أجرى القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا، ميخائيل أونماخت، جولة ميدانية داخل الأرشيف العقاري في مدينة حمص، حيث وثق حالة تدهور آلاف الملفات الورقية التي يمثل بعضها المصدر الوحيد لإثبات الملكيات العقارية لدى السكان.
وتأتي هذه الزيارة، وفق ما كشف أونماخت عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، اليوم 18 تشرين الثاني، بتنظيم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، وفي سياق مشروع أوروبي لتمويل تحديث الأرشيف وتحويله إلى نظام رقمي حديث.
وأشار أونماخت خلال الجولة إلى أن “تاريخ مدينة كامل محفوظ على الورق بين هذه الأكوام”، مؤكداً أن شريحة واسعة من السكان ما تزال تعتمد على هذه السجلات القديمة لإثبات حقوقها العقارية.
وقال إنّ المشروع المموّل من الاتحاد الأوروبي يهدف إلى حماية حقوق الناس من الضياع أو التلاعب عبر الرقمنة، وخاصة أن الأرشيف الحالي يعاني من الإهمال.
وأضاف أن هذا المشروع “يمهد للانتقال إلى نظام رقمي حديث يحفظ الملكيات ويمنع ضياعها أو النزاعات القانونية” مستقبلاً.
ويأتي هذا المشروع ضمن مساعي الاتحاد الأوروبي لدعم استقرار سوريا ومساهمته في إعادة إعمارها بعد سنوات من الحرب التي شنها النظام البائد على الشعب، وذلك من خلال حماية الحقوق المدنية (مثل ملكية العقارات) وبناء البنى التحتية المؤسسية (مثل الأرشيف الرقمي).
وتعكس زيارة أونماخت إلى أرشيف حمص تحولاً في نهج الاتحاد الأوروبي نحو سوريا، ليس فقط عبر تقديم مساعدات، بل من خلال الاستثمار في مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، والدعم طويل الأجل لحفظ الحقوق وتمكين المواطنين من إعادة بناء حياتهم.
