الأربعاء 7 ذو الحجة 1446 هـ – 4 يونيو 2025
دمشق
Weather
°31.4

جامعة دمشق تتقدم في تصنيف “الراوند” العالمي.. دور محوري في الاعتراف الدولي

جامعة دمشق

حقّقت جامعة دمشق قفزة نوعية في تصنيف “الراوند” العالمي للجامعات، الصادر في 31 أيار 2025، بعد أن تقدّمت 416 مركزاً مقارنة بالعام الماضي، لتحتل المرتبة 535 عالمياً بعدما كانت في المرتبة 951.

وذكرت الجامعة عبر صفحتها على فيسبوك أن هذا التقدّم جاء نتيجة تحسّن أدائها في أكثر من 13 مؤشراً، ضمن ثلاثة أقسام رئيسية من أصل أربعة يشملها تصنيف  Round University Ranking – RUR، الذي يركّز على معايير التعليم، والبحث العلمي، والتنوّع الدولي.

ويُعدّ تصنيف “الراوند” أحد أنظمة التصنيف العالمية المعتمدة منذ عام 2010، وتصدره وكالة التصنيف الدولية RUR  ومقرّها موسكو، بالاعتماد على 20 مؤشراً تغطّي الجوانب الأكاديمية والبحثية.

وقال مدير مكتب التصنيف في جامعة دمشق، الدكتور مروان الراعي، لموقع “الإخبارية”، إن العامل الأول في تقدم جامعة دمشق 416 مرتبة دفعة واحدة، هو تطوّر البحث العلمي في الجامعة، سواء من الناحية الكمية، أي عدد الأبحاث المنشورة في مجلات دولية، أو من الناحية النوعية، أي جودة هذه الأبحاث، وقد تمكّنا من تحقيق تقدم في كلا الجانبين، وهو ما شكّل العامل الرئيسي في هذا الإنجاز.

وأوضح أن العامل الثاني يرتبط بالمشاركات الدولية، وتحديداً الأبحاث المشتركة بين باحثين من جامعة دمشق وجامعات في دول مختلفة، ويمكن القول إن باحثين من نحو 70 دولة شاركوا مع باحثي جامعة دمشق، وكان لذلك دور كبير في تحقيق هذه القفزة.
ولفت الدكتور الراعي إلى أن التصنيف يستند إلى 20 معيارا موزعة على 3 محاور رئيسية؛ الأول يتعلّق بالبحث العلمي وهو المجال الذي حققنا فيه تقدّماً واضحاً، سواء من حيث عدد الأبحاث المنشورة أو من حيث جودتها.

أما المحور الثاني فيرتبط بالاستدامة المالية للجامعة، أي حجم الإنفاق والموارد المالية التي تملكها وخصوصاً ما يتعلق بالبحث العلمي، ونحن في جامعة دمشق نخصّص نسبة كبيرة من ميزانية الجامعة لدعم البحث العلمي، ولذلك سجّلنا تقدّماً في هذا المعيار أيضاً.

وأشار الى أن المحور الثالث يتمثّل في المشاركات الدولية بمختلف أشكالها، سواء من حيث التعاون في الأبحاث أو المشاركة في المؤتمرات، أو أي نشاط أكاديمي بطابع دولي، وكانت جامعة دمشق قوية جداً في هذا الجانب، وهو المعيار الذي حصلنا فيه على أعلى النقاط.

أهمية التصنيف

وحول أهمية تصنيف “راوند” العالمي، أوضح مدير مكتب التصنيف أن هذا التصنيف يلعب دوراً محورياً في اعتماد جامعة دمشق من قبل وزارات التعليم العالي، سواء في الدول الأجنبية أو العربية، باعتباره واحداً من التصنيفات الخمسة الأساسية التي تشترطها تلك الوزارات للاعتراف بالجامعات.

وتابع: “إن تقدّمنا في هذا التصنيف أو حتى وجودنا فيه، يُعد عاملاً بالغ الأهمية في منح الجامعة نقاط الاعتمادية الأكاديمية، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على الاعتراف بشهادات جامعة دمشق خارج البلاد”.

الدور الحكومي

وعن دور الحكومة في تحسين تصنيف الجامعة، أشار إلى أن ذلك تمثّل في قرار إيقاف تسجيل طلاب الدكتوراه مؤقتاً، وهذا الإجراء كان له الأثر الإيجابي على التصنيف، إذ ساهم في الحدّ من بعض حالات التسجيل غير النظامية، حيث كانت تُسجّل أسماء أشخاص بدرجة الدكتوراه دون أن يكونوا طلابا بالفعل.

الجانب الثاني والأكثر أهمية هو رفع العقوبات عن سوريا، والذي شهد تطورات ملحوظة خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الماضية، فقد كانت العقوبات تمثّل عائقاً كبيراً أمام تعاون بعض المؤسسات العالمية المعنية بالتصنيفات الجامعية، خاصة التصنيفات الأميركية.

وأوضح أن دخول جامعة دمشق 19 تصنيفاً عالمياً، بعد أن كانت مع نهاية عام 2023 مدرجة في أربعة تصنيفات فقط ومهدّدة بالخروج منها، فقد بدأ التحوّل بعد فقدان الجامعة اعتراف عدد كبير من وزارات التعليم العالي، بما في ذلك بعض الوزارات العربية، وفي منتصف عام 2023، تم استحداث مكتب خاص بتصنيف الجامعات في دمشق، بهدف رئيسي هو رفع تصنيفها، واستعادة الاعتراف الأكاديمي بشهادتها، إضافة إلى إدخال الجامعة في أكبر عدد ممكن من التصنيفات العالمية.

وتابع: “منذ ذلك الحين بدأنا العمل على معالجة نقاط الضعف، خصوصاً أن بعض التصنيفات الدولية تتضمّن أكثر من 100 معيار للتقييم، لذلك ركّزنا أولاً على الدخول في التصنيفات التي لم نكن مدرجين فيها سابقاً، ثم بدأنا بتحسين ترتيبنا في التصنيفات الأخرى وكان من أبرز ما تحقق هو دخول جامعة دمشق إلى التصنيف الدولي لمؤسسة “إيكل” خلال الربع الأخير من العام الماضي”.

معايير تصنيف “الراوند”

أضاف: “فيما يتعلق بمعايير تصنيف الراوند، فقد حققنا تقدّماً في ثلاثة محاور رئيسية، كما أشرنا سابقاً، لكن هناك جزءاً رابعاً يُعنى بجودة العملية التعليمية، وهو الجانب الذي نواجه فيه بعض الإشكاليات، وتحديداً تكمن المشكلة في التفاوت الكبير بين أعداد الطلاب والأساتذة، إذ إن الكثافة الطلابية المرتفعة تشكّل عبئاً على العملية التعليمية، وهو ما ينعكس سلباً على تقييم الجامعة في معظم التصنيفات العالمية”.

وأشار إلى أن هذه الإشكالية ليست جديدة، بل تعود جذورها إلى سياسة الاستيعاب الجامعي المُعتمدة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهي السياسة التي لعبت دوراً كبيراً في تراجع تصنيف الجامعات السورية بشكل عام، مقارنة بدول أخرى مثل مصر، التي باتت تراجع بوضوح سياساتها التعليمية بما يحقّق التوازن بين الكمّ والنوع.

سجل الجامعة في التصنيفات العالمية

وأعلنت جامعة دمشق في 28 كانون الثاني 2025، تقدمها 617 مرتبة في تصنيف “الويبومتريكس” العالمي، حيث احتلت المرتبة 2424 من بين أكثر من 32000 جامعة ومركز بحثي عالميا، وهي المرة الأولى التي تتواجد فيها جامعة من سوريا ضمن أفضل 8% من الجامعات على مستوى العالم، وفقا لهذا التصنيف الذي يعتمد على الشفافية والتميز البحثي والتأثير.

كما دخلت الجامعة في 22 كانون الثاني الماضي تصنيف “التايمز” (Times Higher Education) للمرة الأولى، لتصبح أول جامعة في سوريا تحقق هذا الإنجاز، حيث حلت في المرتبة +1001 في التخصصات التي تم تقييمها، ضمن أفضل 1150 جامعة عالمية من أصل أكثر من 19000 جامعة في تلك التخصصات.