الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446 هـ – 17 حزيران 2025
دمشق
Weather
°26.1

الخريطة البيئية السورية.. الهيئة العامة للاستشعار عن بعد تطلق تطبيقها الإلكتروني

e.jpg

أطلقت الهيئة العامة للاستشعار عن بعد تطبيقًا إلكترونيًا يتضمن خريطة سوريا البيئية، لتقديم خدمات سريعة وموثوقة وخالية من التعقيدات، لدعم اتخاذ القرارات في قطاعات مثل الزراعة، الموارد المائية، الطقس، وإنتاج الطاقة.

التحول الرقمي في سوريا كان من أولويات وزير الاتصالات وتقانة المعلومات المهندس عبد السلام هيكل، الذي أكد في كلمته أواخر آذار الماضي على تعزيز الأمن السيبراني وتطوير البنية التحتية للاتصالات.

تطبيق المؤشرات البيئية

أعد رئيس لجنة تسيير الأعمال في الهيئة الدكتور المهندس محمد علاء شعلان، تقريرًا عن التطبيق الجديد الذي يخدم الجهات العامة والخاصة، الجامعات، والمؤسسات البيئية.

وأوضح شعلان لموقع الإخبارية أن النسخة التجريبية من التطبيق هي أداة مبتكرة لمراقبة البيئة ودعم القرارات الزراعية والبيئية.

ويستند التطبيق إلى بيانات تاريخية منذ الثمانينيات من القمر الصناعي Landsat، ومنذ عام 2000 لأقمار MODIS، وبيانات المناخ ورطوبة التربة منذ 1979، وملوثات الهواء من Sentinel-5P منذ 2018.

مؤشرات التطبيق وبياناته

يهدف التطبيق إلى تقديم بيانات دقيقة على شكل خرائط تفاعلية لتحليل المؤشرات في جميع المحافظات السورية.

يتضمن التطبيق عرضًا لخرائط مؤشر الغطاء النباتي (NDVI) لمتابعة صحة المحاصيل، مع إمكانية مقارنة التطورات الموسمية عبر بيانات Landsat وMODIS لتقييم النمو الحيوي للنبات.

وأضاف شعلان أن التطبيق يتضمن قياس عمق الغبار البصري (AOD) لتحديد مستويات الجسيمات في الجو، ما يدعم تقييم جودة الهواء على مستوى المحافظات عبر معايير مقارنة تاريخية.

كما يسمح التطبيق بعرض خرائط سرعة الرياح والهطول لتوفير بيانات عن الظروف المناخية المحلية، التي يمكن أن تساعد المزارعين في تخطيط أنشطتهم الزراعية.

ويشمل التطبيق أيضًا بيانات رطوبة التربة لمراقبة مستويات الرطوبة تحت السطحية، مما يدعم تخطيط الري وإدارة المياه.

الفئات المستفيدة من التطبيق

أشار شعلان إلى أن التطبيق يوفر بيانات المؤشرات البيئية والموسمية، ما يدعم عمليات التخطيط واتخاذ القرارات الاستراتيجية في إدارة الموارد الطبيعية لوزارتي الزراعة والطاقة والمؤسسات المرتبطة.

ويساعد التطبيق الشركات الزراعية والمنظمات البيئية على استخدام البيانات لتحسين استشاراتهم، مما يعزز الاستثمار الزراعي ويقلل المخاطر المتعلقة بالجفاف والتلوث.

ونوّه شعلان إلى إمكانية استفادة الباحثين والأكاديميين من عرض البيانات التاريخية والحالية عبر الخرائط التفاعلية، لإجراء دراسات علمية تساعد في تطوير سياسات بيئية.

ميزات عملية للتطبيق

يتميز تطبيق الهيئة العامة للاستشعار عن بعد بواجهة سهلة تتيح اختيار المحافظة والسنة والشهر ليتم عرض خرائط تفاعلية تبين قيم المؤشرات بشكل مرئي، كما توفر الواجهة أدوات تكبير وتصغير الخريطة.

توصيات واستنتاجات

أوصى الدكتور المهندس محمد علاء شعلان بإعداد خطة لتوسيع نطاق بيانات الأداة، لتشمل مؤشرات إضافية مثل الرصد الحراري والمياه الجوفية، بما يُعزّز قدرات الهيئة في دعم قطاعات متخصصة أخرى.

وأكّد أن النتائج الأولية للنسخة التجريبية تثبت دقة البيانات وقيمتها العملية، مشجعاً على اعتماد الأداة رسمياً ضمن الخطط الوطنية في مجالات البيئة والزراعة، وتنسيق الجهود بين الجهات المعنية.

ويمكن للتطبيق أن تصبح مرجعاً رئيسياً في تحقيق التنمية المستدامة في سوريا، ودعماً للسياسات البيئية الزراعية الرامية إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية، مع استمرار تطويرها ومواكبتها للتقنيات الحديثة.

التحول الرقمي

شملت جهود التحول الرقمي إطلاق بوابات وطنية لتوفير خدمات التسجيل والحجز والدفع الإلكتروني، إضافة إلى تطوير تطبيقات الهواتف الذكية التي تتيح للمواطنين متابعة معاملاتهم بسرعة وأمان.

وأدى الاعتماد على أنظمة السجلات الرقمية والحوسبة السحابية إلى تحسين كفاءة العمليات وتبادل البيانات بين الوزارات والهيئات، مما دفع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد إلى تعزيز خدماتها لتتوافق مع المتطلبات التقنية الحديثة.

وتختص الهيئة العامة للاستشعار عن بعد بمراقبة وتقييم الظواهر البيئية والزراعية عبر صور فضائية وتحليلها، ثم تقديم مؤشرات دقيقة لدعم صنع القرار في قطاعات الزراعة والبيئة وإعادة الإعمار
وتقدم الهيئة خدمات استشارية للوزارات والجامعات والمؤسسات البحثية من خلال توفير قواعد بيانات تاريخية ومباشرة وقوالب تحليلات بيئية، إضافة إلى عروض تدخل سريع لرصد الكوارث الطبيعية والمعاملات المناخية الطارئة.