دعت المنظمة الألمانية لمكافحة الجوع “welthungerhilfe” إلى التزام دولي طويل الأمد وكافٍ لدعم إعادة إعمار سوريا، محذرة من أن حجم الدمار صادم وأن الدعم الحالي غير كافٍ على الإطلاق لمواجهة الأزمة الإنسانية والإنمائية الهائلة في البلاد.
وجاء ذلك في تقييم أصدرته المنظمة، اليوم الثلاثاء 2 كانون الأول، لوضع سوريا بعد عام على التحرير، حيث سلطت الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجه ملايين السوريين على الرغم من عودة مئات الآلاف إلى ديارهم.
وقال مدير المنظمة في سوريا، لينارت ليمان: “الحياة اليومية لا تزال صعبة للغاية بالنسبة لأجزاء كبيرة من السكان. ثلث البنية التحتية مدمر، وقضي على بلدات بأكملها بسبب المعارك، مدى الدمار صادم!”.
وأضاف أن إمدادات المياه غير كافية في العديد من الأماكن، والمدارس ومراكز الرعاية الصحية متضررة بشدة، كما أن الحصول على المواد الغذائية لا يزال صعباً في مناطق عديدة.
ومن جانبه، عبّر الموظف السوري في المنظمة عصام المعري، الذي عاد إلى دمشق مؤخراً، عن مشاعر مختلطة، قائلاً: “كان تحرير سوريا في ال8 من كانون الأول 2024 يوماً رائعاً، لكن بعد عام، نتساءل: هل هناك إعادة إعمار أم لا، هذا ما يقلقنا كثيراً”.
وأشار إلى تدهور الوضع المعيشي، حيث ارتفع سعر الخبز إلى عشرة أضعاف مقارنة بما كان عليه قبل عامين، فيما يعاني القطاعان السكني والتعليمي من ضغوط هائلة.
أرقام صادمة ونقص في التمويل
وفقاً للبيان، لا يزال أكثر من ثلثي السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية، بينما يعاني 9.1 ملايين شخص من الجوع الحاد، وعلى الرغم من الحاجة الهائلة، فإن خطة الأمم المتحدة للإغاثة في سوريا لعام 2025، والمقدرة بـ 3.2 مليارات دولار أمريكي، لم تحصل سوى على 27% من التمويل المطلوب حتى الآن.
وبحسب الأمم المتحدة، عاد أكثر من 3 ملايين نازح داخلي وخارجي إلى مناطقهم الأصلية في سوريا منذ كانون الأول 2024، وحذر ليمان من أن الشتاء المقبل مع هطول الأمطار والثلوج سيزيد الوضع سوءاً في القرى والمخيمات، مؤكداً أن “إعادة الإعمار ستستغرق عقوداً”.
وشدد ليمان على أنه “حتى يحصل الناس على فرصة عادلة لبداية جديدة، فهم بحاجة إلى التزامات مالية واضحة من المجتمع الدولي لإعادة الإعمار، ولكي ينجح هذا نحتاج إلى الحد الأدنى من الأمن للسكان وإمكانية المشاركة في التشكيل، بما في ذلك مشاركة المجتمع المدني، فقط بهذه الطريقة يمكن عودة النازحين وعائلاتهم بأمان وكرامة”.
وتعمل المنظمة الألمانية لمكافحة الجوع في سوريا منذ عام 2013، وتتركز مشاريعها الحالية على الأمن الغذائي، والمياه والصرف الصحي والزراعة، والتنمية الاقتصادية، وتعزيز المجتمع المدني.



