الأحد 13 ذو القعدة 1446 هـ – 11 مايو 2025
دمشق
Weather
°24.9

زيارة الرئيس الشرع إلى المنامة.. مسارات دبلوماسية وشراكات اقتصادية

IMG_20250510_210345_765

تكتسب زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى المنامة أهمية سياسية واقتصادية، فهي تتزامن مع الحراك السياسي العربي الإيجابي إزاء دمشق، كما تعدّ تأكيداً على عودة سوريا إلى حضنها العربي، وتعزيزاً لأواصر العلاقات التاريخية مع الدول العربية.

الانفتاح السياسي العربي والخليجي على دمشق بعد سقوط النظام البائد، والذي تمثل بزيارات متبادلة وإجراء مباحثات تتعلق بالأمن العربي القومي والمسائل الاقتصادية، يكشف الرغبة بعودة سوريا لموقعها في خارطة التوازنات العربية والإقليمية.

وتمثل ملفات إعادة الإعمار ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، أهمية بالغة في السياسة الخارجية، والتي كانت من أبرز محاور اللقاء الذي جمع الرئيس الشرع ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس.

آفاق اقتصادية

يرى رئيس فرع حلب لنقابة الاقتصاديين الدكتور عبد الرحمن ددم، أن زيارة الرئيس الشرع إلى المنامة يمكن أن تفتح أبواباً للشركات البحرينية بهدف المشاركة في مشاريع إعادة الإعمار، وبخاصة في البنية التحتية.

وتوقع ددم أن تشهد العلاقات المصرفية بين البلدين تطورا يسهل التحويلات المالية والاستثمارات، مشيراً إلى أن الاستثمارات البحرينية قد تكون جزءاً من منظومة أوسع تشمل دولاً خليجية وعربية أخرى.

وأشار الباحث الاقتصادي في تصريح لموقع الإخبارية إلى هيكلية ونقاط قوة الاقتصاد البحريني، إذ إن مملكة البحرين من أكثر الاقتصادات تنوعاً في منطقة الخليج العربي، في ظل ارتفاع مساهمة القطاعات الاقتصادية غير النفطية في إجمالي الناتج المحلي، وهو اقتصاد يعتمد على عدة قطاعات رئيسية مثل النفط والغاز، فضلاً عن الخدمات المالية والصناعة والسياحة.

وأوضح أن البحرين استثمرت بقوة في البنوك والسياحة، مع العلم أن المملكة تعد مركزاً مالياً إقليميا مهماً في القطاعين المالي والمصرفي ولا سيما في مجال الصيرفة الإسلامية، حيث تستضيف العديد من المؤسسات المالية.

استثمارات تنعش الاقتصاد

الباحث الاقتصادي في مركز جسور للدراسات الدكتور خالد التركاوي، يحدد ثلاث نقاط تتعلق بالجانب الاقتصادي، النقطة الأولى تتعلق بموقف البلدين السياسي من بعض القضايا الإقليمية، وأن البحرين تترأس القمة العربية الحالية وهي بصدد تسليمها إلى العراق بعد أيام، ومن ناحية أخرى فإن البحرين بلد خليجي عربي لديه اقتصاد قادر على دعم سوريا.

ويعتقد التركاوي أن مصلحة البلدين تكمن في إقامة استثمارات في سوريا، كما تشكل المساعدات البحرينية لسوريا نقطة مهمة.

ونوه إلى أن البحرين بلد مرشح للحضور اقتصادياً بقوة في سوريا عبر شركاتها، ما سينعكس على الاقتصاد المحلي عبر تخفيض معدل البطالة وتحريك النشاط الاقتصادي من خلال إدخال القطع الأجنبي.

حراك سياسي مستمر

وودع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، السيد الرئيس أحمد الشرع، السبت 10 أيار، عقب جلسة مباحثات رسمية في قصر الصخير.

وقالت رئاسة الجمهورية في بيان، إن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون الثنائي وتنسيق الجهود في القضايا ذات الاهتمام المشترك، في أجواء عكست عمق العلاقات الأخوية بين البلدين.

وتُعد زيارة الرئيس الشرع للبحرين الوجهة الرابعة خليجياً، بعد زيارته للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، وهي السادسة عربياً والثامنة على الصعيدين الإقليمي والدولي منذ توليه الرئاسة في كانون الأول الماضي.

ووصل الرئيس الشرع والوفد المرافق له العاصمة البحرينية المنامة، اليوم، واستقبله ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير، بحضور وزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، وعدد من كبار المسؤولين في المملكة.

ويأتي ذلك بعد أيام من زيارة الرئيس الشرع إلى فرنسا، في أول زيارة رسمية له إلى دولة أوروبية منذ توليه الحكم.

ومنذ سقوط النظام البائد، شهدت العاصمة دمشق بشكل شبه يومي وصول وفود دولية في إطار إعادة سوريا إلى مكانتها بعد سنوات من الحرب التي شنها النظام البائد ضد شعبه.