السبت 18 ذو الحجة 1446 هـ – 14 حزيران 2025
دمشق
Weather
°33.5

الإمدادات العالمية في خطر.. الصراع الإيراني الإسرائيلي يرفع أسعار الذهب والنفط

الإمدادات العالمية في خطر.. الصراع الإيراني الإسرائيلي يرفع أسعار الذهب والنفط

انتقلت التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية لمواقع إيرانية إستراتيجية، إلى دائرة الفعل فجر الجمعة 13 حزيران، مع توجيه ضربة واسعة النطاق والتأثير، فقد تعرضت مواقع عسكرية بارزة للتدمير، وقتل أبرز قادة الجيش من الصف الأول، وعلماء التصنيع النووي.

ضربة غير مسبوقة

هذه الضربة غير المسبوقة، قالت إيران إنها جاءت بمباركة أميركية، وهذا ما عبر عنه صراحة الرئيس دونالد ترامب عندما قال إن “الولايات المتحدة منحت إيران العديد من الفرص للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، وإبرام صفقة، لكنها لم تتمكن من إنجازها رغم محاولاتها واقترابها من ذلك”.

ترامب في تصريحات لشبكة ABC الأمريكية عقب الضربة الإسرائيلية، شدد على أن الوقت حان لإيران للتوصل إلى اتفاق قبل تدهور الأوضاع أكثر، محذراً من أن الوضع الحالي يهدد ما كان يُعرف سابقاً بالإمبراطورية الإيرانية”.

ارتفاع أسعار الذهب والنفط

هذه التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وما سيتبعها، كان من تبعاته المباشرة ارتفاع في أسعار الذهب والنفط، وسط مخاوف أن تتأثر الإمدادات العالمية منهما.

فقد ارتفعت أسعار النفط في السوق العالمية عقب الضربة الإسرائيلية وبلغت الزيادة في سعر برميل النفط نحو 7 دولارات أمريكية، بمعدل 10 في المئة، وصل معها سعر برميل خام برنت إلى 76,4 دولاراً أمريكياً، وسعر برميل خام غرب تيكساس إلى 77,19 دولاراً أمريكيا.

تصاعد التوتر وعلاقته بارتفاع الأسعار

وفي الصدد، يقول سعود الرحبي مستشار في أسواق المال العالمية، إن الذهب والنفط يعدان من أهم الأصول التي تتأثر بشكل كبير بالتوترات الجيوسياسية، ولا سيما تلك التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مثل التوترات بين إيران وإسرائيل.

وأضاف أنه مع تصاعد هذه التوترات يرتفع سعر كلا الأصلين لأسباب مختلفة ومتكاملة. الذهب مثلا يعد الملاذ الآمن وقت الأزمات، ويُعرف تاريخيًا بأنه ملاذ آمن خلال فترات عدم اليقين والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة”.

الاندفاع نحو الذهب

وأشار إلى أنه عندما تتصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، يندفع المستثمرون نحو الذهب لعدة أسباب؛ منها حماية رأس المال، إذ يلجأ المستثمرون إلى الذهب لتحصين رؤوس أموالهم من تقلبات الأصول الأكثر خطورة، والتي غالبًا ما تنخفض قيمتها في أوقات الأزمات،.

وأوضح أن ثاني الأسباب لهذا التحول هو “التحوط ضد التضخم، إذ يُعتبر الذهب وسيلة فعّالة للتحوط ضد التضخم المرتفع، والذي قد ينتج عن ارتفاع أسعار النفط وتكاليف الإنتاج، وثالثا البحث عن الاستقرار، كون الذهب يوفر إحساسًا بالاستقرار في الأسواق المتقلبة، ويحافظ على قيمته عند اهتزاز العملات الورقية”.

التوتر يزيد الإقبال على الذهب

وربط الرحبي زيادة حدة التوترات بازدياد الإقبال على الذهب، ما يدفع أسعاره للصعود، ويرى أن مستوى 3450 دولارًا يعد حاجزًا سعريًا مهمًا، وفي حال اختراقه قد تواصل الأسعار ارتفاعها نحو 3500 دولار ثم 3650 دولارًا.

ولفت إلى أن ارتفاع أسعار النفط، يتعلق بعوامل أساسية ترتبط بالإمدادات والمخاطر الجيوسياسية، منها الخشية من اضطراب الإمدادات، في وقت تُعدّ إيران منتجًا رئيسيًا للنفط، ويمر جزء كبير من إمدادات النفط العالمية عبر مضيق هرمز.

وشدد على أن أي تهديد لهذا المضيق يعرقل تدفق النفط، ما يؤدي إلى نقص في المعروض وارتفاع حاد في الأسعار.

ورأى أن زيادة تكاليف المخاطر الجيوسياسية تعني أن المصدرين والمستوردين يدفعون تكاليف أعلى لتغطية المخاطر المحتملة لانقطاع الإمدادات، مما ينعكس على أسعار النفط.

قفزة فورية وحادة الأسعار

وأشار إلى أن التصعيد الحاد بين إيران وإسرائيل قد يؤدي إلى قفزة فورية وحادة في أسعار النفط، إذ يُمثل مستوى 76 دولارًا لخام النفط الأمريكي حاجزًا سعريًا هامًا، وفي حال اختراقه، قد تندفع الأسعار نحو 82 دولارًا ثم 87 دولارًا للبرميل.

وعن العلاقة بين أسعار الذهب والنفط، أكد الرحبي أنه من المهم ملاحظة أن ارتفاع أسعار النفط يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، ما ينعكس على أسعار المنتجات والخدمات، وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم.

وقال: “في ظل هذا السيناريو، يلجأ المستثمرون عادةً إلى شراء الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم المرتفع، حيث يُعتبر الذهب أداة لحفظ القيمة في مقابل العملات الورقية التي قد تفقد قيمتها عند أي هزة سياسية أو اقتصادية. وهنا تتضح العلاقة الطردية بين ارتفاع أسعار النفط والذهب”.

وختم بالقول إن أسعار الذهب تتأثر بالباحثين عن حماية ثرواتهم من المخاطر الجيوسياسية والتضخم، بينما تتأثر أسعار النفط بشكل مباشر بالمخاوف بشأن الإمدادات العالمية ونقص المعروض.