الأربعاء 23 ربيع الآخر 1447 هـ – 15 تشرين الأول 2025

الكشف عن تفاصيل جديدة حول حادثة اغتيال الناشط موفق هارون

الكشف عن تفاصيل جديدة حول حادثة اغتيال الناشط موفق هارون

تكشفت تفاصيل جديدة حول قضية اغتيال الناشط موفق أحمد هارون بعد أن عثر على جثته يوم أمس، في مدينة عدرا على أطراف دمشق.

وأفادت مصادر مطلعة أن جثة الناشط عثر عليها داخل صندوق سيارته الخلفي محترقة جزئياً، ما أثار موجة من الغضب والحزن، خاصة في مدينة دوما التي ينحدر منها المغدور.

تفاصيل الحادثة

تلقى الدفاع المدني بلاغاً من أحد المواطنين يفيد أن رجلاً وامرأة لاذا بالفرار بعد أن ركنا سيارة وأشعلا النار في مؤخرتها، وهرع الأمن الداخلي إلى الموقع بعد ذلك.

وكشفت المعاينة الأولية عن وجود وسائد وأغطية وألواح فوق جثة الشهيد موفق هارون، كما عثر على المقعد المتحرك الخاص بهارون في المقعد الخلفي بطريقة غير معتادة، ما أثار شكوكاً حول كيفية نقله، إلى جانب بطاقات الهاتف الخاصة بالمغدور، دون وجود الجهاز الخلوي.

التحقيقات جارية

إلى ذلك، جرى استدعاء المدعي العام وقسم شرطة دوما والطبيب الشرعي الذي قام بمعاينة الجثة ميدانياً، واتباع الإجراءات اللازمة، وأخذت إفادات الشهود والجيران والمبلغين وتسجيل الضبط مكان الحادثة، بينما نقلت الجثة إلى مشفى المجتهد لاستكمال الإجراءات القانونية.

وفي السياق، عملت فرق التحقيق على إجراء مسح شامل للمنطقة، وجمعت تسجيلات كاميرات المراقبة، حيث رصد شخصين يركنان السيارة ويشعلان النار قبل الفرار.

وتعمل الجهات المختصة حاليا على تحليل بيانات هاتف الشهيد موفق هارون، وسجلات الاتصالات الأخيرة، في محاولة لتحديد هوية المتورطين، بينما تنتظر انتهاء مراسم العزاء لأخذ إفادات ذوي المغدور ومقاطعتها مع المعلومات المتوفرة.

تهديدات مسبقة بالقتل

وكشف الناشط الإعلامي موفق نعال للإخبارية أن هارون تلقى تهديدات بالقتل عبر حسابات وهمية عبر تطبيق تليغرام خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك رداً على منشورات ناقدة لما تبقى من عناصر النظام البائد في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أن هذه التهديدات، جعلته عرضة للملاحقة قبل اغتياله.

من هو موفق هارون؟

يشار إلى أن موفق هارون هو ابن مدينة دوما، وأصيب خلال معارك عدرا بشلل نصفي أقعده على كرسي متحرك، لكنه لم يستسلم، حيث تحول إلى ناشط إعلامي وإنساني بارز، مدافعاً عن حقوق ذوي الإعاقة، وناقلاً معاناتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأعلن الشهيد في وقت سابق تبرّعه بكرسيه المتحرك دعماً لحملة “ريفنا بيستاهل”، وقال: “أنا أتبرّع بهذا الكرسي وأفتتح عليه مزاداً، على أن يخصّص ريعه للحملة ومشاريع دعم ذوي الإعاقة”.

ردود فعل رسمية وشعبية

وقدم محافظ ريف دمشق عامر الشيخ، التعازي باستشهاد هارون، مؤكداً أن اغتياله “جريمة نكراء” وأن القتلة سيلاحقون ويقدمون للقضاء.

وشهدت مراسم الدفن حضوراً واسعاً من أبناء مدينة دوما، في مشهد يعكس المكانة الاجتماعية والإنسانية التي كان يتمتع بها الشهيد.