الاثنين 14 ذو القعدة 1446 هـ – 12 مايو 2025
دمشق
Weather
°21

قمة ثلاثية في أنقرة.. دعم لدمشق وتأكيد على تعزيز الاستقرار

قمة ثلاثية في أنقرة.

يواصل وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني تحركاته الدبلوماسية في المنطقة، لزيادة تنسيق الجهود الإقليمية في مواجهة التحديات المشتركة في ظل الظروف الاستثنائية، علاوة على دعم جهود الحكومة السورية في تعزيز الاستقرار الداخلي وتحقيق التنمية.

فقد وصل الوزير االشيباني اليوم الإثنين 12 أيار، إلى العاصمة التركية أنقرة، لحضور اجتماع ثلاثي مع نظيريه التركي هاكان فيدان، والأردني أيمن الصفدي.

ولعل من أبرز القضايا التي بحثتها القمة الثلاثية، مسألة إعادة الإعمار وتعزيز التبادل الاقتصادي الإقليمي بين دول الجوار، وحشد الجهود لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على البلاد، إلى جانب مكافحة التحديات الأمنية التي تهدد أمن المنطقة، إلى جانب ملف العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.

لقاءات ثنائية
وسبق المؤتمر لقاء ثنائي جمع بين الوزير الشيباني ونظيره التركي، بحسب وزارة الخارجية التركية في تغريدة عبر منصة إكس، إذ تولي أنقرة مسألة وحدة واستقرار سوريا أهمية بالغة في سياستها الخارجية.

المساهمة الفعّالة في بناء المستقبل
وبعد اللقاء السوري-التركي، عقد الوزير أسعد الشيباني اجتماعاً ثلاثيّاً مع وزيري خارجية تركيا هاكان فيدان والأردن أيمن الصفدي في أنقرة، وجرى التأكيد على أن وحدة الأراضي السورية لا تقبل المساومة، وحقوق جميع المواطنين السوريين مضمونة ومكفولة.

ودعا الشيباني السوريين إلى المساهمة الفعّالة في بناء المستقبل، ولا سيما أن إعادة إعمار سوريا تتطلّب تضافر جميع الجهود.

وشدَّد على أنّ “سوريا تخرج من أحلك فصول تاريخها وتمدّ يدها للتّعاون الإقليمي، وترفض التقسيم والتدخّل في شؤونها، وتطمح لبناء مستقبل يقوم على احترام السيادة”.

وقال: إنّ “حدودنا تتعرّض لانتهاكات مستمرّة من إسرائيل، والغارات الجوية على الأراضي السورية ليست للدفاع عن النفس، بل لزعزعة الاستقرار في سوريا”.

الوزير الشيباني أشار إلى أنّ الغارات الإسرائيلية الجوّية على الأراضي السورية تُعدّ تصعيداً مدروساً يزعزع استقرارنا ويجر المنطقة إلى صراع.

وأكد أن “إسرائيل تستمرّ في اعتداءاتها على أراضينا وتصعّد الوضع، ما أسفر عن سقوط ضحايا، ونطالبها بالالتزام بتنفيذ القرارات الدولية والانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب”.

وأعرب الشيباني عن تطلّع سوريا إلى دعم المجتمع الدولي ودول الجوار ووقوفهم إلى جانبها، للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتواصلة على أراضيها.

وأشار إلى اللقاءات البنّاءة والمثمرة التي أجراها مع نظيريه التركي والأردني في أنقرة، وجدّد التأكيد على دعم سوريا لتعزيز التنسيق مع أنقرة وعمان لمحاربة التنظيمات الإرهابية.

وأكد العمل على تكثيف التّعاون مع تركيا والأردن في مواجهة التهديدات العابرة للحدود، وعدم السماح للميليشيات المدعومة من الخارج بزعزعة استقرار البلاد.

ورأى أن “إعلان حزب العمال الكردستاني عن سحب السلاح خطوة مهمة للمنطقة بأسرها، وأهنئ تركيا على الاتفاق مع حزب العمال الكردستاني الذي سيُعزّز الاستقرار في تركيا والمنطقة ككل”.

وذكر أنّ “الاتفاق مع قوّات سوريا الديمقراطية يأتي ضمن توجّه الحكومة السورية لحل جميع المشاكل عن طريق الحوار بما يخدم المصلحة الوطنية، ونحن حريصون عليه ونأمل أن يلتزم الطرف الآخر به”.

وأعلن وزير الخارجية والمغتربين عن خطوات عملية لفتح السفارة السورية في أنقرة، وقنصلية في غازي عنتاب.

كما أكّد أنّ عودة السوريين لا يمكن أن تحدث بوجود الحصار الاقتصادي، مبيناً أنّ “العقوبات على سوريا فُرضت على النظام البائد، ولا بدّ من رفعها لأنّها تُعيق الانتعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار”.

دعم تركي كامل
وأعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عن رفض بلاده للتوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، كونه يزعزع الأمن والاستقرار ويهدد مستقبلها.

ولفت الوزير التركي إلى أن بلاده ستقدم الدعم الكامل لسوريا على جميع الأصعدة، وأكد سعي الجميع لاستقرار سوريا ودول المنطقة، والتوصل إلى حل مع حزب العمال الكردستاني سلميا، وشدد على أن إعلانهم إلقاء السلاح حدث تاريخي ومهم جدا.

عمان ودمشق في مواجهة التحديات
من جانبه أكَّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أنَّ الأردن يدعم سوريا وسيادتها في مواجهة كل التّحدّيات التي تُهدّد مسيرتها بعد عقود من الخراب والدمار والمعاناة.

وقال الصفدي: إن “استقرار سوريا ركيزة لاستقرار المنطقة بأسرها، وحصول الشعب السوري على حياة كريمة أولوية بالنسبة لنا”.

وبيّن أنَّ الدول الثلاث بحثت خطوات عملية لدعم سوريا، وبناء علاقات تجارية واستثمارية تنعكس خيراً على الجميع، إضافةً إلى آليّات التصدي لتنظيم داعش والإرهاب بكل أشكاله، لكونه خطراً مشتركاً على الجميع.

ولفت الصفدي إلى أنَّه رغم التّحديات التي تواجه سوريا، فإنها تمتلك فرصاً كبيرة، مشيراً إلى أنَّ العدوان الإسرائيلي ومحاولات التدخل في الشؤون السورية تُعدّ من أبرز التّحديات الخطيرة.

وأكَّد أنَّه لا يحق لإسرائيل التعدي على الأرض السورية أو الدفع نحو توتير الأوضاع في المنطقة وإثارة الانقسام.

وشدَّد الصفدي على ضرورة أن ينعم الجنوب السوري بالأمن والاستقرار، بعيداً عن مخاطر الإرهاب والعدوان الإسرائيلي.

وتدعم الأردن الجهود السورية وتطالب برفع العقوبات عنها، ودعم جهود إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها وتحفظ حقوق كل الشعب السوري.