الخميس 10 ذو القعدة 1446 هـ – 8 مايو 2025
دمشق
Weather
°+12

الهند وباكستان.. تصعيد متبادل بين الجارتين النوويتين ودعوات دولية إلى وقف التصعيد

الهند وباكستان.. تصعيد متبادل بين الجارتين النوويتين ودعوات دولية إلى وقف التصعيد

قُتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل على الأقل وأصيب 12 آخرون، نتيجة هجمات شنتها القوات الهندية على الشطر الواقع تحت سيطرة باكستان من إقليم كشمير الحدودي المتنازع عليه.

وقصفت القوات الهندية أمس الثلاثاء 6 أيار، مواقع داخل الأراضي الباكستانية، في تصعيد يأتي بعد أيام من التوتر المتصاعد بين الجارتين النوويتين، إثر هجوم دموي في كشمير.

وأكدت الحكومة الهندية أن العملية استهدفت “مواقع إرهابية” في إقليمَي كشمير وجامو، مشيرة إلى أنها “مارست ضبط النفس في اختيار الأهداف وتفادي المنشآت العسكرية”.

تحذيرات باكستانية سابقة من هجوم وشيك

وبالمقابل أعلنت باكستان أن القصف الهندي طال ثلاث مناطق في إقليم البنجاب، مستخدماً صواريخ باليستية، ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة شخصين آخرين، وأشارت إلى أن أحد المواقع المستهدفة كان معهداً دينياً في مدينة بهولبور، كما أكدت إسلام آباد أن الرد سيكون حتمياً ومناسباً.

قبل العملية الهندية بساعات، حذر وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارار، من هجوم عسكري هندي محتمل خلال فترة تتراوح بين 24 إلى 36 ساعة، وعلى الرغم من عدم تقديم أدلة علنية، شددت باكستان على استعدادها الكامل للرد.

الهجوم في باهالغام يشعل فتيل الأزمة

جاءت هذه التطورات عقب الهجوم الذي وقع في 22 نيسان الفائت، واستهدف 26 سائحاً هندوسياً في بلدة باهالغام الهندية.

ووجهت نيودلهي أصابع الاتهام إلى إسلام آباد، وردت بإجراءات عقابية تمثلت في إلغاء تأشيرات دخول الباكستانيين وتعليق العمل بمعاهدة تقاسم مياه نهر السند.

كما توعد رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي” بملاحقة منفذي الهجوم “حتى أقاصي الأرض”، ما أثار مخاوف من نية التصعيد العسكري.

كشمير… قلب الصراع التاريخي

يشكِّل إقليم كشمير محور النزاع بين البلدين منذ تقسيم المستعمرة البريطانية عام 1947، وقد شهد الإقليم عدة مواجهات عسكرية، أبرزها الحروب الثلاث التي خاضتها الدولتان بسبب الخلاف حول السيادة عليه.

وفي عام 2019، ألغت الهند الوضع الدستوري الخاص لكشمير، ما فاقم التوترات وأدى إلى حشود عسكرية وقيود أمنية مشددة داخل الإقليم.

قلق دولي ودعوات إلى التهدئة

ويرى مراقبون أن استمرار التصعيد يُنذر بتدهور واسع النطاق، في منطقة تعاني أصلاً هشاشة الاستقرار، كما تحذر مراكز الدراسات الاستراتيجية من خطر الانزلاق نحو مواجهة شاملة، نظراً لامتلاك الطرفين أسلحة نووية.