حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ” فاو ” من أن الجفاف الحاد الذي تشهده سوريا هذا العام، قد يهدد 75 في المئة من محصول القمح المحلي، ما يشكل خطراً كبيراً على الأمن الغذائي لملايين الأشخاص في البلاد.

 جاء ذلك في تقرير صادر عن المنظمة الدولية حيث أشارت فيه الى أن محصول القمح الذي يعد المحصول الاستراتيجي الأول في سورية والذي يعاني أزمة كبيرة هذا الموسم بسبب غياب مياه الري وقلة هطول الأمطار، ما يفاقم أزمة الزراعة في كامل الأراضي السورية التي تعاني أصلاً من آثار الحرب الطويلة .

عجز متوقع 

قال ممثل “الفاو” في سوريا توني إيتل، إن المنظمة تتوقع عجزاً غذائياً يُقدّر بـ2.7 مليون طن من القمح هذا العام، وهو ما يكفي لإطعام 16.3 مليون شخص لمدة عام كامل.

وخلال فترات الجفاف السابقة، اعتمدت حكومة النظام البائد على واردات القمح من روسيا لدعم برنامج دعم الخبز .وقد أوقفت موسكو، صادرات القمح إلى سوريا بعد التحرير.

 وأوضح تقرير المنظمة أن مئات آلاف الفلاحين والمزارعين يعيشون أصعب أيامهم، في ظل موسم زراعي وُصف بأنه الأسوأ منذ عقود  في ظل اعتماد جزء كبير من سكان سوريا ، بشكل شبه كامل على الزراعة كمصدر أساسي للدخل والمعيشة.

ويُعتبر هذا الموسم كارثياً من ناحيتين، شمولية الجفاف وتأثيره على كافة المناطق. وشدة الجفاف، حيث وصل معدل الهطولات المطرية إلى أدنى مستوياته منذ 20 عاماً، حسب خبراء الأرصاد الجوية.

وتُعدّ سوريا من أكثر الدول تأثراً بالتغير المناخي الذي شمل عدة دول في المنطقة ، وما زاد في تفاقم الأمر ، الظروف الاقتصادية الصعبة بسبب استمرار الحرب  التي خاضها النظام البائد ضد الشعب السوري على مدار 14 عاماً. وانعكاسها على الجانب الزراعي.