الخميس 10 ذو القعدة 1446 هـ – 8 مايو 2025
دمشق
Weather
°18

الوزير محمد الحامض للإخبارية: الوزارة وضعت خططاً شاملة للنهوض بالقطاع الرياضي

85

في خطوة تعكس جدية وزارة الرياضة والشباب في إعادة إحياء القطاع الرياضي بعد سنوات من الحرب التي شنها النظام البائد على الشعب والإهمال، كشف وزير الرياضة والشباب محمد الحامض عن رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى إعادة تأهيل البنية التحتية، وتطوير الكوادر، وتحفيز الاستثمار المحلي والخارجي في المجال الرياضي، وذلك في حوار خاص مع موقع الإخبارية السورية، أجاب فيه الوزير عن أبرز التساؤلات المطروحة في الساحة الرياضية.

إعادة تأهيل المنشآت: الأولويات تبدأ من الأساس

أوضح الوزير الحامض أن البنية التحتية الرياضية في سوريا تواجه تحديات كبيرة، وهو ما دفع الوزارة إلى تبني خطة ممنهجة لإعادة التأهيل، تبدأ بمسح ميداني شامل لتحديد الاحتياجات، وتشكيل لجان فنية لتقييم الحالة الفنية للملاعب والصالات. وتعتمد الخطة على جدول زمني تصاعدي يراعي الأولويات، وتفعيل الصيانة الذاتية باستخدام الكوادر المحلية لتقليل التكاليف وتسريع الإنجاز.

وتابع: “تسعى هذه الخطة إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المنشآت المتدهورة، وتوفير بيئة آمنة ومناسبة للرياضيين في أسرع وقت ممكن”.

وأكد الوزير أن الوزارة تسعى إلى تطوير نماذج تشغيل مستدامة للمنشآت الرياضية، مستلهمة من تجارب دول مثل تركيا وقطر والسعودية، مع التركيز على تفعيل الاستثمارات المتوقفة، أبرزها مسبح الجلاء في دمشق والمدينة الرياضية بحلب، وذلك ضمن خطة تطوير تتضمن تقييمًا دوريًا لضمان الاستمرارية.

الكوادر أولاً: تأهيل وتقييم مستمر

وتحدث الحامض عن برنامج وطني لتطوير الكوادر الرياضية يشمل التدريب المحلي والدولي، والابتعاث، وبناء نظام تقييم وترقية يعتمد على الكفاءة، إضافة إلى إدماج التعليم الإلكتروني في مجالات التدريب والإدارة الرياضية.

كما شدد الوزير على أهمية دعم المنتخبات الوطنية والرياضات الفردية والجماعية من خلال تأمين معسكرات تدريب، وتنظيم بطولات منتظمة، وتقديم حوافز مادية ومعنوية للمتميزين.

وبيّن الوزير أن من أبرز المبادرات التي تعمل عليها الوزارة هي وضع خطة لتسويق اللاعبين السوريين على المستويين الإقليمي والدولي. وتشمل الخطة تحسين البنية الإدارية، والتعاون مع شركات تسويق رياضي، وتدريب الأندية على التوثيق الإحصائي لأداء اللاعبين. كما يجري بحث إدخال خصخصة الأندية بشكل تدريجي.

وفي سياق التعاون الخارجي، بيّن الحامض أن الوزارة تتواصل مع اتحادات عربية ودولية لتبادل الخبرات، وأضاف: “نسعى لتخصيص برامج دعم فني وتدريبي لإدارة المنشآت، بالتنسيق مع الدول الصديقة التي أبدت استعدادها لتقديم المساعدة الفنية والخبرات اللازمة”.

الهيكل التنظيمي والتشريعي تحت المجهر

وأوضح الحامض أن الوزارة تعتزم تعديل الأنظمة الداخلية للاتحادات وتنظيم انتخابات حيادية، وتشجيع بطولات وطنية دورية، ضمن خطة تهدف إلى توسيع قاعدة المشاركة وتحقيق العدالة التنافسية.

وأشار الحامض إلى أن الوزارة تعمل على مراجعة الأنظمة الناظمة للاستثمار وتبسيط الإجراءات، مع التركيز على خلق شراكات تضمن حقوق الدولة وتوفر بيئة محفزة للمستثمرين في البنية التحتية والخدمات الرياضية.

وكشف الوزير عن تشكيل اتحاد للطب الرياضي لمتابعة صحة اللاعبين، وتنظيم ورشات طبية بالتعاون مع جامعات ودول صديقة. كما تعمل الوزارة على تنظيم بطولات في الرياضة الإلكترونية وتفعيل المنصات الرقمية لخدمة الجماهير.

رسالة إلى الشباب: أنتم قلب الرياضة السورية

كما أشار إلى إطلاق برنامج “الرياضة أسلوب حياة” لتشجيع النشاط الرياضي في المدارس والأحياء، بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم العالي، كما يتم التنسيق مع وزارتي التربية والتعليم العالي لربط الرياضة المدرسية والجامعية بسوق العمل في مجالات متعددة.

إضافة إلى خطة لدعم الأرياف بمبادرات ميدانية عبر إرسال فرق تدريبية جوالة، ودعم التجهيزات الرياضية، ودعم الأندية الريفية لتكون نواة حقيقية للرياضة المحلية.

وفي ختام تصريحاته، وجه الوزير محمد الحامض رسالة إلى الشباب السوري قال فيها: “أنتم قلب الرياضة السورية وروحها. لا تدعوا التحديات تُضعف عزيمتكم، فأنتم الأمل والركن الأساس لنهضة الرياضة الوطنية. نعدكم أن الوزارة ستكون الداعم الأول لطموحاتكم، وأننا نعمل بكل جهد لإيجاد بيئة رياضية عادلة، محفزة ومليئة بالفرص التي تليق بكم وبالوطن.”

وعانت الرياضة السورية على مستويات الأنشطة الفردية والجماعية من إهمال متعمد من قبل حكومة النظام البائد إلى جانب انتشار الفساد والمحسوبيات ضمن الاتحاد الرياضي.

وبعد انتصار الثورة السورية ولأول مرة في تاريخها، وبقرار جمهوري تقرر إحداث وزارة الرياضة والشباب، بهدف إعادة الحياة لقطاع الرياضة السوري، وتنتظر الجماهير السورية بفارغ الصبر رؤية نتائج ترفع اسم البلاد عاليًا في البطولات الإقليمية والمحلية.