شهدت محافظة السويداء حادثة خطف مروّعة لعائلة مكوّنة من ستة أفراد، بينهم أطفال ونساء، على طريق درعا-السويداء، حيث طالب الخاطفون بفدية مالية بلغت 600 ألف دولار أمريكي، ما دفع عشيرة “العكيدات” التي ينحدر منها المخطوفين إلى تحريك مجموعات من أبناء العشيرة للضغط على الخاطفين والإفراج عن أفراد العائلة.

تحذيرات من اشتعال فتنة

بدوره، حذر الشيخ سامي الهفل أحد شيوخ قبيلة العكيدات، من تفاقم التوتر بين العشائر والأمن العام بعد اختطاف عائلة مكونة من أربع فتيات وشابين في المنطقة الواقعة بين محافظتي السويداء ودرعا.

وأوضح الشيخ الهفل أن العائلة المختطفة كانت تعمل منذ ثلاث سنوات لدى شخص يدعى عقبة غبرة في مزرعة لتربية الأغنام والزراعة، وأنها غادرت موقع العمل يوم الثلاثاء بعد تسلّم مستحقاتها، قبل أن تختطف في اليوم التالي.

وأشار في تصريح خاص لموقع الإخبارية، السبت 7 تشرين الثاني، إلى أن مقطع فيديو نشر لاحقاً أظهر مطالبة الخاطفين بفدية قدرها ستمئة ألف دولار.

ودعا الشيخ الهفل إلى تهدئة الأوضاع ومنع تفاقم التوتر، مؤكداً أن استمرار التصعيد سيقود إلى فوضى وفتنة يصعب السيطرة عليها.

كما دعا أبناء القبيلة وأهالي المخطوفين إلى الصبر وضبط النفس، مؤكداً أن القضية قيد المعالجة من قبل الدولة وأن الحل النهائي بيد الجهات الرسمية.

وأوضح أن أي تصرّف خاطئ تجاه المخطوفين سيُحاسب عليه صاحبه، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من العملية هو إشعال الفتنة وزعزعة أمن الدولة.

وأكد أن مدير الأمن الداخلي في السويداء سليمان عبد الباقي يتابع الموضوع بدقة، وأن التواصل مستمر مع ذوي المخطوفين لضمان سلامتهم.

وشدد الشيخ الهفل على ضرورة تجنب التجمعات والمبادرات الفردية التي قد تؤدي إلى تبعات وخيمة، مؤكداً أن الدولة هي الجهة المسؤولة عن معالجة الملف وإنهاء الأزمة ضمن الإجراءات القانونية.

أمن السويداء: توصلنا إلى معلومات دقيقة حول قضية المخطوفين

من جهته، أكد مدير أمن محافظة السويداء الشيخ سليمان عبد الباقي، في تصريح خاص لموقع الإخبارية، أن الجهات المعنية توصلت إلى معلومات دقيقة حول قضية المخطوفين في محافظة السويداء، وأن التواصل تم مع الأحرار والشرفاء في المحافظة للتعاون في إطلاق سراح المخطوفين.

وأوضح الشيخ عبد الباقي أن أي عملية خطف تعد جريمة، وأن من يقوم بها يعد خارجاً على القانون وسيحاسب على فعلته، مشيراً إلى أن الأجهزة المعنية تعمل على متابعة المعطيات المتوفرة لضمان حل القضية.

ودعا الشيخ إلى ضرورة عدم وقوع أي فوضى أو تصعيد، مؤكدا أن التصعيد لن يخدم سوى من يسعى لإشعال الفتنة بين أبناء الوطن.

اختطاف عائلة من السويداء

وتعرضت العائلة المكوّنة من ستة أفراد والتي تنحدر من محافظة دير الزور للاختطاف مساء الخميس، على طريق درعا-السويداء، حيث طالب الخاطفون بدفع فدية بلغت 600 ألف دولار أمريكي مقابل الإفراج عنهم، ما دفع ذوي العائلة إلى إطلاق تحذيرات ونفير عام رداً على الحادثة.

وتشمل العائلة أطفالاً ونساءً، بينهم طفل يبلغ من العمر سنتين ونصفاً وفتاتان بعمر 15 عاما،ً وتنتمي إلى عشيرة “العكيدات” بمحافظة دير الزور.

وطلب الخاطفون من ذوي العائلة 100 ألف دولار عن كل شخص، وفق تسجيلات مصورة، والتي أظهرت رجلين في مقطعين منفصلين، أحدهما شبه عارٍ ومعصوب العينين، يطالب فيه المخطوفون ذويهم بدفع النقود قبل يوم السبت المقبل، محذرين من قتلهم أو تسليمهم إلى قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

وكانت العائلة، المنحدرة من قرية غريبة وتنتمي إلى عائلة عساف، في طريقها إلى منطقة الكرية بين درعا والسويداء عندما وقعت ضحية عملية الاختطاف.