أكد السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية الثلاثاء 11 تشربن الثاني، أن زيارته إلى البيت الأبيض تمثل بداية استراتيجية جديدة للعلاقات بين دمشق وواشنطن، بعد ستة عقود من العزلة السياسية.
وقال السيد الرئيس، “منذ أكثر من ستين عاماً كانت سوريا بعيدة عن واشنطن ومعزولة عن معظم دول العالم وكان الخلاف بين البلدين عميقاً، وهذه هي المرة الأولى منذ عقود يزور فيها رئيس سوري البيت الأبيض”
وأشار السيد الرئيس إلى أن سوريا شاركت في العديد من المعارك ضد تنظيم الدولة خلال السنوات العشر الماضية وخسرت الكثير من الرجال، داعياً إلى تنسيق أمريكي مباشر مع الحكومة السورية بشأن مستقبل الوجود العسكري ومكافحة تنظيم الدولة داعش وكل ما بتعلق بالأمن الإقليمي.
وأضاف الرئيس الشرع أنه بحث مع نظيره الأمريكي فرص الاستثمار المستقبلية في سوريا، مشدداً على ضرورة النظر إلى سوريا كحليف جيوسياسي وفرصة اقتصادية، خاصة في مجال استخراج الغاز، لا كتهديد أمني.
وحول المحادثات مع إسرائيل، أوضح الرئيس الشرع أن الوضع السوري يختلف عن الدول المنضمة إلى اتفاقات أبراهام، مؤكداً أن سوريا ليست بصدد التفاوض حالياً في هذا المسار.
ولفت السيد الرئيس إلى أن إسرائيل تحتل الجولان، نافيا إجراء أي محادثات مباشرة معها حالياً، ومعتبرا في الوقت ذاته أن الإدارة الأمريكية يمكن أن تساعد في الوصول إلى نوع من التفاوض مع الجانب الإسرائيلي.
وأشار الرئيس الشرع إلى أن سوريا دخلت عهداً جديداً بعد النظام السابق المخلوع، ما يمهد لبناء استراتيجية جديدة مع واشنطن.
ونوه السيد الرئيس بجزء من المحادثات مع روسيا والتي ركزت على تسليم المطلوبين، بمن فيهم الرئيس المخلوع بشار الأسد، مستدركا حديثه بالقول، “لكن موسكو لديها موقف مختلف”.
وتابع الرئيس الشرع حديثه، “أنشأنا هيئة وطنية مستقلة للعدالة الانتقالية تضمن محاسبة كل من ارتكب جرائم بحق السوريين بمن فيهم بشار الأسد”.
كما كشف السيد الرئيس عن لقائه بوالدة الصحفي الأمريكي أوستن تايس، مؤكداً بذل أقصى الجهود للحصول على معلومات بشأن مصيره.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قد أعرب أمس الإثنين 10 تشرين الثاني، عن ثقته بالسيد الرئيس أحمد الشرع، واصفاً إياه بـ”القائد القوي”، ومؤكداً أنه “يحبه” ويؤمن بقدرته على إنجاح البلاد.
وقال ترمب في تصريحاته خلال لقائه بالرئيس الشرع في البيت الأبيض: “أنا على وفاق مع الرئيس السوري ونفعل كل ما يلزم لإنجاح سوريا”، مضيفاً أن “سوريا جزء كبير من الشرق الأوسط، ونريدها أن تنجح مع باقي دول المنطقة”.
وأكد الرئيس الأمريكي أن سوريا “مكان مذهل وفيها شعب عظيم”، مشيراً إلى أن إدارته تعمل مع إسرائيل على التفاهم مع سوريا، وأن السلام تحقق في الشرق الأوسط، واصفاً ذلك بـ”الأمر العظيم”.
كما كشف الرئيس ترمب أن هناك إعلانات مرتقبة بشأن سوريا، قائلاً: “نريد رؤية سوريا ناجحة للغاية، وأعتقد أن قائدها قادر على تحقيق ذلك”، مشدداً على أنه “أنهى ثماني حروب، وقريباً سينهي الحرب التاسعة”.
