الثلاثاء 6 ذو الحجة 1446 هـ – 3 يونيو 2025
دمشق
Weather
°26.4

سوريا والكويت.. علاقات أخوية تستعيد ألقها في عهد الرئيس الشرع

سوريا والكويت.. علاقات أخوية تستعيد ألقها في عهد الرئيس الشرع

تستعيد العلاقات السورية – الكويتية، مكانتها العربية والأخوية مع وصول السيد الرئيس أحمد الشرع إلى دولة الكويت في أول زيارة رسمية منذ تولّيه منصبه في كانون الأول الماضي، وذلك بعد سنوات طويلة من انقطاع العلاقات بين البلدين بسبب جرائم النظام البائد، حيث كانت الكويت من أولى الدول الداعمة لسوريا في عهدها الجديد.

وجاءت زيارة الرئيس الشرع للكويت تلبيةً لدعوة من الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وقال مصدر في رئاسة الجمهورية لوكالة “سانا”: “إن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الأخوية والتنسيق الثنائي بين سوريا والكويت”.

وذكر المصدر أن الهدف من الزيارة هو “بحث سبل التعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويُعزّز العمل العربي المشترك”.

الزيارة الأولى إلى الكويت

وقالت وكالة الأنباء الكويتية (كونا): “إن رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع يصل إلى البلاد الأحد، برفقة الوفد الرسمي المرافق له، في زيارة رسمية يُجري خلالها مباحثات مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح”.

وتُعدّ زيارة الرئيس الشرع الأولى إلى الكويت منذ توليه الرئاسة في كانون الأول الماضي، فيما تمثّل الكويت الوجهة الخامسة خليجياً والسابعة عربياً، والتاسعة دولياً منذ توليه مهام منصبه.

وسبق للسيد الرئيس أن زار دول الخليج العربي، وشملت البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقطر.

دعم كويتي للعهد الجديد

شهدت العلاقات بين سوريا ودول الخليج العربي تحوّلاً لافتاً عّقب سقوط النظام البائد، حيث بادرت تلك الدول إلى إعادة بناء جسور التواصل، وافتتحت سفاراتها تباعاً، في خطوة سياسية تهدف إلى دعم الاستقرار وإعادة الاندماج الإقليمي.

وأبدت الكويت دعماً سياسياً واقتصادياً ملحوظاً لدمشق في أكثر من مناسبة منذ سقوط النظام البائد، بهدف مساعدتها على إعادة الإعمار وتجاوز العقبات، حيث أكد وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، في 13 كانون الثاني الماضي، أن الكويت تعتزم إعادة فتح سفارتها في العاصمة دمشق قريباً.

وقال اليحيا وقتها: “إن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية يعتزم زيادة مساعداته لسوريا”.

وعَقب ولادة الحكومة السورية في 29 آذار الماضي، رحّبت دولة الكويت بإعلان التشكيل، وأعربت عن أملها في أن “تحقق هذه الحكومة تطلّعات وآمال الشعب السوري الشقيق في العيش بأمن وأمان وازدهار”.

وأشارت وزارة الخارجية الكويتية إلى تَطلّع دولة الكويت للتعاون مع الحكومة السورية الجديدة، بغية الانتقال بالعلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين إلى آفاق أرحب وتعزيزها في مختلف المجالات.

وفيما يخص قصف الاحتلال الإسرائيلي المتكرر لسوريا، لم تتأخر دولة الكويت عن إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية، معربةً عن تضامنها ووقوفها إلى جانب سوريا الشقيقة، ومشددةً على أهمية احترام سيادتها وسلامة أراضيها.

وفي سياق متصل، أعربت وزارة الخارجية الكويتية، في 2 أيار الماضي، عن إدانتها الشديدة واستنكارها للقصف الجوي الذي نفَّذه الاحتلال الإسرائيلي واستهدف محيط القصر الرئاسي في العاصمة دمشق.

الكويت تُشيد بقرار رفع العقوبات

وجددت دولة الكويت مساندتها الثابتة لسوريا، إذ دعا أمير الكويت، في منتصف أيار الماضي، إلى تعزيز جهود المجتمع الدولي للحفاظ على وحدة سوريا، مؤكداً في الوقت ذاته حرص بلاده على سلامة الأراضي السورية ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها.

وأشاد أمير الكويت في تصريحاته خلال القمة الخليجية – الأمريكية بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا.

وأعرب ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في 27 أيار الماضي، خلال قمة رابطة “آسيان” ومجلس التعاون الخليجي عن ترحيب دول المجلس بـ”الأوضاع الإيجابية” التي تشهدها الساحة السورية.

وأكد وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، في 25 أيار الماضي، دعم بلاده للجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار وصون سيادة سوريا ووحدة أراضيها، بما يمكّن الشعب السوري من استعادة أمنه وبناء مستقبل أفضل.

وبعد رفع العقوبات الأمريكية عن دمشق، اعتبرت وزارة الخارجية الكويتية أن القرار سيسهم في دعم الاستقرار والازدهار والتنمية في سوريا، كما جددت دعمها للشعب السوري وكل الجهود الرامية لصون سيادته واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه.

زيارات متبادلة

وبعد إسقاط النظام البائد، كانت الكويت من أوائل الدول العربية التي بادرت بنسج خيوط جديدة مع دمشق، حيث زار وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي –وهو كويتي أيضاً– دمشق أواخر كانون الأول الماضي.

واستقبل الرئيس أحمد الشرع، في 16 أيار الماضي، وفداً من رجال الأعمال والمستثمرين من دولة الكويت برئاسة بدر ناصر الخرافي.

وجرى خلال الزيارة مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك، إضافةً إلى المشاريع الاستثمارية، ولا سيّما في مجالات البنية التحتية والاتصالات.

كما شاركت وزارة الطاقة السورية في مؤتمر الكويت للطاقة المستدامة والمعرض المرافق له، والذي يُعقد على أرض المعارض الدولية في الكويت، وذلك بالتعاون مع المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.

الكويت تدعم الشعب في مواجهة النظام البائد

ومنذ انطلاق الثورة في عام 2011 وقفت الكويت مع مطالب الشعب السوري بالحرية، واستنكر مجلس الأمة الكويتي في عام 2012 الجرائم الإنسانية التي يرتكبها النظام البائد ضد شعبه.

وسرعان ما طردت الكويت سفير النظام البائد، وقررت إغلاق سفارتها في دمشق وقطع العلاقات السياسية والدبلوماسية مع النظام البائد، بينما فتحت قنوات تواصل مع المعارضة السورية.

واستضافت الكويت ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين بالتعاون مع الأمم المتحدة لدعم الوضع الإنساني في سوريا.

وفي عام 2015، تعهدت الكويت بتقديم 500 مليون دولار لمساعدة الشعب السوري خلال افتتاح مؤتمر المانحين بالعاصمة الكويتية بمشاركة 78 دولة، وأكثر من 40 هيئة ومنظمة دولية.

وأعلن أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد، في المؤتمر الدولي للمانحين عام 2013، تبرع دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار أميركي لدعم الوضع الإنساني للشعب السوري الشقيق.

ووجَّه الأمير، في كلمته الافتتاحية ضمن المؤتمر آنذاك، نداءً مخلصاً إلى أعضاء مجلس الأمن بأن يضعوا المعاناة اليومية للشعب السوري الشقيق، وآلام لاجئيه ومشرديه نصب أعينهم وفي ضمائرهم حين يناقشون تطورات هذه المأساة الإنسانية.

وقدَّمت الكويت، خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن 2018 – 2019، مبادرات بهدف تخفيف المعاناة عن الشعب السوري وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.