الاثنين 13 ذو الحجة 1446 هـ – 9 حزيران 2025
دمشق
Weather
°33.3

أثناء سعيها لكسر حصار غزة.. الاحتلال الإسرائيلي يحتجز سفينة “مادلين” الإنسانية ويعتقل طاقمها

أثناء سعيها لكسر حصار غزة.. الاحتلال الإسرائيلي يحتجز سفينة "مادلين" الإنسانية ويعتقل طاقمها

احتجزت القوات البحرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي سفينة الإغاثة الإنسانية “مادلين” أثناء إبحارها في المياه الدولية، اليوم الإثنين 9 حزيران، على بُعد نحو 185 كيلومتراً من قطاع غزة، في تصعيد جديد لاقى ردود فعل دولية غاضبة.

واعتقلت قوات الاحتلال طاقم السفينة المؤلف من 12 ناشطاً، بينهم شخصيات بارزة في مجال حقوق الإنسان وبيئيون، أبرزهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ.

وطالبت الخارجية الفرنسية السلطات الإسرائيلية بتأمين حماية قنصلية لمواطنيها المتواجدين على السفينة المحتجزة، ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “إعادة 6 فرنسيين كانوا على متن السفينة مادلين المتوجهة إلى غزة في أقرب وقت”.

كما استدعت إسبانيا القائم بأعمال سفارة إسرائيل لديها “احتجاجاً على منعها وصول السفينة مادلين إلى غزة”.

في حين قال رئيس البرلمان التركي إن العملية “تمثّل اعتداءً دنيئاً على الكرامة الإنسانية وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي”، بحسب وكالة الأناضول، بينما وصفت الخارجية التركية الحادث بأنه “دليل جديد على الطبيعة الإرهابية لدولة الاحتلال الإسرائيلي”، داعيةً المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم.

وبحسب تحالف “أسطول الحرية”، فإن سفينة “مادلين” الإنسانية التي ترفع العلم البريطاني تعرّضت لهجوم إسرائيلي في الساعات الأولى من فجر أمس الأحد، تخلله تشويش إلكتروني وإطلاق مواد بيضاء مجهولة على سطحها من طائرات مسيّرة، قَبل أن تداهمها وحدات الكوماندوز البحرية ويفقد الاتصال بها كلياً.

وأكد أقارب عدد من المتطوعين أن الاتصال انقطع بالسفينة وطاقمها عند الساعة الثالثة فجراً، مشيرين إلى أن الموقوفين تم اختطافهم في عرض البحر من قِبل الإسرائيليين، ما يُعد، حسب توصيف قانونيين، “جريمة اختطاف خارج السيادة”.

وأوضح بيان صادر عن تحالف السفينة أن “مادلين” كانت تبحر بشكل سلمي وعلني، وتهدف إلى تسليم مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، ضِمن حملة دولية لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ نحو عقد ونصف.

وفي المقابل، أعلن وزير دفاع الاحتلال، يسرائيل كاتس، أنه أعطى تعليمات مباشرة “بمنع السفينة من الوصول إلى غزة بأي ثمن”، زاعماً أنها تمثّل خرقاً أمنياً رغم طابعها المدني.

وتتابع وزارات الخارجية في عدة دول أوروبية مصير رعاياها المحتجزين، بينما طالبت منظمات دولية، منها “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش”، بالإفراج الفوري عن الطاقم وفتح تحقيق دولي في ظروف الحادث.

وتُعدّ سفينة “مادلين” جزءاً من تحالف “أسطول الحرية” التي انطلقت عام 2010، وتهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة عبر إرسال قوافل بحرية مدنية من مختلف دول العالم.

وغالباً ما تُواجَه هذه القوافل بعمليات اعتراض عسكرية من قبل إسرائيل، رغم إبحارها في مياه دولية، ما يطرح إشكاليات قانونية متكررة.

وفي عام 2010، تعرّضت سفينة “مافي مرمرة” التركية لحادثة مشابهة، انتهت بمقتل عشرة ناشطين مدنيين بعد اقتحامها من قبل القوات الإسرائيلية، وتسببت حينها بأزمة دبلوماسية حادة بين أنقرة وتل أبيب.