اختتم السيد الرئيس أحمد الشرع ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، محادثات استمرت أكثر من ساعتين ونصف في الكرملين، تناولت تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والخدمية.
ووصل الرئيس الشرع إلى موسكو على رأس وفد رسمي، الأربعاء 15 تشرين الأول، في أول زيارة له منذ توليه رئاسة الجمهورية، برفقة وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، وأمين عام رئاسة الجمهورية ماهر الشرع.
محادثات مغلقة
وبدأ اللقاء بين الرئيس الشرع ونظيره بوتين بمحادثات مغلقة ضمّت عدداً محدوداً من المسؤولين، قبل أن تتواصل على طاولة إفطار عمل بحضور وفدي البلدين.
وقال الرئيس الشرع خلال لقائه بنظيره بوتين: إنّ “هناك علاقات ثنائية ومصالح مشتركة تربطنا مع روسيا”، مؤكداً أن سوريا تحترم جميع الاتفاقيات المبرمة مع روسيا.
وأوضح السيّد الرئيس أن سوريا الجديدة تعمل على إعادة ربط العلاقات مع كل الدول الإقليمية والعالمية، مضيفاً أنّ سوريا ستحاول إعادة ضبط علاقاتها مع روسيا والأهم هو الاستقرار في البلاد والمنطقة.
ترحيب روسي
في المقابل، رحّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسيد الرئيس الشرع خلال لقائهما في الكرملين، مشيراً إلى عمق العلاقات التي تربط سوريا بروسيا منذ أكثر من 80 عاماً.
وبيّن بوتين أنّ روسيا تحتفظ بعلاقات وثيقة مع الشعب السوري ونسعى إلى تطوير العلاقات مع دمشق، لافتاً إلى أنّ اللجنة الحكومية المشتركة بين روسيا وسوريا ستستأنف عملها.
وأشاد بوتين بالعلاقات الروسية-السورية، مؤكداً على أن العلاقات بين روسيا وسوريا لم تُبنَ يوماً على اعتبارات سياسية ظرفية أو مصالح محدودة.
وقال بوتين: “لم يربط روسيا مع سوريا أية علاقات منوطة بالحالة السياسية الراهنة أو المصالح الضيقة”.
وأضاف: “إن أكثر من 4000 طالب سوري يدرسون في روسيا ونعوّل على دورهم في تنمية الدولة السورية”.
روسيا جاهزة لتقديم الدعم
وفي السياق، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن سوريا تحتاج إلى إعادة إعمار واسعة للبنى التحتية وروسيا يمكنها تقديم الدعم في هذا الشأن.
وأكد نوفاك في تصريحات نقلتها وكالة روسيا اليوم، أن الجانبين اتفقا على عقد اجتماع للجنة المشتركة بين البلدين في أقرب وقت.
وأوضح أن قضايا الإمدادات الإنسانية إلى سوريا نوقشت خلال محادثات الرئيسين فلاديمير بوتين وأحمد الشرع في الكرملين.
وأشار إلى أن سوريا أعربت عن اهتمامها باستمرار تزويدها بالقمح والأدوية من روسيا.
ولفت نوفاك إلى أن موسكو ودمشق بحثتا التعاون في مجالات متعددة، من بينها السياحة والطاقة والنقل، مؤكداً أن روسيا مستعدة لمواصلة العمل في حقول النفط داخل سوريا.
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن وزارة الخارجية الروسية قامت بعمل هائل لتعزيز التعاون مع الحكومة السورية الجديدة.
زيارة تاريخية
وتأتي هذه الزيارة في لحظة مفصلية وتاريخية تمر بها سوريا بعد طي صفحة الحقبة السابقة التي سبقت عهد تحرير البلاد من النظام البائد، حيث تؤكد الحكومة السورية التزامها بمراجعة وإعادة تقييم الاتفاقيات التي أبرمت مع موسكو في الماضي والتي شابها الكثير من الغموض وتعارضت مع المصلحة الوطنية.
وتسعى إدارة السيد الرئيس الشرع إلى بناء علاقات جديدة مع روسيا على أسس قوامها الاحترام المتبادل والشفافية والاعتراف الكامل بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، إذ لم يعد المسار الدولي لسوريا قائماً على اصطفافات ضيقة، بل على انفتاح متوازن مع الشرق والغرب في إطار من السيادة والكرامة الوطنية.