أكد شيخ عقل طائفة الموحدين المسلمين الدروز حمود الحناوي، أن ما جرى في محافظة السويداء أمس، عمل فردي لا يمثل المجتمع ويجب أن يحاسب المسؤول عنه.
وقال الشيخ الحناوي في حديث للإخبارية: “نحن لا نستنكر ما حصل فقط، بل هو أمر مرفوض بشكل قاطع ولا يمكن أن نقبل به، وهو يخالف الأخلاق والصفات التي عرفنا بها على مر التاريخ”.
وأضاف أن “محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور، شخصية اعتبارية لها مكانتها واحترامها ومقامها الرفيع لدينا لأنه يمثل الجهة الرسمية التي تقوم بإدارة الحياة الآمنة للناس، وهي مسؤولية وطنية ومصيرية ومستقبلية”.
وتابع الشيخ الحناوي: “بصفتي مرجعية في الطائفة، لا يمكن أن نقبل هذا التصرف لأنه مرفوض في قيمنا وأخلاقنا وحتى ديننا”، وأوضح أن من ارتكبوا هذا الفعل لا يقدرون المسؤولية ولا يقيمون نتائج هذه التصرفات الخارجة عن القانون، مؤكدا أنها تصرفات شنيعة ولا يمكن أن تأتي من إنسان ملتزم بآداب أهله.
وأشار الشيخ الحناوي إلى أنه تواصل مع المحافظ البكور مرتين، وأكد أن المحافظ أبدى حرصه على حقن الدماء وأمن واستقرار المحافظة، ونقل عن البكور قوله: “أنا لا أقبل أن تراق نقطة دم واحدة بسببي”، وهذا الكلام صادر عن شخص يشعر بالمسؤولية ويتحمل عبئها وتبعاتها.
وتأتي تصريحات الشيخ الحناوي بعد أن اعتدت مجموعةٌ مسلَّحة خارجة عن القانون على مبنى محافظة السويداء، وأشهرت الأسلحة الرشاشة في وجه المحافظ البكور والموظفين وحرس المبنى، بعد أن أغلقوا الأبواب بهدف إطلاق سراح أحد المدانين بعدة قضايا سرقة في دمشق خلال حقبة النظام البائد تربطهم صلة قرابة.
وقال المحافظ البكور في حديثه للإخبارية أمس، إن فصائل السويداء الوطنية وعلى رأسها “لواء الجبل” تدخلت وتمكنت من طرد المجموعة الخارجة عن القانون، فيما تكفّلت حركة رجال الكرامة بتأمين طريق خروجه من المكان بسلام بعد احتدام الموقف.
وشدد على أنَّ فرضَ القانون وحمايةَ الأمن في محافظة السويداء هو خيارٌ لا رجعةَ عنه، والدولة ستعمل يداً بيد مع كلِّ الوطنيين الغيورين من أبنائها لضمان استقرارها، ولن تتهاونَ في مواجهة أيِّ محاولةٍ لزعزعة الأمن أو المساس بمؤسسات الدولة، كما لن تسمحَ لأي كان أن يشرعن العنفَ أو الفوضى تحت أي ذريعة.
وتعد هذه الواقعة الخطيرة التي تهدَّد السلم الأهلي، وتعتدي على رمز إداري يمثل سيادة الدولة، هي الأولى من نوعها، بمحافظة السويداء، التي تشهد تفلّت مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، متهمة بارتكاب انتهاكات أمنية خطيرة، وهو ما يثير قلق المجتمع المحلي في المحافظة، لما تشيعه من مناخ تحكيم السلاح ومخالفة قوانين الدولة.
وسبق أن شهدت محافظة السويداء مطلع شهر أيار الجاري، بدء تنفيذ اتفاق أمني، جرى التفاهم عليه بين الحكومة والمرجعيات الدينية والاجتماعية في السويداء، يقضي بانتشار وحدات الأمن العام في المحافظة، وتفعيل دور مؤسسات الدولة، ورفض مشاريع التقسيم، إلى جانب تأمين طريق السويداء – دمشق كأولوية وطنية.