الأربعاء 27 جمادى الآخرة 1447 هـ – 17 كانون الأول 2025

بلدة الزربة قبيل حملة “حلب ست الكل”.. بنى تحتية مدمرة واحتياجات خدمية ملحة

بلدة الزربة قبيل حملة "حلب ست الكل".. بنى تحتية مدمرة واحتياجات خدمية ملحة

مع اقتراب موعد انطلاق حملة “حلب ست الكل” في التاسع عشر من كانون الأول الجاري، تتجه الأنظار إلى الريف الجنوبي للمحافظة، ولا سيما بلدة الزربة، بوصفها المدخل الرئيسي لهذا الريف نحو مدينة حلب، ونموذجاً يعكس واقع الأهالي العائدين وحاجتهم الماسّة إلى دعم يسهم في تثبيت الاستقرار وإعادة الحياة تدريجياً.

يقول رئيس المجلس المحلي لبلدة الزربة، محمد جويد، في لقاء مع الإخبارية، الثلاثاء 16 كانون الأول، إن بلدة الزربة تعد البوابة الأولى للريف الجنوبي لحلب، حيث تواجه اليوم تحديات كبيرة في إعادة الحياة إلى طبيعتها بعد سنوات من النزوح والدمار.

وأوضح جويد، أن الهدف الأساسي للمجلس هو نقل معاناة الأهالي ومشكلاتهم بكل شفافية ومسؤولية، والعمل على تقديم الخدمات بأفضل صورة ممكنة رغم الإمكانيات المحدودة.

وأشار إلى أن البنية التحتية في بلدة الزربة قبل الثورة كانت مقبولة إلى حد ما، إذ تضمنت مستوصفا صحياً، ومركز هاتف، ومركزاً للسجل المدني، ومركزاً للكهرباء، إضافة إلى وحدة مياه، لكنها كانت بمستوى دون المتوسط ولا تلبي كامل احتياجات السكان.

ومع غياب مؤسسات الدولة أثناء الثورة، اضطر الأهالي لتشكيل المجلس المحلي، الذي عمل ضمن الإمكانيات المتاحة وبالشراكة مع المجتمع المحلي على تأمين الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وقد نجح المجلس في تقديم مستوى أفضل من الخدمات مقارنة بما كان متوفراً سابقاً رغم امتلاك النظام البائد للإمكانيات المالية والكوادر البشرية، بحسب جويد.

وبخصوص المهام الحالية للمجلس المحلي، أوضح جويد أنها تتركز على الإشراف على البنى التحتية والخدمات الأساسية التي تضمن سبل العيش المناسبة للأهالي، بما يشمل شبكات الصرف الصحي والكهرباء والمياه والطرقات.

وأشار إلى أن الدمار الذي أصاب هذه البنى حالياً شبه كامل، ما شكل عائقاً أمام عودة عدد من السكان، إذ يواجه البعض صعوبة في الوصول إلى منازلهم بسبب الأضرار الكبيرة وغياب الخدمات الأساسية.

وحول نسبة العائدين إلى البلدة، ذكر جويد أن نحو 60% من السكان تمكنوا من العودة بدافع التمسك بالأرض والمنازل، في حين لم يستطع من تبقى العودة بسبب حجم الدمار وسوء حالة الطرق وعدم توفر الخدمات.

وأضاف أن غالبية العائدين قاموا بترميم منازلهم ضمن إمكانيات محدودة جداً تكفي للسكن المؤقت فقط، مؤكداً أن أغلبهم لا يمتلك القدرة المالية لتجهيز بيوتهم بشكل كامل وملائم لظروف المعيشة.

وأشار إلى أن المجلس المحلي مستمر في جهود إعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات، بالتعاون مع المجتمع المحلي، في محاولة لإعادة الحياة تدريجيا إلى بلدة الزربة، بما يعكس صمود الأهالي وإصرارهم على البقاء والعيش في أرضهم.

وتأتي حملة “حلب ست الكل” كخاتمة لسلسلة حملات إنسانية وخدمية انطلقت في عدة محافظات سورية، شملت “أربعاء حمص”، و”أبشري حوران” في درعا، و”دير العز” في دير الزور، و”ريفنا بيستاهل” في ريف دمشق.

وتهدف الحملة إلى دعم المشاريع الخدمية وتعزيز مشاركة المجتمع في تطوير المدن والبلدات، ضمن رؤية شاملة لتوحيد الجهود الرسمية والأهلية تحت شعار يعكس مكانة حلب ودورها المحوري، ويعبر عن روح الانتماء والعطاء لدى أبنائها.

ويطمح المنظمون إلى جمع مليار دولار لصالح الحملة، التي من المتوقع الإعلان عن نتائجها خلال حفل في 18 كانون الأول، على أن تتركز الجهود في إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة، خصوصاً في قطاعات الكهرباء والمياه والخدمات الأساسية، بهدف رفع المستوى المعيشي للأهالي وتحسين ظروفهم الصحية والتعليمية، بعد سنوات من التدمير الذي طال المدينة جراء القصف بالبراميل المتفجرة وقذائف المدفعية خلال سنوات النظام البائد.

المصدر: الإخبارية