شهدت مدينة إدلب أعمال المؤتمر الاستثماري الأول في شمال غرب البلاد بعد التحرير، يوم 23 حزيران الجاري، بحضور مسؤولين حكوميين وممثلين عن قطاعات الاقتصاد والخدمات، في إطار خطة تستهدف تحريك عجلة الاستثمار وتعزيز مسار التنمية المحلية.
وعرض خلال المؤتمر الذي أقيم على مدرّج المركز الثقافي في المدينة برعاية محافظة إدلب، مجموعة من المشاريع الاستثمارية المقترحة، كان في مقدّمتها مشروع إعادة تأهيل وتشغيل فندق “الكارلتون”، والذي يُعدّ أحد أبرز المنشآت الخدمية المرتقبة في المحافظة.
وقال محافظ إدلب محمد عبد الرحمن في افتتاح المؤتمر لموقع الإخبارية، إن المشاركين الرئيسيين في المؤتمر هم من رجال الأعمال السوريين من داخل سوريا وخارجها، إضافة إلى المستثمرين والتجار ونقابتي المهندسين والمقاولين، وممثلين عن غرف التجارة والصناعة.
وأشار عبد الرحمن إلى أن الدعوات الرسمية وجهت لكل من يملك خبرة أو اهتمام في مجال الاستثمار، معتبراً أن المؤتمر خطوة أولى نحو تنشيط البيئة الاستثمارية في محافظة إدلب.
وأوضح أن الغاية من مشروع إعادة إحياء فندق الكارلتون، هي وجود فندق متكامل يلبي احتياجات إدلب من مرافق الضيافة، ويضم صالات ومطاعم إضافة إلى مصرف ونوادٍ وسوق للذهب، ولهذا البناء بعداً رمزياً وتاريخياً لأهالي المدينة، ويلبّي حاجات الوفود والمستثمرين والمغتربين الزائرين بعد تحرير سوريا.
وتوقع محافظ إدلب أن يُسهم هذا المشروع في تحريك العجلة الاقتصادية، وهو جزء من خطة إعادة الإعمار، وأكّد أن المشروع يُعدّ جزءاً من خطة إعادة الإعمار التي وضعتها محافظة إدلب، بهدف تمكين الأهالي من العودة الكريمة وإعادة تأهيل البنية التحتية بالشراكة مع القطاع الخاص.
ولفت المحافظ إلى أنه يتقاطع مع السياسات الوطنية للتنمية المستدامة، ويعالج آثار الحرب والتهميش التي تعرضت لها المحافظة نتيجة موقفها الوطني ضد النظام المخلوع، وسيوفّر مئات فرص العمل خلال مرحلتي الترميم والتشغيل، وفقاً للمحافظ.
وكشف أن القيمة التقديرية لهذا المشروع تبلغ نحو 1.5 مليون دولار أمريكي، ومن المخطط أن تنتهي أعمال التنفيذ خلال ثمانية أشهر، ليُصار إلى افتتاح المشروع ووضعه في الخدمة الاستثمارية.
وختم عبد الرحمن حديثه بالتأكيد على أن المحافظة ماضية في استثمار كل الجهود والإمكانات للنهوض بإدلب وسوريا عموماً، وقال: “لقد ولّى زمن التهميش، وآن لأبناء هذا الشعب العظيم أن ينعموا بحياة تليق بتضحياتهم وصبرهم، ونضع إدلب على طريق الازدهار والتنمية”.
وأعلن المحافظ خلال المؤتمر عن حزمة من التسهيلات وتأسيس “صندوق إدلب للاستثمار”، بمساهمة أولية من مستثمرين مغتربين، لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وأكّد أن مشروع إعادة تأهيل فندق الكارلتون عبارة عن انعكاس واضح لتوجهات الحكومة والمحافظة لدعم الاستثمار بكل أشكاله الصناعي والتجاري والسياحي.
وقال عبد الرحمن: “نحن كحكومة نقدم كل التسهيلات والضمانات للمستثمرين ونشجعهم بكل الوسائل الممكنة، ونسعى لتقديم التشريعات حيث تتمتع محافظة إدلب بمرونة وإجراءات مسهلة للمستثمرين وفق القوانين التي تضمن حقوقهم”.
وكشف المحافظ عن وجود مشاريع واعدة للاستثمار في المحافظة، واستعرض عدداً من المواقع التي يمكن الاستثمار فيها سياحياً، منها “موقع جبل الأربعين الذي يتمتع بإطلالة رائعة وموقع خلاب للاستثمار، وموقع جبل الزاوية الذي يمكن استثماره بالسياحة الطبية، ومنطقة جسر الشغور ونهر العاصي ودركوش التي تعتبر بيئة خصبة للاستثمار السياحي والصيد النهري تجمع بين الجبل وجماله ومياه النهر والأشجار الخضراء”.
وأشار إلى وجود “المياه الكبريتية في حمامات الشيخ عيسى والتي تعتبر استطباباً للأمراض الجلدية، وجبال حارم ومواقع المتنزهات على الطرق الرئيسة M4 وM5، فضلاً عن السياحة الأثرية حيث تعتبر إدلب أغنى محافظة في الآثار التي تعود لأحقاب تاريخية عريقة”.
وسبق أن التقى وزير السياحة مازن الصالحاني مع محافظ إدلب محمد عبد الرحمن في مقر الوزارة في دمشق، لبحث سُبل تعزيز قطاع السياحة في محافظة إدلب، وتطرقا إلى إنشاء منتجعات سياحية وفنادق جديدة في عموم مناطق إدلب، منها إعادة تأهيل فندق الكارلتون، وذلك ضمن رؤية شاملة لإعادة إحياء السياحة في إدلب، ورفع مستواها ما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.