الجمعة 9 ذو الحجة 1446 هـ – 6 يونيو 2025
دمشق
Weather
°18.1

“اللاذقية نحن أهلها”.. مبادرة خدمية واسعة تعزز التعاون بين المجتمع والحكومة

"اللاذقية نحن أهلها".. مبادرة خدمية واسعة تعزز التعاون بين المجتمع والحكومة

أطلقت محافظة اللاذقية حملة خدمية بعنوان “اللاذقية نحن أهلها”، بمشاركة مجتمعية واسعة ودعم من منظمات إنسانية وجمعيات أهلية، لتحسين الواقع الخدمي والبنية التحتية في المدينة، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي.

وتضمنت الحملة التي انطلقت برعاية محافظ اللاذقية محمد عثمان، تنفيذ عدد كبير من الأنشطة في مختلف أحياء المدينة، منها تنظيف وتعبيد الشوارع، وترميم الحدائق والساحات، وتركيب أجهزة إنارة حديثة، إضافةً إلى إطلاق مجمع “أسواق الخير” لتوفير المواد الأساسية للمواطنين بأسعار مخفضة.

تعاون مجتمعي وحكومي

وأوضح المسؤول عن حملة “اللاذقية نحن أهلها” محمود إسماعيل في تصريح للإخبارية أن هدف المبادرة هو تكريس مفهوم العمل المشترك بين المجتمع المدني والفرق التطوعية والجهات الحكومية، حيث نُفّذت مشاريع خدمية في عدد كبير من المواقع، وتركّزت الجهود على الإنارة العامة، وحملات النظافة، وإعادة تأهيل الطرق، وإزالة الحواجز القديمة، وطمس معالم النظام البائد وتجميل الحدائق العامة.

وأشار إسماعيل إلى أن الحملة شهدت مشاركة واسعة من الفرق التطوعية، والجمعيات الخيرية، وعدد من التجار، والتجمعات الأهلية والفعاليات الاقتصادية، مؤكداً أن دور المحافظة والبلديات كان محوريا من خلال تأمين الآليات، وتنظيم الأعمال ميدانيا، وتوفير التغطية الإعلامية.

إنارة خارج التقنين ومشاريع نظافة

وفي إطار حملة “اللاذقية نحن أهلها” وبغرض تحسين البنية التحتية، أنجزت الشركة العامة لكهرباء اللاذقية بالتعاون مع المجتمع المحلي مشروع إنارة شارع “نزلة الرمل الجنوبي” عبر تركيب 50 جهازاً يعمل بالطاقة الشمسية، كما نُفّذت مشاريع مشابهة في حي الطابيات، وشارع بورسعيد، قرب قسم شرطة الصليبة، إضافة إلى الشارع المحاذي لحديقة المارتقلا الذي أنير بـ18 جهاز LED يعمل على التيار المباشر.

وتميّزت هذه الأجهزة بإعفائها من برامج التقنين الكهربائي، ما يضمن إنارة مستمرة ليلاً، ويعزز من السلامة المرورية والمظهر الحضري.

كما شهدت الحملة تنظيم عدة مبادرات تطوعية، أبرزها من تجمّع مساجد الصليبة الذي أطلق حملة نظافة شملت قوس النصر وطريق الحفة، إضافة إلى مبادرة “إيد بإيد” في حي دمسرخو بالتعاون مع مجلس المدينة لصيانة الطرق والحدائق.

وفي مدينة الحفة، نُفّذت أعمال تنظيف واسعة بإشراف مؤسسة البيئة النظيفة، بمشاركة فرق تطوعية، في سياق تحسين الواقع البيئي والخدمي.

مشاريع ترميم وتزفيت واسعة

وضمن استمرار أعمال المبادرة باشر مجلس مدينة اللاذقية بترميم الطرق في أحياء علي جمال، والصليبة، وساحة سوق السمك، بتمويل من صندوق تبرعات الحملة، كما تم زُفِّتت الشوارع الرئيسة مثل شارع سوق التجار في حي أوغاريت وشارع العروبة، إلى جانب ترميم الحفريات العميقة في شارع ميسلون.

وفي الريف، قامت مديرية الخدمات الفنية بجولات ميدانية إلى كسب وقرى جبل التركمان، وشملت أعمال التوسيع طرقا حيوية في قرى بابنا، وشريف، والبقعية، إضافة إلى طريق غمام، وطريق أم الطيور والنبعين السياحيين.

وفي السياق ذاته، نفذت المحافظة أعمال حفر وصب فوهات مطرية ضمن مشروع خط مطري لحماية المنطقة، إلى جانب إصلاحات إسعافية على طريق M4 الرابط بين إدلب واللاذقية، لتسهيل حركة المرور.

ترميم مرافق عامة وأثرية

وفي سياق التكامل بين المجتمع المحلي ومؤسسات الدولة، تبنى أحد رجال الأعمال عملية إعادة تأهيل حديقة “أبي تمام”، كما ساهمت مؤسسة “نعمة الإغاثية” في أعمال ترميم وإعادة افتتاح حديقة “الجمل”، وشهدت قلعة صلاح الدين الأيوبي إعادة افتتاح المصلّى الداخلي فيها، بعد أن أهلته جمعية دار العطاء الخيرية، بحضور مسؤولين رسميين.

كما نفذ فريق “بلدك أمانتك” ترميماً للدرج الثقافي في المدينة، في خطوة تعكس التفاعل الشعبي مع مبادرات تطوير البيئة الحضرية.

كذلك تواصل الفرق التطوعية المشاركة في الحملة بتنفيذ مبادرات طلاء المنصفات، وإزالة الحواجز القديمة والبراكيات (البسطات)، في إطار طمس معالم النظام البائد وتوسيع المساحات العامة، وتعمل بلدية اللاذقية على إزالة المخلفات القديمة من الساحات الرئيسية لتحسين المشهد العام وتعزيز الطابع الحضاري للمدينة.

تحسين الواقع البيئي ومكافحة الحشرات

وقادت مؤسسة البيئة النظيفة حملات رش مبيدات في معظم أحياء المدينة لمكافحة الحشرات والوقاية من الأمراض، كذلك عملت محافظة اللاذقية على تأهيل الأحواض الزراعية في المدينة بدعم من صندوق التبرعات، إلى جانب إطلاق مشروع لزراعة 2000 غرسة زينة في المرحلة الأولى، برعاية مؤسستَي “إنسان” و”البيئة النظيفة”، وبمشاركة الكشافة ورابطة المهندسين.

كذلك تواصل الحملة تنفيذ مبادرات طلاء المنصفات، وإزالة الحواجز القديمة والبراكيات (البسطات)، في إطار طمس معالم النظام البائد وتوسيع المساحات العامة، وتعمل بلدية اللاذقية على إزالة المخلفات القديمة من الساحات الرئيسية لتحسين المشهد العام وتعزيز الطابع الحضاري للمدينة.

“أسواق الخير”.. ومؤتمر استثماري

افتتح وزير التجارة الداخلية ماهر خليل الحسن ومحافظ اللاذقية محمد عثمان مجمع “أسواق الخير” في أفاميا، لتقديم المواد الأساسية بأسعار مدعومة، عبر تقليص الوساطة بين المنتج والمستهلك، في خطوة لتخفيف الأعباء الاقتصادية ودعم الأسواق المحلية.

وعلى هامش حملة “اللاذقية نحن أهلها”، نُظِّمت جلسة حوارية تحضيرية للمؤتمر الاستثماري المرتقب، بمشاركة فعاليات اقتصادية واجتماعية، وناقشت الفرص الاستثمارية المتاحة في المحافظة، وسبل تعزيز التنمية المحلية، بما يتماشى مع أهداف المبادرة في إشراك المجتمع بصياغة مستقبل المحافظة الاقتصادي والخدمي.

وتعد المبادرات المجتمعية المشتركة بين الفعاليات الأهلية والحكومة عاملا حاسما في إطار التنمية المحلية وتحسين واقع الخدمات في المدن والبلدات التي كانت تعاني من الإهمال أو التي دمرتها آلة حرب النظام البائد، حيث شهدت البلاد على مدار الأشهر الماضية عدة مبادرات في ذات السياق، منها مبادرة مهمة أطلقها أبناء جسر الشغور في إدلب، لترميم المشفى الوطني وإعادة تأهيله ليعود ويقدم خدماته الطبية لمئات آلاف العائلات في المنطقة.