الأربعاء 22 جمادى الأولى 1447 هـ – 12 تشرين الثاني 2025

الصحة العالمية تحذر من خفض تمويل الخدمات الطبية في سوريا

الصحة العالمية تحذر من خفض تمويل الخدمات الطبية في سوريا

أصدرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء 4 تشرين الثاني، تقريراً حذرت فيه من انهيار الخدمات الأساسية في سوريا، وسط نقص التمويل وازدياد الحاجات الصحية.

وقالت المنظمة، إن 58% فقط من المستشفيات و23% من مراكز الرعاية الأولية تعمل بشكل كامل، مما يهدد جهود التعافي الوطني.

وحسب القائمة بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا كريستينا بيثكي فإن الخدمات على الأرض لا تزال هشة للغاية كما إن احتياجات الرعاية الصحية في ازدياد مستمر.

وحذرت بيثكي من انهيار النظام الصحي في لحظة يقترب فيها التعافي وذلك من دون دعم طويل الأمد يمكن التنبؤ به.

وأكدت ممثلة المنظمة أن 7.4 مليون شخص شهدوا بالفعل تقلصا في إمكانية الحصول على الأدوية والعلاج.

كما أوضحت أن الجفاف والمياه غير الآمنة وسوء الصرف الصحي تفاقم تفشي الكوليرا وداء الليشمانيات والقمل والجرب، بينما يهدد نقص الكهرباء سلاسل التبريد وضخ المياه وعمليات المستشفيات.

ووفق تقرير المنظمة فإنه في غضون شهرين فقط نتج عن هذا الأمر أن 210 ألف إحالة و122 ألف استشارة لحالات الصدمات لم تتم، وتمت 13,700 ولادة بدون مساعدة طبية مؤهلة، فيما لم يتمكن الناس من الوصول إلى 89 ألف استشارة في الصحة النفسية.

وأضاف تقرير المنظمة أن 417 منشأة صحية تضررت من نقص التمويل، فيما أوقفت أو خفضت 366 منشأة خدماتها منذ منتصف العام الجاري.

كما لفت إلى أن 7.4 ملايين شخص فقدوا القدرة على الحصول على الأدوية والعلاج، الأمر الذي أدى إلى منع آلاف الاستشارات الطبية والولادات الآمنة.

وسلطت المنظمة الضوء في تقريرها على مستشفى الحسكة الوطني الذي يخدم أكثر من 300 ألف شخص في شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أن المستشفى بات يعاني من خطر توقف التمويل الشهر المقبل.

كما أن توقف الدعم عن مستشفى الكسرة في دير الزور أدى إلى تعطّل معظم الأقسام، مع استمرار غسيل الكلى والعلاج الفيزيائي فقط.

وختمت المنظمة تقريرها بالتأكيد على أن الأمم المتحدة وشركاءها بحاجة إلى 565.5 مليون دولار لدعم القطاع الصحي، لكنهم لم يتلقوا سوى 20% من هذا المبلغ حتى الآن.

وشهدت سوريا منذ اندلاع الثورة واحدة من أعقد المشاكل الإنسانية، حيث كان قطاع الصحة من أبرز القطاعات المتضررة بفعل آلة النظام البائد، إذ لم تقتصر الأضرار على تدمير المستشفيات ونزوح الكوادر الطبية، نتيجة حملات الاعتقال الممنهجة وقصف المرافق الصحية من قبل النظام البائد، بل امتدت لتطال المؤشرات الصحية الأساسية، كوفيات الأطفال، وانتشار الأمراض المعدية، وسوء التغذية، وتراجع مستويات الرعاية الصحية الأولية.

المصدر: الإخبارية