الإدارية والتجارية بشبكة طرق حديثة، ما يسهم في تحسين الحركة التجارية وإعادة انتظام المواصلات بين حلب وطرقها الدولية.

واعتبر العزيز المشروع يشكل إضافة مهمة ضمن جهود إعادة الإعمار والتنمية العمرانية في المحافظة، ويعكس التزام الجهات المعنية بتحسين جودة الحياة للسكان وتعزيز النشاط الاقتصادي المحلي.

ويربط مدينة حلب بتركيا عددٌ من الطرقات من أهمها طريق “حلب – باب الهوى”، الذي كان يخضع 70 بالمئة منه لسيطرة النظام البائد قبيل سقوطه، إذ تعرض خلال سنوات الحرب لأضرار كبيرة.

ويبلغ طول طريق (حلب – الأتارب) 30 كيلومتراً، وطريق (حلب – دارة عزة) 33 كيلومتراً، وعرضه اثنا عشر متراً تقريباً للذهاب والإياب، ويعد من الطرق المهمة أيضاً للتجمعات السكانية المنتشرة على طرفي الطريق التي تعتمد عليه بشكل رئيسي.

باب الهوى.. شريان حلب الاقتصادي

وعن أهمية طريق (حلب – الأتارب) اعتبر مدير المكتب الإعلامي لمدينة الأتارب، علي عبيد، في حديثه لموقع الإخبارية، أنه واحداً من أكثر الطرق حيوية في شمال غربي سوريا، كونه يربط المدينة مباشرة بمعبر باب الهوى الحدودي، ويمر عبر مدينتي سرمدا والدانا اللتين تمثلان المركز التجاري الأكبر لتجارة الجملة والمواد الأساسية في المنطقة.

وأوضح عبيد أن الطريق يعاني منذ سنوات من تهالك واسع وتضرر في طبقات الإسفلت، ما جعله غير صالح للحركة الطبيعية للمركبات، الأمر الذي انعكس على السائقين والتجار والمواطنين، وتسبب في وقوع حوادث عديدة.

وأشار إلى أن الحركة على الطريق لا تتوقف طوال ساعات النهار والليل، إذ يشهد ازدحاماً خانقاً يومياً بسبب كثافة الشاحنات التي تنقل البضائع من وإلى المعابر الحدودية، إضافة إلى السيارات الخاصة والحافلات التي تقلّ المدنيين والطلاب والعاملين.

ولفت عبيد إلى مضاعفة أهمية هذا الطريق بعد تحرير سوريا، إذ أصبح شرياناً اقتصادياً رئيسياً يربط الأرياف الغربية والحدودية بمدينة حلب، مؤكداً أن استمرار إهماله يعرقل النشاط التجاري ويؤخر حركة العبور إلى الأسواق المركزية في سرمدا والدانا، التي تشكل المصدر الأساسي للسلع القادمة إلى معظم مدن وبلدات الشمال.

وشدد على أن تأهيل الطريق سيكون له أثر مباشر على إنعاش الحركة الاقتصادية وتخفيف الازدحام والاختناقات المرورية، فضلاً عن تقليل الخسائر التي يتكبّدها أصحاب الشاحنات والمواطنون نتيجة سوء البنية الحالية للطريق.

إعزاز.. حلقة وصل مباشرة بين معبر باب السلامة وحلب

أما بالنسبة لطريق (حلب – غازي عنتاب) الدولي، فهو من أهم الطرق السورية على الإطلاق، كونه يربط العاصمة دمشق بالأردن وتركيا، كما أنّه يصل إلى العراق والساحل عندما يتقاطع مع الطريق M4 في مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، وفقاً لعبيد.

وأوضح أن الطريق تضرر بشكل كبير خلال سنوات الحرب نتيجة العمليات العسكرية الكثيفة التي شهدها، حيث كان خاضعاً في فترات طويلة لسيطرة النظام البائد والميليشيات الموالية له، الذين استخدموه لمرور آلياتهم الثقيلة، بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة.

وأضاف أن هذا الاستخدام العسكري المفرط، إلى جانب القصف المتكرر الذي تعرض له الطريق، أدى إلى تهتك طبقاته الإسفلتية وتشكّل حفر عميقة على امتداده.

وأشار إلى أن العشرات من الحوادث سجلت خلال الأشهر الماضية على هذا الطريق بسبب تلك الحفر الناتجة عن القذائف، ما تسبب في خسائر بشرية ومادية متكررة، فضلاً عن تعطل حركة النقل وتكبيد أصحاب المركبات والسائقين أعباء إضافية.

ولفت عبيد إلى أن الطريق لا يخدم فقط مدينة إعزاز، بل يشكل ممراً رئيسياً للسلع والبضائع القادمة من تركيا عبر باب السلامة والمتوجهة نحو مدينة حلب وبقية مناطق الداخل.

وشدد على أن إعادة تأهيل طريق (إعزاز – حلب) من شأنه أن ينعكس بشكل مباشر على حركة التجارة والنقل، ويقلل من الحوادث المرورية، ويعيد لهذا الممر الحيوي دوره الطبيعي كواحد من أهم طرق شمال سوريا.