شكّل افتتاح المركز الشّامل لعلاج أمراض القلب في مشفى الزراعة بمحافظة إدلب، نقلة نوعية لجهة تقديم خدمات تشخيصية وعلاجية ودوائية وجراحية، لمرضى القلب البالغين والأطفال.
ويضم المركز الذي افتتح في 20 نيسان 2025 بحضور معاون وزير الصحة الدكتور حسين الخطيب، غرفتي عمليات و6 أسر عناية بعد العمل الجراحي، و12 سرير استشفاء لمرضى القلب، إلى جانب عيادة أمراض القلب الخارجية، ومخابر إجراء اختبار الجهد وكهربائية القلب والقثطرة.
وفي تصريح خاص لموقع الإخبارية السورية، بين مسؤول الإعلام في الجمعية الطبية السورية الأمريكية “SAMS”، معاوية الآغا أن الجمعية أَسست مشفى الزراعة في إدلب منذ عام 2020، بالتزامن مع انتشار وباء كورونا بهدف معالجة المصابين به، وأن أقسام المشفى توسّعت بشكل تدريجي، لتشمل المركز الشّامل لعلاج أمراض القلب الذي افتتح منذ أيام.
ولفت الآغا إلى أن قسم القلبية بدأ بتقديم خدماته في المشفى عام 2023 عبر عيادة خارجية تخصصية، ومخبر لاختبار الجهد، ثم شهد افتتاح مخبر للقثطرة القلبية وكهربائية القلب عام 2024، بعد برنامج تدريبي مشترك من جانب أطباء “سامز”، للكادر الذي يعمل بالمشفى من الأطباء المتخصصين والمقيمين سواء من خلال الزيارات الميدانية للاطباء السوريين المقيمين في أمريكا، أم عبر المتابعة بحلسات وجولات “أون لاين”.
ووصل المشفى إلى تقديم خدمات طبية متكاملة لمرضى القلب، الأمر الذي تطلب افتتاح مركز شامل يقدم خدمات الاستشارة والتشخيص والعلاج والتحاليل، وإجراء عمليات جراحية، ومعالجة اضطرابات نظم القلب وغيرها من عمليات القثطرة القلبية، وعلاجات جراحية نوعية معقدة .
ولفت الآغا إلى أن المركز الشّامل يقدم خدمات علاج أمراض وتشوهات القلب الولادية، كالفتحات القلبية الولادية وغيرها من أمراض القلب لدى البالغين، كانسداد الصمامات القلبية والتي تتطلب تدخلاً جراحياً تقليدياً “الجراحة المفتوحة”، أو جراحة تنظيرية حيث تخفف الأخيرة الكثير من معاناة المرضى وتقصِّر فترة الاستشفاء “البقاء بالمشفى”.
وحول الخدمات الأخرى التي يقدمها مشفى الزراعة، بين الآغا أنه بفضل دعم الأطباء الذين كانوا يتابعون الإشراف على كوادر المشفى منذ افتتاحه، سواء بشكل مباشر أم عبر جلسات عن بعد “أون لاين” باعتبار أن المشفى بعد انتهاء فترة انتشار وباء كورونا بدأ يقدّم خدمات تخصصية في الأمراض الداخلية الهضمية والقلبية وغسيل الكلى وأمراض الغدد الصُّم عبر العيادات الخارجية، وخدمات المشفى من تصوير ومخابر وغيرها.
ونوه الآغا إلى الدور الأكاديمي لمشفى الزراعة حيث يقدم أنشطة تعليمية تدريبية للكوادر المحلية عبر جلسات وجولات متابعة يومية للمرضى مع أطباء “سامز” في أمريكا، مؤكداً أن “سامز” تواصل العمل لتطوير مشفى الزراعة ورفده بالخبرات العلمية بشكل دائم، ولفت إلى أن مشفى الزراعة قدّم خدمات كبيرةً خلال كارثة الزلزال الذي ضرب محافظة إدلب في شباط 2023.
والجمعية الطبية السورية الأمريكية المعروفة اختصارًا بـ (SAMS)، هي منظمة إغاثة طبية عالمية غير ربحية، تعمل على الخطوط الأمامية للإغاثة خلال الأزمات في سوريا والبلدان المجاورة وخارجها، حيث تعمل على تخفيف المعاناة وإنقاذ الأرواح، وتعتبر “SAMS” واحدة من المنظمات غير الحكومية الدولية الأكثر نشاطاً وثقة في سوريا، حيث عملت على توفير أطباء من أصل سوري من خلال الشبكات والخدمات التعليمية والثقافية والمهنية.
وأسهمت “سامز” بعد تحرير سوريا من النظام البائد في 8 كانون الأول الماضي، بإقامة الكثير من الفعاليات والأنشطة الطبية بمختلف المحافظات منها ورشة عمل حول “إدارة المعلومات الصحية، وواقع نظم المعلومات الصّحية في سوريا، وكيفية جمع البيانات الخاصة بالمريض بشكل منظم وكيفية استخدامها” في شباط الماضي، بالتعاون مع جامعة دمشق، كما أطلقت بالتعاون مع وزارة الصحة السورية من 14 وحتى 17 نيسان الجاري، جلسات تدريبية في مجال الصّحة النفسية بعدد من مشافي دمشق.