أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، الجمعة 30 أيار، أن قرار الاتحاد الأوروبي برفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا يشكل “خطوة متقدمة”.
وأوضح في لقاء خاص مع الإخبارية، أن هذه الإجراءات تمنح سوريا فرصة حقيقية للتقدّم الاقتصادي، لكنها تحتاج إلى وقت وتطورات إضافية لترسيخها.
وقال: “كنا نتناقش بهذا الأمر مع الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، وفوجئنا بإعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الرياض عن نيته رفع العقوبات المفروضة على سوريا، تلاه تحرك أوروبي مماثل”.
أشار إلى إن السعودية وقطر وعدتا بتقديم دعم مالي مباشر من خلال تمويل رواتب القطاع العام، واعتبر ذلك “خطوة كبيرة”، مشيراً إلى أن العمل سيتجه بعد ذلك نحو قطاع الطاقة، ورفع القيود المالية التي تمثّل عقبة رئيسية أمام التعافي الاقتصادي.
ونوّه بيدرسون بأن أكثر من 17 مليون سوري لا يزالون بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وأن الأمم المتحدة تتابع بشكل حثيث تفاصيل رفع العقوبات، خاصة ما يتعلق بقانون “قيصر” في شقّه الإنساني، داعياً إلى صياغة إطار تنظيمي واضح يشجع على الاستثمار ويؤسس لبيئة اقتصادية آمنة.
وشدد على أن “الاستقرار شرط أساسي قبل أي تحول اقتصادي أو سياسي، فلقد تمكنا من تثبيت بعض جوانب الأمن، وسنواصل دعم مسار العملية السياسية”.
وقال: “التقيت بالرئيس الشرع في دمشق بتاريخ الثامن من كانون الأول، وتحدثنا لثلاث ساعات ونصف الساعة حول المرحلة الانتقالية، وخرجنا بتفاهمات ستُترجم عملياً في المرحلة المقبلة”.
وشدد المبعوث الأممي على أن التعاون بين الأمم المتحدة وسوريا بدأ “بشكل موفّق للغاية”، مؤكداً أن نجاح العملية السياسية في سوريا “ليس خياراً بل ضرورة”، ولا يمكن القبول بالفشل بعد كل هذه التضحيات.
وأوضح أن الأمم المتحدة ستواصل تقديم الدعم الإنساني وتسهيل هذا التحوّل.
وعن القصف الإسرائيلي، قال بيدرسون: “حتى بعد تحرير دمشق، ما زالت إسرائيل تقصف الأراضي السورية، وهذا يجب أن يتوقف فوراً”.
وأشار إلى أهمية الحوار السوري–السوري، كاشفاً أن الاتفاق الذي جرى بين الرئيس أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي كان في منتهى الأهمية، داعياً إلى تنفيذ ما تم التوصل إليه، والمضي نحو وضع دستور دائم يمثل تطلعات جميع السوريين.
وختم حديثه بالقول: “لا يمكننا الفشل بعد 44 عاماً من الديكتاتورية و14 عاماً من التضحيات، فالشعب السوري يريد أن يعيش كما تعيش الشعوب المجاورة في تركيا والأردن ولبنان، السوريون يجب أن يساهموا في بناء دولتهم والمشاركة في قضيتهم الوطنية.”