السبت 26 ذو القعدة 1446 هـ – 24 مايو 2025
دمشق
Weather
°23.2

المتحدث باسم وزارة الداخلية يكشف عن خطة إصلاح شاملة لإعادة حوكمة الأجهزة الأمنية

نور الدين البابا

أكّد المتحدث الرّسمي باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أن الوزارة تعمل على إعادة حوكمة الإجراءات وأتمتة المعلومات وتجهيز بطاقات شخصية بهوية بصرية جديدة تواكب سوريا الجديدة.

وأوضح البابا خلال مؤتمر صحفي، السبت 24 أيار، أن وزارة الداخلية عقدت في 22 أيار جلسةً تشاورية مع عدد من الكفاءات الوطنية، تضم عدة اختصاصات حقوقية وإدارية وشرطية منشقة عن النظام البائد، لطرح الهيكلية الإدارية الجديدة للوزارة ومناقشتها، وإطلاع الحاضرين على رؤيتها.

ولفت المتحدث إلى أن الجلسة التي جرت تُعد الأولى من نوعها في تاريخ وزارة الداخلية في سوريا، والغاية الأساسية منها تطبيق الشفافية والمشاركة ضمن ما يَسمح به واقعنا، ومناقشة الهيكلية التي حصلت على الموافقة الرئاسية تمهيداً لبدء تطبيقها بشكل تدريجي خلال الفترة المقبلة.

وبيّن البابا أن الوزارة دمجت جهازي الشرطة والأمن العام في جهاز واحد تحت مسمى قيادة الأمن الداخلي في المحافظة، ويرأسه قائد واحد يمثل وزير الداخلية في المحافظة، وتتبع له عدة مديريات في المناطق التي تشكل جغرافية المحافظة، وسيكون عدد قيادات الأمن متناسباً مع عدد المحافظات.

هوية بصرية جديدة

وعلى صعيد الإدارة العامة للشؤون المدنية، قال المتحدث إن الوزارة تعمل على إعادة حوكمة الإجراءات وأتمتة المعلومات وتجهيز بطاقات شخصية بهوية بصرية جديدة تناسب سوريا الجديدة الحرة، رغم المعاناة الكبيرة بسبب البنية التحتية والرقمية السيئة، والإجراءات الإدارية القديمة عديمة الجدوى التي كانت مفروضة سابقاً، والسياسات غير المنضبطة، مع تخريب كبير تعرضت له المرافق الخاصة بالإدارة.

وأوضح أيضاً أن الوزارة استحدثت إدارات متخصصة بتلقي الشكاوى ومتابعة الأخطاء ومحاسبة التجاوزات السلوكية، وسيتم تخصيص خمس دوائر مركزية للشكاوى تتبع لإدارة العلاقات العامة، وسيتم قريباً إطلاق تطبيق خاص بالشكاوى.

الأمن الرقمي

وأشار البابا إلى أن الوزارة أنشأت إدارات منفصلة لكل من الاتصالات، والشبكات المعلوماتية، والأمن السيبراني، وأمن الاتصالات، بهدف مواكبة العصر وحفظ خصوصية بيانات الوزارة والمواطنين، ومواجهة تهديدات الاختراق الرّقمي والجرائم الإلكترونية، إضافة إلى إعداد أبرز التطبيقات التي تحتاج إليها الوزارة لخدمة المواطنين.

وبيّن أنه تم تأسيس إدارة خاصة للسجون والإصلاحيات لتكريس مبادئ حقوق الإنسان وإعادة تأهيل السجين ليعود فرداً نافعاً لنفسه ولمجتمعه، وأن تكون السجون وسيلة لإنفاذ القانون وتقويم السلوك مع حفظ كرامة السجين وضمان حقوقه وصون إنسانيته.

وأوضح أن الوزارة تعاني بشكل كبير مع موضوع السجون، بسبب ماخلّفه النّظام البائد الذي سَلب منها أدنى مقومات الإنسانية والكرامة، وهي شاهدة على إجرامه في حق عشرات آلاف السوريين من المخطوفين والمعتقلين والمغيّبين قسراً والمفقودين، وأن العمل جارٍ على إعادة بناء سجون عصرية بمواصفات إنسانية.

إدارة المباحث الجنائية

وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية أنه تم تغيير اسم الأمن الجنائي، كونه يشكل ذكرى سلبية في ذاكرة السوريين، ليصبح إدارة المباحث الجنائية، وسيكون ملف مكافحة الجرائم الإلكترونية والابتزاز من أبرز اختصاصاته.

كما أكّد على تعزيز دور إدارة مكافحة المخدرات، قائلاً: “نعمل على تطويرها أكثر لأهميتها داخل سوريا وخارجها، وبخاصة بعد أن حول المخلوع سوريا لأكبر مورد كبتاغون، ورغم حداثة إعادة تشكيل الإدارة استطاعت بسرعة أن تتحول إلى شريك مهم لدول الجوار في مجال مكافحة المخدرات، ويجري العمل حالياً على تطوير دورها في مجال مكافحة الإدمان عبر افتتاح مراكز جديدة لعلاج الإدمان مع تطوير المراكز القديمة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة”.

وأشار إلى أن وزارة الداخلية ورثت إدارة مرور ينخرها الفساد والتخلف، لذلك تم إعداد رؤية مرورية تقوم على مفهوم المدينة الذكية، بحيث تقوم التكنولوجيا بمهام رجل المرور، ما يُقلص مساحة الفساد، ويزيد كفاءة الإدارة، ويسرع في معالجة القضايا.

استحداث إدارات جديدة

وكشف المتحدث عن استحداث إدارة الشرطة السياحية الخاصة بتأمين المواقع السياحية وزوارها، لافتا إلى أن هذه الشرطة ستُدرب أفرادها على إتقان اللغات الأجنبية والتعامل مع الجنسيات المختلفة لتعزيز السياحة، وإيماناً بدورها المهم في رفد الاقتصاد الوطني، وتعريف العالم بحضارة سوريا.

وبيّن البابا أنه بسبب تزايد جرائم الانتهاكات الإنسانية دولياً، ولصون كرامة الإنسان وحقوقه، قمنا باستحداث إدارة مكافحة الاتجار بالبشر، التي تقوم على مكافحة شبكات الدعارة وتهريب البشر والاتجار بالأعضاء والتّسول وغيرها.

ونظراً للأهمية البالغة لأمن الحدود وضرورة الحفاظ على علاقة إيجابية مع دول جوار سوريا الصديقة، تم استحداث إدارة حرس الحدود التي تُعنى بسلامة حدود سوريا البرية والبحرية، وتكافح الأنشطة غير القانونية عبرها، بالتنسيق مع دول الجوار، ولاسيما موضوع تهريب المخدرات والبشر والجماعات الإرهابية.

ووفق البابا فقد تم أيضاً استحداث أمن الطرق لحماية الطرق الرئيسية وشبه الرئيسية، ومنها الطرق الدولية والمطارات وخطوط الاتصال والمعلومات وخطوط الطاقة المارة بقربها.

ولفت إلى أنه تحسباً لأي تهديد مفاجئ تم إنشاء إدارة المهام الخاصة، والتي ستتألف من عدة وحدات تدريب عالٍ ومواصفات مميزة لأفرادها لمواجهة أي مخاطر لأحداث الشغب أو عمليات احتجاز الرهائن.

وأوضح أن سوريا شهدت نشاطاً سياسياً مميزاً وتترقب انفتاحاً اقتصادياً كبيراً، لذلك تم استحداث إدارة الحماية والأمن الدبلوماسي التي تعنى بتأمين المنشآت الحيوية والمرافق الحكومية والبعثات الدبلوماسية والشخصيات الرفيعة.

إدارة مكافحة الإرهاب

وقال: “تواجه سوريا تحديات كبيرة من قبيل الجريمة المنظمة والجماعات التكفيرية والتنظيمات الإجرامية العابرة للحدود، لذلك تم استحداث إدارة مكافحة الإرهاب التي تعنى بتفكيك التهديدات الأمنية داخل سوريا، وتكون على تنسيق عالٍ مع جهاز الاستخبارات العامة، لتصبح سوريا ركيزة أساسية في الأمن الإقليمي والعالمي.

وتابع: “لقد قدم النظام البائد الأمن على أنه منظومة قمعية إرهابية موجهة ضد الشعب، ونسعى لتقديمه ركيزة أساسية لازدهار سوريا، لذلك تم إنشاء إدارة القوى البشرية التي تعمل على تطوير الكوادر ضمن الوزارة واستغلال طاقاتهم لأفضل ما يصون أمن سوريا، وستعمل الإدارة في ذلك على استحداث أكاديمية للعوام الأمنية والشرطية، ومراكز دراسات ترفد الوزارة بما يلزمها من كفاءات عالية وأبحاث علمية دقيقة تسهم في تطوير عملها”.

وبيّن البابا أنه تم إحداث إدارة التوجيه المعنوي، التي تعنى بتعزيز السلوك الإيجابي لدى منتسبي الوزارة، وتنمي فيهم الانتماء الوطني الواسع بعيداً عن الانتماءات التفريقية والحزبية، وتجعلهم في عملهم الأمني يتمثلون قيَم الكرامة والعدالة وصون حقوق الإنسان التي قامت عليها الدولة السورية الجديدة، وبغياب التربية السلوكية وضعف الانتماء الوطني عند منتسبي وزارة الداخلية ستزداد التجاوزات وتكبر مساحات الخطأ والفساد.

وختم المتحدث باسم وزارة الداخلية مؤتمره الصحفي بالتأكيد على أن الوزارة ليست أداة قمعية أو جهة متجبرة على الشعب، بل جهة تضمن السلم الأهلي وسيادة القانون والأمان اللازمين للازدهار والتقدم، ولا ترى نفسها المعني الوحيد في ذلك، مبيناً أن المجتمع شريك رئيسي في صنع حالة الأمان والاستقرار.