في توقيت لافت من العهد الجديد لسوريا الحرة، تنطلق القناة الإخبارية حاملةً معها مشروعاً إعلامياً وطنياً جريئاً، بُني في ظرف استثنائي، وجاء نتيجة جهود مضنية امتدت لأشهر، سعى خلالها فريق القناة بشتى الوسائل للتغلّب على جميع المعوقات والعقبات التي واجهت عمله، من أجل إرساء أعمدة إعلام جديد تعكس رؤيته لسوريا ما بعد حكم النظام البائد.
منذ اللحظة الأولى، لم تكن الإخبارية مجرد مشروع تقني أو مهني، بل جزء من رؤية سياسية وإدارية متكاملة تستهدف إعادة بناء ثقة الجمهور بالإعلام الرسمي، وتقديم منبر احترافي يكون بديلاً حقيقياً عن الإعلام المزوّر الذي شكل جزءاً من تركيبة النظام البائد.
تحديات البداية: من العجز إلى الإنجاز
في حواره الخاص مع الإخبارية، أكَّد مدير القناة جميل سرور أنَّ المشروع واجه تحديات كان أبرزها الجانب التقني، حيث ورثت القناة بنية تحتية متهالكة و”أجهزة عفا عليها الزمن”، ومع ذلك، استطاع الفريق تجاوز هذا الواقع عبر تطوير بعض التجهيزات القديمة وتكييفها مع متطلّبات الهوية الجديدة، مدعوماً بخبرات محلية واستشارات فنية من الخارج.
وأضاف سرور أن التحدي الآخر هو أن تخرج الإخبارية بوجوه جديدة ومختلفة، وقال: “لقد أسسنا فريقا كاملا من المذيعين والمراسلين القادرين على أداء مهامهم بشكل مهني واحترافي، بعد أن خضعوا لدورات تدريبية مكثفة”.
الهوية البصرية والمهنية: صورة جديدة لسوريا
شكّلت الهوية البصرية للإخبارية إحدى أبرز أولويات الإدارة، وبحسب المدير سرور، فإنَّ الاهتمام بالصورة لم يكن شكلياً، بل نابعاً من الرغبة في كسر الصورة النمطية للإعلام الرسمي، وإطلاق واجهة حديثة تليق بـ”سوريا الجديدة”. وقد عمل على إنتاج هذه الهوية فريق متخصص، راعَى عناصر الجمال البصري، واللّغة البصرية الموحدة، وديناميكية الشاشة.
وكأيّ قناة رسمية، تمثّل الدولة، تعتمد الإخبارية على شبكة من المراسلين المنتشرين في جميع المحافظات، إلى جانب آليات صارمة للتحقق من الأخبار، وبروتوكولات مهنية تضمن تقديم محتوى موثوق ودقيق.
محطة تفاعلية.. في قلب الشارع
لا شك أنّه من أولويات الإخبارية أن تكون وسيطاً نزيهاً بين السوريين والحكومة، وأن تنقل صوت الشارع بموضوعية، بعيداً عن التجميل أو التهويل، كما أكَّد مدير القناة، جميل سرور، والذي أوضح أنَّ البرامج التي تمّ إعدادها لا تقتصر على السياسة والاقتصاد، بل تتناول قضايا الناس اليومية، وتسعى لخلق إعلام تفاعلي قريب من هموم المواطن.
وأضاف: “لن نغفل عن عالم السوشال ميديا، الذي تحوّل إلى منافس ومصدر في آنٍ واحد، خطتنا التحريرية تراعي هذا الواقع، ونسعى إلى التكامل لا التناقض مع المنصات الرقمية”.
ضرورة وطنية في زمن فوضى المعلومات
في ظلّ ما وصفه سرور بـ”فوضى الأخبار والمعلومات المضللة”، جاءت الإخبارية كرد على هذا التحدي، فهي القناة الرسمية الأولى في مرحلة ما بعد التحرير، وجاء اختيارها لتكون واجهة الإعلام الجديد نظراً لحاجة البلاد لمصدر أخبار موثوق، مسؤول، وصادق.
ولضمان الوصول إلى أوسع شريحة من الجمهور، تبث القناة على قمري نايل سات وسهيل سات، بالإضافة إلى تقنيات البث عبر الإنترنت IPTV، ومنصات التواصل الاجتماعي الرسمية.
ما بعد الانطلاقة: بناء الثقة واستعادة الدور
إنَّ انطلاقة قناة الإخبارية لا تمثّل فقط نجاحاً تقنياً أو مهنياً، بل إيذاناً بمرحلة إعلامية جديدة قوامها: الشفافية والمهنية، والتواصل المباشر مع الجمهور، تجسيداً لشعار الدولة الجديدة الساعية لاستعادة ثقة الناس، وبناء خطاب إعلامي يستند إلى الحق في الوصول إلى المعلومة الموثقة، ويتجاوز الخطاب الدعائي الذي هيمن لعقود حكمها النظام البائد.
ويعوّل على الإخبارية أن تكون حجر الأساس في هذا التحول، وأن تؤسس لمستقبل إعلامي وطني قوي، عصري، مستقل في مضمونه، ومسؤول في رسالته.
خدمة إخبارية على مدار الساعة
وستَبث القناة نشرات إخبارية متواصلة، ومواجز على مدار اليوم، وتغطيات مباشرة للأحداث الطارئة، على قمر “النايلسات” وفق الترددين 12303 H 27500/و11938 V 27500/، والقمر “سهيل سات” على التردد 11310 بالإضافة لتقنية الـ IPTV ومنصات التواصل الاجتماعي.
وتتوزع النشرات على الساعة الثانية عشر ظهراً، والرابعة عصراً، ونشرة ميدانية يشارك فيها مراسلي الإخبارية في المحافظات على الساعة الخامسة عصراً، بالإضافة لنشرة الثامنة مساءً.
ويقدّم “سوريا الليلة” قراءة تحليلية دقيقة لأهم الأحداث اليومية على الساعة العاشرة من مساء كل يوم، ولا يكتفي بسرد الوقائع، بل يسعى لتفسير السياقات الخفية وما يجري خلف الكواليس، ويفتح المجال للنقاشات المعمّقة التي تلامس هموم المواطن وتستشرف مستقبل المنطقة، مع تحليل التحولات الكبرى التي ترسم ملامح المرحلة القادمة في سوريا والعالم العربي.
برامج تلامس مختلف التوجهات
وتقدّم الإخبارية مجموعة من البرامج الهادفة التي يتشوق لها السوريون، على الصعد السياسية والحوارية والاقتصادية وكذلك الصحية، والتربوية، والتوعوية والاجتماعية، وبرامج تمسّ الشارع بمختلف توجهاته.
أبرز تلك البرامج “على الطاولة”، وهو برنامج سياسي يومي يسلّط الضوء على أهم القضايا الساخنة والمتعلقة بالشأن السوري ويتناول الموضوعات السياسية الحسّاسة عبر طاولة حوار، مع تحليل معمق ومناقشات مفتوحة.
ويهدف البرنامج إلى تقديم رؤية واضحة للأحداث الراهنة ويتيح فرصة للمشاهدين للتفاعل مع القضايا السياسية التي تؤثر في سوريا يُعرض البرنامج يومياً على شاشة الإخبارية باستثناء يوم الجمعة.
“بتوقيت سوريا”، هو برنامج حواري يومي يستضيف نخبة من الخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات التي تهم الشأن الداخلي السوري، يناقش البرنامج مواضيع متنوعة تتعلق بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
ويطرح مقدمو البرنامج أسئلة واستفسارات عميقة تهدف إلى تقديم تحليلات وأفكار جديدة تساعد في فهم الواقع السوري، كما يتيح للمشاهدين فرصة التفاعل مع الخبراء للحصول على رؤى واضحة ومعمّقة حول المواضيع المهمة التي تؤثر في حياتهم اليومية.
ويتشارك في تقديم البرنامج مجموعة من المذيعين المتميزين بإدارة الحوارات والوقوف على تفاصيل القضايا العامة، لتكون الصورة أقرب للمتابع وأكثر وضوحاً.
برنامج “سوريا الليلة” هو برنامج سياسي تحليلي يتناول القضايا الساخنة والمستجدات على الساحة السورية والعربية من منظور معمّق، يشرح ما وراء الخبر ويوضح أبعاده وتداعياته، يسلّط البرنامج الضوء على الملفات المعقدة التي تشغل الرأي العام، مستعرضاً تطوراتها الميدانية والسياسية، ومآلاتها المحتملة على الشارع السوري والعربي، من خلال استضافة نخبة من المحللين السياسيين والخبراء العسكريين.
“إشراقة سورية”، برنامج يومي يهدف إلى تسليط الضوء على القضايا الصحية، التربوية، التوعوية والاجتماعية التي تهم المواطن.
يقدّم البرنامج تفاصيل حية وواقعية من حياة السوريين، ويعرض قصص نجاح ومشاريع صغيرة تساهم في تحسين حياتهم، كما يتناول جوانب فنية وثقافية متنوعة، ويسلط الضوء على الأفكار الإبداعية والمواهب المحلية، ويُعرض البرنامج يومياً ويقدّمه مذيعون مختلفون في كل حلقة، ما يتيح للبرنامج التنوع في الطرح ويُعزّز التفاعل مع الجمهور.