الجمعة 11 ربيع الآخر 1447 هـ – 3 تشرين الأول 2025

هيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH تفتتح مكتبها التمثيلي في دمشق

هيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH تفتتح مكتبها في دمشق

افتتحت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) مكتبها التمثيلي في العاصمة دمشق، بحضور رسمي ودبلوماسي رفيع المستوى، الأربعاء 1 تشرين الأول، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من عملها داخل الجمهورية العربية السورية، ترتكز على مشاريع إعادة الإعمار والتنمية والخدمات الاجتماعية.

وحضر الافتتاح محافظ دمشق ماهر مروان إدلبي، ومحافظ ريف دمشق عامر الشيخ، والقائم بالأعمال في السفارة التركية في دمشق برهان كور أوغلو، ومدير إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية والمغتربين سعد بارود، إلى جانب عضو مجلس الإدارة ومسؤول الملف السوري في الهيئة يعقوب أيشك، والأمين العام للهيئة أحمد دوكسان، وعدد من ممثلي المؤسسات الحكومية والمنظمات الإنسانية.

محطة جديدة في مسار التعاون الإنساني

وأكّد محافظ دمشق ماهر مروان إدلبي أن افتتاح مكتب هيئة الإغاثة الإنسانية التركية يشكّل محطة جديدة في مسار التعاون الإنساني.

وشدّد على التزام المحافظة بتقديم كل التسهيلات اللازمة لعمل الهيئة والمنظمات العاملة في المجال الإنساني.

وقال إدلبي في حديث خاص للإخبارية: “نحن اليوم سعداء جدًا بافتتاح مكتب هيئة الإغاثة الإنسانية في دمشق، وهي التي وقفت إلى جانب الشعب طوال سنوات الثورة وحتى النصر، وقدّمت مساعدات طبية وصحية وغذائية وإغاثية متعددة”.

وأضاف: “اليوم بافتتاح مكتبها في قلب العاصمة دمشق، تعزّز الهيئة قدرتها على الوصول إلى الخدمات التي تهمّ المواطنين، ونحن على استعداد لدعم شبكات العمل الإنساني بكل الإمكانات المتاحة”.

هيئة الإغاثة الإنسانية التركية شريك في إعادة الإعمار

يرى القائم بالأعمال في السفارة التركية بدمشق برهان كور أوغلو أن افتتاح المكتب يعكس التزام (IHH) بدعم السوريين والمشاركة الفاعلة في عملية إعادة بناء البلاد.

وأكّد في تصريح للإخبارية أن وجود هذه المنظمة في دمشق دليل على شراكة حقيقية في بناء سوريا الجديدة التي يطمح إليها كل مواطن، بسواعد أبنائها وعزيمة رجالها ونسائها، وبمساندة الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية.

وأشار محافظ ريف دمشق عامر الشيخ إلى أن التعاون مع الهيئة ليس جديداً، موضحاً أن السلطات المحلية عملت معها في شمال البلاد وفي الأراضي التركية لدعم السوريين النازحين هناك.

واعتبر في لقاء خاص مع الإخبارية أن افتتاح مكتب الهيئة اليوم في دمشق يمهّد لمرحلة جديدة من العمل الإنساني داخل سوريا، حيث تسعى الهيئة ومعها المنظمات الشريكة إلى توسيع نشاطها ليشمل جميع المناطق.

العمل الإنساني سينظَّم بإطار قانوني

أوضح مدير إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية والمغتربين سعد بارود أن هيئة الإغاثة الإنسانية من أقدم المنظمات التي عملت مع السوريين، سواء في الشمال أو عبر تقديم الدعم الإنساني خلال السنوات الماضية، كما أسهمت بشكل كبير في الدبلوماسية الإنسانية.

وأكّد في حديث خاص مع الإخبارية أن وجودها اليوم في دمشق يعني أن العمل الإنساني سينظَّم في إطاره القانوني، وبالتنسيق الوثيق مع الحكومة السورية.

المكتب مظلة للمشاريع الهيئة في سوريا

يؤكّد مسؤول المكتب الإعلامي لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية في سوريا أكرم المصري أن المكتب في دمشق سيكون الجهة التمثيلية لجميع مراكز الهيئة في الأراضي السورية، وأن التنسيق مع الحكومة السورية سيكون أساس العمل لضمان تنفيذ المشاريع وفقاً للأولويات والاحتياجات الوطنية.

وفي حديث خاص لموقع الإخبارية أفاد المصري أن جميع الكوادر العاملة في المكتب من الكفاءات المحلية، إلى جانب فريق دولي متخصص، مذكّراً بأن الهيئة أدارت خلال السنوات الـ 14 الماضية 11 مكتباً في شمال غرب سوريا لتقديم المساعدات الطارئة والخدمات الاجتماعية للنازحين، وبدأت منذ أربع سنوات تنفيذ مشاريع تنموية تستهدف المصابين وعائلات الأيتام.

وأشار إلى أن هيئة الإغاثة الإنسانية تعمل حالياً ضمن شراكات مع الأمم المتحدة في إدلب وحلب بتعاون مع عدد من الجمعيات والمنظمات المحلية، مع التركيز خلال المرحلة الراهنة على برامج إعادة الإعمار والتنمية المستدامة.

وقدّمت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) خلال الأعوام الماضية سلسلة واسعة من المشاريع الإغاثية والخدمية في الشمال السوري، شملت دعم المخيمات وتوفير المساعدات للنازحين في محافظة إدلب وعدد من مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، ما جعلها من أبرز الجهات الفاعلة في المجال الإنساني هناك.

وتُعد الهيئة الإغاثية والإنسانية التي أنشئت عام 1992 وتحولت إلى مؤسسة رسمية عام 1995، وتتخذ من إسطنبول مقراً رئيسياً لها، من أكبر المنظمات الإنسانية في المنطقة، إذ تعمل على إيصال الدعم إلى المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية، وتقديم المساعدات النقدية والعينية للاجئين والنازحين، إضافة إلى تنفيذ مشاريع خيرية وتنموية في المجتمعات التي تستهدفها.