بدأت المرحلة الأولى من حملة “عفرين بتستاهل”، والتي تهدف إلى إعادة الحياة إلى الغابات المتبقية، وزراعة عشرين ألف غرسة، في حرش ميدانكي والمناطق المحيطة التابعة لمنطقة عفرين شمالي حلب.
ويشارك في الحملة أبناء مدينة عفرين ونشطاء المجتمع السوري، بالتعاون مع وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، وإدارة منطقة عفرين، ودائرة الحراج، ومديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في حلب.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي البيئي لدى السكان واستعادة الغطاء النباتي الذي فقدته المنطقة على مر السنوات، بما يسهم في تحسين المناخ المحلي والحفاظ على التوازن الطبيعي والتنوع البيولوجي في المنطقة.
وقال مدير الزراعة في عفرين سليمان سليمان، للإخبارية: “غابة ميدانكي كانت تشكل أحد أهم الموارد البيئية في المنطقة، والقطع الجائر الذي تعرضت له أدى إلى فقدان آلاف الأشجار المعمّرة، ما انعكس سلباً على جودة الهواء والتربة، وأدى إلى انخفاض التنوع النباتي والحيواني في المنطقة”.
وقال سليمان “إن الحملة الحالية ليست مجرد زراعة أشجار، بل تهدف إلى إعادة التوازن البيئي واستعادة المظهر الطبيعي للغابات، وتوفير مأوى للحيوانات التي فقدت بيئتها الطبيعية”.
وفي السياق، أوضح المهندس الزراعي المشارك في الحملة ريزان قوشو، للإخبارية، أن الحملة بدأت بعمليات الحفر وتجهيز التربة، وتم إعداد مخطط دقيق لتوزيع الغراس وفق نوعية التربة والمناخ، بحيث تضمن نمو الأشجار واستدامتها على المدى الطويل”.
وقال: كل غرسة تُزرع اليوم تمثل خطوة ملموسة نحو التعافي الأخضر للمنطقة، ورسالة بأن الطبيعة بحاجة إلى حماية دائمة، وأن المجتمع المحلي قادر على استعادة ما فقده.
من جانبه قال أحد المتطوعين المشاركين، محمد الخالدي، في حديثه للإخبارية أن المشاركة في هذه الحملة شعور مسؤولية تجاه الأرض والبيئة، وأن كل غرسة نزرعها اليوم ستكون شجرة ظليلة للأطفال مستقبلاً، وستمثل بداية لاستعادة الحياة الطبيعية للمنطقة.
وقال: هذه الحملة تعزز الوعي لدى السكان بأهمية الحفاظ على الغابات، وتظهر أن العمل الفردي والجماعي يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً في البيئة.
ويؤكد القائمون على الحملة للإخبارية أن غابة ميدانكي قد تعود خضراء كما كانت، إذا توفرت الإرادة والالتزام الجماعي بحمايتها، مشددين على أن حماية الغابات لا تتحقق بالقوانين وحدها، بل بالوعي والإدراك، وأن مسؤولية حماية الطبيعة تبدأ من كل فرد في المجتمع وتستمر بالتعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني.
وتعرضت غابات ميدانكي في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي خلال السنوات الماضية للقطع الجائر الذي أسفر عن فقدان مئات الأشجار المعمّرة وتراجع الغطاء النباتي بشكل واضح، ما أثر سلباً على المناخ المحلي وجعل المنطقة تفقد جزءاً كبيراً من رونقها الطبيعي.
وأدى التدهور إلى تقلص التنوع البيولوجي وفقدان موائل طبيعية للطيور والحيوانات البرية، كما انعكس على التربة التي أصبحت أكثر عرضة للتعرية والجفاف، ما يزيد صعوبة استعادة الغابات بشكل طبيعي دون تدخل بشري.



