الأربعاء 7 محرم 1447 هـ – 2 تموز 2025
دمشق
Weather
°20.1

الدفاع المدني: استجبنا لـ 32 حريقا خلال أيام

حرائق مصياف بريف حماة

تواصل فرق الإطفاء في الدفاع المدني وفرق الإطفاء، عمليات إخماد الحرائق الحراجية المتجدّدة في شمال غربي سوريا، وسط ظروف صعبة تعيق وصول مركبات الإطفاء والكوادر إلى بؤر نيران متعدّدة لا تزال تنتشر بفعل الرياح النشطة.

وتشهد سوريا موجة حرائق في كل عام وهذا العام، وأسهم ارتفاع درجات الحرارة في انفجار مخلفات الحرب التي زادت من انتشار النيران، وسط صعوبات يواجهها الدفاع المدني في عمليات إخمادها.

32 حريقاً خلال أيام

قال مدير مديرية الدفاع المدني في اللاذقية عبد الكافي كيال، إن عدد الحرائق التي استجابت لها فرق الإطفاء خلال الأيام الأخيرة بلغ 32 حريقاً، معظمها في محافظة اللاذقية، لافتاً إلى أن 17 حريقاً منها كان حراجياً، دون وقوع أي خسائر بشرية، باستثناء بعض الإصابات الطفيفة في صفوف عناصر الدفاع المدني المشاركين في عمليات الإخماد.

وأضاف كيال في تصريح خاص لموقع الإخبارية السورية، أن النيران التهمت أكثر من 40 هكتاراً من الأراضي، في حين تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على غالبية الحرائق، وأن عمليات التبريد والمراقبة لا تزال مستمرةً في بعض المواقع التي يُحتمل إعادة الاشتعال فيها.

وأوضح كيال أن المناطق الأكثر تضرراً كانت في “جبل الأكراد وقرية الشلف ومنطقة التركمان في الريحانية وقرى ربيعة”، إضافة إلى مواقع جبلية متفرقة، مؤكداً أن فرق الرصد تواصل العمل للتأكد من سلامة جميع المواقع المتأثرة.

وأشار إلى نشوب النيران عند أطراف الأراضي الزراعية، وخاصة تلك المهجورة منذ عهد النظام البائد، إضافة إلى وجود ألغام وأسلحة متروكة، أدّى انفجارها إلى تسريع امتداد النيران في عدة مواقع، مدعومة بسرعة الرياح ودرجات الحرارة المرتفعة.

ودعا الأهالي إلى عدم إشعال النيران في المناطق الحراجية أو الزراعية، محذّراً من أن الشرر الناتج عن بعض الأعمال قد يؤدي إلى اندلاع حرائق واسعة يصعب السيطرة عليها، وخاصة في ظل وجود ذخائر غير منفجرة في عدة مناطق.

1500 حريق منذ بداية الشهر

أطلق وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، نداءً ميدانياً من موقع حرائق الغابات المشتعلة في ريف اللاذقية، محذراً من خطورة الوضع وتوسع رقعة النيران التي التهمت مساحات حراجية واسعة في محافظات الساحل والمنطقة الوسطى.

وقال الصالح في تسجيل مصوّر: “اليوم لدينا أكثر من 50 فريقاً ميدانياً يعمل بتنسيق مباشر بين وزارة الطوارئ، وفرق الدفاع المدني السوري، ووزارة الزراعة، منتشرين بين اللاذقية وطرطوس وتشرين وحماة وإدلب وعدة مناطق أخرى”.

وأكّد أن الطواقم تواجه حرائق متعددة في التوقيت ذاته، مما يضع ضغطاً كبيراً على الاستجابة الفورية، وأضاف: “نحن نستجيب لأكثر من حريق في نفس اللحظة”.

وأوضح أنه سُجّل منذ بداية شهر حزيران أكثر من 1500 حريق حراجي وزراعي، معظمها في مناطق وعرة وشديدة الانحدار، ما استدعى تفعيل الطائرات العمودية لأول مرة هذا الموسم، بالتعاون مع القوى الجوية، لتقديم الدعم في إخماد النيران.

سباق مع الزمن

وأكّد الوزير الصالح في منشور عبر منصة “X”، أن رجال الإطفاء يخوضون سباقاً يومياً مع الزمن لإخماد النيران وحماية الأرواح والممتلكات والغطاء النباتي، مضيفاً: “في كل يوم يواجه رجال الإطفاء الأبطال ألسنة اللهب.. إنهم حراس الحياة”.
ووجّه الصالح شكره إلى فرق الدفاع المدني وأفواج الحراج، وكذلك إلى أهالي مدينة مصياف، على دعمهم الكبير ومشاركتهم الفاعلة في عمليات الإطفاء، مؤكداً أن هذا الوعي الشعبي يعكس شعوراً عالياً بالمسؤولية الوطنية.

وأشار الوزير إلى أن موسم الحرائق ما يزال في بدايته، وأن المرحلة القادمة تتطلب جهداً متواصلاً لحماية الغابات والأحراج، رغم التحديات الأمنية والمخاطر الطبيعية.

وشدّد على أن الوزارة مصمّمة على حماية “الإرث الطبيعي الوطني”، مشيراً إلى أن الغطاء النباتي يشكل ثروة حيوية للسوريين، وعنصراً أساسياً في الحفاظ على التنوع البيئي ومواجهة آثار التغيّر المناخي.

وأوضح أن التحديات الأساسية تتعلق بسرعة انتشار النيران بسبب الرياح الشرقية وجفاف التربة وارتفاع درجات الحرارة، مؤكداً أن الجهود مستمرة لمنع تمدد النيران نحو المناطق السكنية والزراعية، وسط دعم لوجستي وفني متواصل.

وختم بالقول: “المعركة مع النيران لم تنتهِ بعد، ونحن مستمرون في واجبنا لحماية الناس والغابات، ونثمّن تضحيات فرق الإطفاء والدفاع المدني الذين يعملون على مدار الساعة”.