وصف وزير الإعلام حمزة المصطفى لحظة إشهار الهوية البصرية الجديدة بـ”التاريخية”، مشيراً إلى أن السوريين يقفون اليوم على عتبة سردية جديدة في سوريا الجديدة، سردية لا تُبنى على زخرفة الرموز أو استعراض التصميم، بل على إعادة رسم العلاقة بين المجتمع والدولة، بين الشكل والبُنية.
وأضاف وزير الإعلام خلال احتفالية إطلاق الهوية البصرية التي حضرها السيد الرئيس أحمد الشرع مساء الخميس 3 تموز، أن لحظة إطلاق الهوية استثنائية، لأنها تمثل قطيعة جذرية مع النظام البائد، بكل رموزه المحمّلة بمشاعر الخوف، من الحواجز إلى الصور والتماثيل التي غطّت كل شبر من البلاد.
لافتاً إلى أن السوريين بعد عقود من التضحيات، يستعيدون بلادهم، ويعيدون تقديم رموزهم، لا كأدوات فصل، بل كجسور اتصال.
وعدّ الوزير الهوية البصرية تجسيداً لعقد سياسي جديد، تُعبّر عنه بالصوت والصورة واللون، فتقول إن سوريا صارت فضاءً سياسياً من الشعب وإليه.
واستعرض الوزير مراحل تصميم الهوية البصرية الرمزية، إذ قال، “عدنا إلى التاريخ، واسترجعنا جذورنا، وذكريات نضالنا، بحثاً عن رمز يُشبه السوريين، ويروي قصتهم، ويجمع الناس على مشتركٍ واحد، هذا اليوم هو لكل من أحب هذا الوطن، ورفع رايته، ودافع عن كرامته”.
وحسب الوزير المصطفى، فإن الهوية البصرية، بكل عناصرها، هي ثمرة المخاض العسير للشعب السوري، وتجسيد لتصور الدولة عن نفسها، بوصفها دولة الحراسة، دولة المواطنة لا الامتياز، ودولة الرعاية لا السيطرة.
ونوّه الوزير بأن السوريين لا يريدون لهذه الهوية أن تكون عملًا فوقياً، بل أن تتفاعل معهم، وتُبنى معهم، لافتاً إلى أن المجتمع الوطني كان مصدر الإلهام الأول، ودليلاً على أن سوريا الجديدة تُبنى بالمشاركة، لا بالإملاء، وبالوعي، لا بالتوقيع.
وأكد الوزير أن هذه الهوية لم تكن نتاج مؤسسة واحدة، بل حصيلة عمل جماعي، إذ شارك فيه أبناء وبنات سوريا من مختلف الأعمار والانتماءات، داخل الوطن وخارجه، في سبيل بناء الدولة.
وختم الوزير حديثه بشكر وزير الإعلام السابق محمد يعقوب العمر، الذي تبنّى فكرة تصميم الهوية البصرية في مراحلها الأولى، كما ثمّن دور المصممين، والباحثين في التاريخ والثقافة، الذين اجتهدوا ليصنعوا هوية تشبه السوريين وتعبر عنهم، إلى جانب كل من ساهم في إنجاز هذا العمل من العاملين في وزارات الاتصالات، والداخلية، والمالية، ومحافظة دمشق، وكذلك المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، وفريق وزارة الإعلام.