يحمل قرار رفع العقوبات عن سوريا الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء 13 أيار، من العاصمة السعودية الرياض، دلالات على انفتاح اقتصادي وولادة جديدة لا يقل أهمية عن الانفتاح السياسي لسوريا عربيا ودوليا.
قرار رفع هذا العقوبات يحرر الاقتصاد السوري والترهل والارتهان طيلة خمسة عقود، وبات يمثل بارقة أمل تعمل الحكومة على استثماره للخروج بالبلاد من النفق المظلم بعد إسقاط نظام الأسد.
وحول أهمية رفع العقوبات يؤكد المستشار الاقتصادي الرئيسي في مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا كرم الشعار، على الآثار الإيجابية منتظرة بعد رفع العقوبات على الاقتصاد السوري لافتا إلى أنها لن تظهر إلا بعد عدة أشهر.
وقال الشعار في تصريح لموقع الإخبارية: “رفع العقوبات يحتاج إلى إجراءات لن تتم في ليلة وضحاها، رغم وجود الرغبة السياسية لدى أمريكا والدول التي ساهمت باتخاذ هذا القرار، إلا أن إلغاء بعض هذه العقوبات يحتاج إلى تصويت في الكونغرس الأمريكي مثلاً”.
ولفت إلى الأثر النفسي الكبير الذي تركه قرار رفع هذا العقوبات على الشعب السوري، الأمر الذي سيسهم في دعم الاستثمار والعمل الاقتصادي داخل سوريا في الفترة القريبة.
ويرى الشعار أن القناة الأقوى التي سيظهر من خلالها أثر رفع هذه العقوبات، سيكون في التعاملات المالية، وواشنطن لن تكون مهتمة بإعادة إعمار سوريا على شكل قروض لدعم الدولة السورية، إنما رفع العقوبات يسمح للدول الأخرى والفعالين في القطاع الخاص للقدوم إلى سوريا وإقامة مشاريع فيها، لاسيما أن كل ذلك كان معلقاً بسب العقوبات”.
وأكد الشعار أن رفع العقوبات سيكون أثره في قنوات القطاع المصرفي والتجارة السورية، فضلا عن أثره الكبير والسريع من خلال التعاملات المالية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه يسعى إلى تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة، مؤكداً أنه ينوي إلغاء كامل العقوبات عن سوريا.
وأضاف في كلمته خلال القمة الخليجية الأمريكية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض: “سأقوم بإلغاء كامل العقوبات عن سوريا. أمرت برفع العقوبات على سوريا بعد لقائي الأمير محمد بن سلمان، وحديثي مع الرئيس رجب طيب أردوغان”.
وأشار إلى أن “رفع العقوبات على سوريا سيعطيهم فرصة عظيمة، ونسعى إلى تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة، فالعالم بأكمله ينظر إلى الشرق الأوسط وسنرسم شرقاً أوسطاً مزدهراً”.
والتقى السيد الرئيس أحمد الشرع والرئيس الأمريكي على هامش القمة الخليجية، بمشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر تقنية الفيديو في الاجتماع مع الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي والسيد الرئيس أحمد الشرع.
وأكد الرئيس التركي في الاجتماع الرباعي أن قرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا يحظى بأهمية تاريخية، وقال إن قرار الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سوريا سيكون مثالاً للدول الأخرى التي فرضت عقوبات على دمشق.