أكَّد وزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح، اليوم الإثنين 12 أيار، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية “قنا”، أنّ الاتفاقية الموقّعة بين منظّمة الدّفاع المدني السوري ومجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوى الأمن الداخلي “لخويا” تُمثّل خطوة متقدّمة في مسار بناء منظومة متكاملة لإدارة الكوارث في سوريا، مشيراً إلى أنّها ستُسهم في تطوير قدرة الاستجابة السريعة محلياً وخارجياً.
وأوضح الصالح أنّ الاتفاقية تتضمن برامج تدريبية متخصّصة تهدف إلى إعداد فِرق إنقاذ محترفة وِفق أحدث المعايير الدولية، ومزوّدة بالتجهيزات الحديثة، ما يتيح لها التدخل الفعّال في حالات الطوارئ والكوارث، سواء داخل سوريا أو في مناطق أخرى بحاجة إلى دعم إنساني عاجل.
وكشف الوزير عن العمل الجاري على تطوير إطار استراتيجي متكامل يضمن تنسيقاً عالي المستوى بين الجهات الوطنية والدولية، يقوم على التخطيط الاستباقي، وسيناريوهات المحاكاة، وتشكيل فِرق ميدانية جاهزة ومجهزة بكامل الوسائل الفنية.
ونوّه الصالح بالدور الريادي لدولة قطر في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لسوريا منذ سنوات الحرب، مؤكداً أنّ التعاون الثنائي يشمل حالياً جهوداً مشتركة لتجاوز آثار الكوارث الطبيعية ودعم مرحلة التعافي وإعادة البناء.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقية في سياق تنامي العلاقات السورية – القطرية التي شهدت زخماً ملحوظاً خلال الأشهر الماضية، ولا سيما بعد زيارة السيّد الرّئيس أحمد الشَّرع إلى الدوحة ضمن جولته الخليجية، والتي بحث خلالها مع القيادة القطرية آفاق التعاون في مجالات الإعمار، والاستجابة الإنسانية، والتنمية المستدامة.
كما تنسجم هذه الخطوة مع جهود الحكومة لإعادة تأهيل القطّاعات الحيوية المتصلة مباشرةً بحياة المواطنين، خاصةً بعد الزلازل التي ضربت عدداً من المناطق السورية، ما أبرز الحاجة لبناء منظومة طوارئ فعالة وعصرية، وهو ما أكده وزير الطوارئ في أكثر من مناسبة.
وتُعدّ الاتفاقية مع “لخويا” جزءاً من مسار أوسع يشمل التعاون مع شركاء إقليميين ودوليين، إذ شهدت سوريا خلال الأسابيع الماضية توقيع عدّة اتفاقيات في مجالات النقل، الصحة، والتعليم العالي، في ظلّ تحرّكات حكومية لتعزيز التكامل مع الدول الصديقة، والتأسيس لمرحلة استقرار شاملة بعد سنوات الحرب.