الأحد 27 ذو القعدة 1446 هـ – 25 مايو 2025
دمشق
Weather
°33.8

جهود حكومية لإعادة تأهيل المشفى الوطني في جسر الشغور

Idlib Hospital

تواصل الجهات الحكومية، اليوم 25 أيار، أعمال إزالة الأنقاض من المستشفى الوطني في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، تمهيداً لإعادة تأهيله.

وأفاد مراسل الإخبارية أن عملية التأهيل تهدف إلى تهيئة المستشفى لوضعه في خدمة المواطنين وتخفيف الضغط عن المرافق الصحية المنتشرة في المنطقة.

ويُعدّ المستشفى الوطني في جسر الشغور من أبرز المراكز الصحية في المنطقة، إذ تم افتتاحه عام 2006، وكان يُقدّم خدماته لسكان ريف إدلب الغربي والمناطق المحيطة، بما في ذلك دركوش، خربة الجوز، بداما، الناجية، سهل الغاب، جبل الزاوية، وأريحا.

وقد توقّف المستشفى عن العمل منذ عام 2015، بعد أن تعرَّض لأضرار جسيمة نتيجة الغارات الجوية التي شنَّها النظام البائد على المنطقة.

مبادرة واسعة

في 18 من الشهر الجاري، أعلنت مدينة جسر الشغور عن مبادرة مجتمعية تطوعية برعاية مسؤول منطقة جسر الشغور يوسف عبد العال، ورئيس البلدية، ركان مامو، تهدف إلى ترميم المشفى الوطني وإعادته إلى الخدمة، وذلك بمشاركة واسعة من الأهالي، وبدعم من المؤسسات الحكومية، والمنظمات الإنسانية، والدفاع المدني السوري.

وأوضح مامو في تصريح للإخبارية، حينها، أنهم قسموا المبادرة إلى ثلاث مراحل رئيسة: شملت المرحلة الأولى منها تقييم الأضرار وإعداد الدراسات والخطط الهندسية اللازمة، وقد أُنجزت بالفعل بدقة واحترافية.

أما المرحلة الثانية، فستبدأ في 20 أيار الجاري، وتركّز على إزالة الركام والأنقاض وترحيلها إلى أماكن مخصصة لإعادة التدوير، ومن المتوقَّع أن تستمر لأكثر من أسبوع.

وتتضمن المرحلة الثالثة إقامة فعالية ترويجية واسعة لدعوة المؤسسات والمنظمات والجهات الإعلامية، حيث سُيسلط الضوء على المبادرة لكسب المزيد من الدعم.

وقال مامو: إن عملية ترميم وتأهيل مشفى جسر الشغور الوطني “ليست بالأمر البسيط”، وذلك لضخامة حجم المبنى من جهة، حيث تبلغ مساحة الطابق الواحد أكثر من 5000 متر مربع، كما أن النظام البائد تعمّد تدمير المبنى لحرمان أهالي المنطقة من الخدمات الطبية بعدما تمكَّنوا من تحريره.

ما أهمية المستشفى الوطني؟

في وقت سابق، قال المدير السابق للمستشفى الدكتور محمد كلثوم لموقع الإخبارية، إن للمشفى أهمية بالغة، إذ افتُتح عام 2006 ليكون مقصداً طبياً لسكان ريف إدلب الغربي والمناطق المحيطة.

وأضاف كلثوم أن خدمات المشفى كانت تغطي مساحة جغرافية واسعة تشمل ريف جسر الشغور الشمالي حتى دركوش ومنطقة الضهر، وريف الجسر الغربي وصولاً إلى خربة الجوز وبلدات بداما والناجية، إضافةً إلى ريف جسر الشغور الجنوبي المرتبط بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي، ومناطق جبل الزاوية حتى مدينة أريحا، فضلاً عن كامل منطقة الجبل الوسطاني.

وتابع حديثه مبرزاً أهمية إعادة تأهيل المشفى، كونه المنشأة الصحية الحكومية الوحيدة في هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية، ما يجعله خط الدفاع الأول في تقديم الرعاية الطبية الطارئة، فبُعده الجغرافي عن باقي المراكز الطبية يشكّل خطراً حقيقياً على حياة المرضى في الحالات الحرجة، فضلاً عن الأعباء المالية التي تترتب على الأهالي عند الحاجة للعلاج خارج المنطقة.

وكان المشفى يضم العديد من الأقسام الحيوية، مثل: الداخلية (رجال ونساء)، والعناية الإسعافية والمشددة، والجراحة العامة، والنسائية، والأطفال، والحواضن، وغسيل الكلى، والإسعاف، والأشعة مع جهاز طبقي محوري، والمخبر، إضافةً إلى أقسام الأذنية والعينية والعيادات الخارجية، ما يجعله مركزاً متكاملاً يقدم خدمات طبية شاملة للسكان.

وأكَّد رئيس البلدية، ركان مامو، أن إعادة تفعيل المشفى لها أهمية بارزة، كونه المنشأة الطبية الوحيدة في منطقة ذات كثافة سكانية عالية، حيث ازداد الضغط على الخدمات الطبية مع عودة عدد كبير من المهجّرين، وظهور احتياجات ملحّة للفئات الأكثر ضعفاً، ولا سيّما الأطفال والنساء وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

وأشار مامو إلى أن المشروع يساهم في خلق فرص عمل، وخفض مستوى البطالة، ورفع سوية الخدمات الطبية، كذلك تأمين خدمات تدريب وتأهيل للكفاءات الطبية الشابة، ما يرفع من المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة، ويساعد على تحقيق الاستقرار.

وتُعدّ المبادرات المجتمعية ركيزة أساسية في عمليات إعادة تأهيل المناطق والبنية التحتية المدمّرة في البلاد، وتعكس صورة من صور التكافل بين الحكومة والمواطنين للنهوض بالواقع والتطلع نحو مستقبل أكثر استقراراً.