قضت محكمة ألمانية في مدينة فرانكفورت الاثنين 16 حزيران، بسجن الطبيب السوري علاء موسى، مدى الحياة لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وإدانته بتعذيب معارضين للنظام البائد، وذلك بعد محاكمة استمرت أكثر من ثلاثة أعوام.
وقال القاضي كريستوف كولر لدى النطق بالحكم إن موسى “قتل شخصين وألحق إصابات خطرة بتسعة آخرين، وهذه الممارسات حصلت في 2011 و2012 وتندرج في إطار الرد الوحشي لنظام الأسد الديكتاتوري والظالم على التظاهرات الاحتجاجية المناهضة له”.
ووجهت المحكمة لموسى اتهاماتٍ بتعذيب معارضي النظام البائد أثناء عمله في سجن عسكري ومستشفيات عسكرية في حمص ودمشق، خلال عامي 2011 و2012، بينها مستشفى المزة العسكري (601).
وكانت المحكمة الإقليمية العليا في فرانكفورت بدأت بمحاكمة موسى في كانون الثاني عام 2022، حيث امتدت محاكماتها لـ186 جلسة، استمعت فيها إلى نحو 50 شاهداً وضحية وخبراء قانونيين.
ويعد هذا الحكم الأول من نوعه الذي يصدر في قضايا ملاحقة سوريين بتهمة ارتكاب جرائم حرب منذ سقوط النظام البائد في كانون الأول 2024، إذ حاكمت ألمانيا عدة مسؤولين سابقين لدى النظام البائد في مثل هذه القضايا خلال الأعوام القليلة الماضية.
ووصل علاء موسى ألمانيا عام 2015 وعمل في جراحة العظام إلى حين توقيفه عام 2020 بعدما تعرف عليه لاجئون سوريون، أكدوا حينها أنه كان يمارس عمله في مستشفيات عسكرية في دمشق وحمص، ومنذ اعتقاله ظل محبوساً على ذمة المحاكمة، ووجه ممثلو الادعاء إليه أكثر من 12 تهمة بالتعذيب واتهموه بقتل سجين.
وقال المحامي السوري أنور البني رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، وهي مجموعة حقوقية في برلين ساعدت في بناء القضية ضد علاء موسى: “إنه طبيب وليس رجل أمن، وكان من المتوقع أن يحمي حياة الناس، ولم يكن قتلهم وتعذيبهم من مهام عمله، لكنه فعل ذلك طواعية بسبب دعمه الأعمى لنظام الأسد”.